الخزعلي : اتوقع فوز ” برهم صالح ” بمنصب رئاسة الجمهورية
الخزعلي لـ”المونيتور”: رفضنا وساطات للتواصل مع واشنطن وندعم برهم صالح لرئاسة الجمهوريّة وعادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء
حاوره: مصطفى سعدون
أجرى مراسل “المونيتور” في العراق مصطفى سعدون حواراً مع الأمين العام لـ”عصائب أهل الحقّ” قيس الخزعلي تحدّث فيه عن اختيار رؤساء الجمهوريّة والوزراء والبرلمان والاتّهامات الموجّهة إلى حزبه بالضغط على السكّان السنّة لإجبارهم على التصويت له، إضافة إلى الوثائق الأميركيّة التي سُرّبت أخيراً حول تلقّيه تدريبات من إيران، وعن الوساطات التي عرضت عليهم لفتح قنوات تواصل مع الولايات المتّحدة الأميركيّة، فضلاً عن العلاقة بإيران وقطر. وفضّل قيس الخزعلي مرشّح الاتّحاد الوطنيّ الكردستانيّ برهم صالح للوصول إلى رئاسة الجمهوريّة، وتحدّث أيضاً عن ارتفاع حظوظ عادل عبد المهدي للتوافق عليه رئيساً للوزراء. في ما يلي نصّ المقابلة:
المونيتور: ما رأيكم بترشيح برهم صالح لرئاسة الجمهوريّة؟ وهل تدعمونه أنتم في الحشد الشعبيّ؟
الخزعلي: أملنا في أن يتّفق الكورد على مرشّح يقدّمونه، ولكن إن لم يتّفقوا ونزلوا بمرشّحين إثنين من دون إتفاق، فمقبوليّة برهم صالح داخل الإطار الوطنيّ عموماً أكثر، وأتوقّع أن يفوز بالرئاسة. الاتّحاد الوطنيّ كان موقفه أفضل في الأحداث الأخيرة (الاستفتاء)، وكان يتغلّب عليه طابع التعقّل. كما كانت لديه شجاعة في تجنّب المصادمة. وبهذا، حُفظت دماء كثيرة، وهذا يُحسب للاتّحاد.
المونيتور: هل وافقتم على محمّد الحلبوسي كرئيس للبرلمان؟ وهل شخصيّته هي المطلوبة لهذا المنصب؟
الخزعلي: الحلبوسي نزل مرشّح تحالفنا (تحالف البناء)، وكلّ أصواتنا ذهبت إليه، والتصويت كان فرصة جيّدة لإرسال رسالة بأنّ “تحالف البناء” متماسك وقويّ، وكانت هذه رسالة سياسيّة بليغة. الحلبوسي لديه صفة جيّدة، فهو شاب ويحسب له شيء آخر بأنّ لديه تجربة إداريّة ناجحة في إدارة محافظة الأنبار.
المونيتور: الحلبوسي تابع لتحالف سياسيّ مقرّب من قطر، فهل هذا يعني أنّكم على تواصل مع الدوحة؟
الخزعلي: ليست لدينا علاقة مباشرة مع قطر. وفي النتيجة، نحن صرنا جزءاً من الوضع السياسيّ، وسينفتح العراق أكثر على محيطه العربيّ. وإنّ دعمنا للحلبوسي ناتج من الوضع الداخليّ، ونحن قلنا للسنّة اتّفقوا وساعدناهم على الاتّفاق على مرشّح واحد. ومن الطبيعيّ، إذا صرنا جزءاً من المنظومة السياسيّة أن نكون جزءاً من الوضع الذي يكون في البلد، ونعتبر أنّ العراق ليس هو الممتنع أو المتمنّع عن علاقاته مع المحيط العربيّ. ولقد شارك جيران العراق ومحيطه الخليجيّ بغالبيّتهما في دور سلبيّ خلال مرحلة عراق ما بعد عام 2003، بما فيهما قطر، لكنّ الظروف الأخيرة جعلت العلاقات تختلف، وقطر من ضمن الدول التي تجد مصلحتها في تقوية الوضع السياسيّ الحاليّ في العراق أكثر من السعوديّة، ومن الممكن أن تُفتح صفحة جديدة إذا التزمت قطر بمواقف إيجابيّة تجاه العراق.
المونيتور: يسعى الكونغرس إلى تشريع قانون ضدّكم، فكيف تعلّقون؟
الخزعلي: السياسة الأميركيّة في زمن دونالد ترامب من الصعب أن تحكم عليها بحكم منطقيّ أو تحلّلها تحليلاً منطقيّاً أو تخرج بنتيجة منها، فخطواتها لا تنسجم مع التفكير الديبلوماسيّ المفترض. وهذا التشريع خطأ، ولا يدلّ على خطوة حكيمة يجب أن تصدر من الولايات المتّحدة الأميركيّة، لسبب بسيط، لأنّنا لم نستهدف مصالح أميركا في دول أخرى، بل في بلدنا، ونحن لا نعتقد إيديولوجيّاً أنّ أميركا كافرة، ولم نعتبر أنّ الشعب الأميركيّ عدو. كلّ ما حصل هو فترة احتلال أميركيّ، ومن الطبيعيّ أن يجابه كلّ احتلال بالمقاومة، فما حصل كان على أراضينا، وليس على أراضيها، ومجلس الأمن اعتبرها دولة محتلّة، ونحن منذ الأوّل من كانون الثاني/يناير من عام 2012 حتّى اليوم، لم نقم باستهداف أيّ وجود أو مصلحة أميركيّة سياسيّة أو اقتصاديّة في العراق، لأنّ قضيّتنا ليست عقائديّة ضدّ أميركا، بل سياسيّة، ووجودها الآن ليس بصفة احتلال، فحتّى التواجد العسكريّ بإمضاء من الحكومة، ويمكن معالجته معالجة سياسيّة، وهذا كلّه يدلّ على أنّنا لسنا جهة إرهابيّة تتبنّى الإرهاب وتهاجم واشنطن من منطلق الإرهاب وعقيدة إرهابيّة، ولو أردنا لاستثمرنا فرصاً كثيرة كانت خلال الحرب مع “داعش “وما يفصلنا عن السفارة فقط نهر دجلة.
التفاصيل التي يريدون من خلالها تشريع القانون، فيها إشكالات، أوّلاً: أين كانوا منذ عام 2007 من هذا التشريع؟ ولذا، فهذا يؤكّد أنّ القرار دوافعه سياسيّة. ثانياً: كنت سجيناً عند الأميركيّين، فلماذا أطلقوا سراحي إذا كنت إرهابيّاً؟ نحن نعتقد أنّ هذا قرار غير صحيح، ولن تكون له فائدة حقيقيّة أو فائدة كبيرة حتّى على أميركا المتخوّفة من دورنا في الحكومات المقبلة. ولذا، تحاول تحجيمنا سياسيّاً.
المونيتور: برأيكم، هل أنتم قادرون على الوقوف أمام خطوات تحجيمكم؟
الخزعلي: إذا كانت دوافع هذا التشريع سياسيّة، فهو لن يحقّق نتائج إيجابيّة، فتخبّط الولايات المتّحدة وتدخّلها الفجّ في الشؤون العراقيّة لن يستطيعا منع “حركة صادقون” التابعة لـ”عصائب أهل الحقّ” أن يكون نوّابها أعضاء في اللجان البرلمانيّة كلّها، وأن تكون إحدى اللجان البرلمانيّة برئاستنا، وأن نمتلك وزارة في الحكومة. وهذا القرار، إن صدر، فسيضعف هيبة واشنطن في العراق، وإن أصرّت على ذلك فقد يكون لدينا تحدّ بالإصرار على وزارة سياديّة، فماذا سيكون موقفها؟ هل توقف التعامل مع العراق؟ نحن لا نتقبّل أن تأتي دولة أخرى وتتدخّل في شؤوننا، خصوصاً أنّنا حزب رسميّ ولدينا نوّاب فازوا بأصوات الشعب، وتدخل وتعتدي علينا في بلدنا.
المونيتور: تتحدثّون عن تدخّل أميركيّ، ولكن لا تتحدّثون عن تدخّلات إيرانيّة.
الخزعلي: إنّ وضع العراق الضعيف سياسيّاً جعل التدخّلات كثيرة، ولكن هل هذا التدخّل (الإيرانيّ) سافر وفيه تجاوز على الوضع العراقيّ، فربّما يكون تدخّلاً إيجابيّاً. بعض الخطوات الأميركيّة في العراق يمكن أن يراها الناس تصبّ في مصلحة البلاد، لكنّ مشكلتنا في التدخّل، الذي يكون من دون احترام السيادة العراقيّة. لو حصل تدخّل إيرانيّ مثل الأميركيّ، وبهذه الوقاحة، فأوّل من سيقف ضدّه نحن. كلّ الذين التقوا مبعوث الرئيس الأميركيّ بريت ماكغورك من سياسيّين سنّة وكورد تحدّثوا عن تهديدات تعرّضوا لها وعن شتمهم وتلاعبه بالقرارات واستعمال وسائل ضغط وتهديد، وهؤلاء ليسوا شيعة حتّى نقول إنّ لديهم خلافاً مع بريت ماكغورك، لكنّ السؤال: هل من اجتمعوا بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيرانيّ قاسم سليماني تحدّثوا عن ذلك؟ على العكس، هم (الإيرانيّون) يدفعون باتّجاه أن يكون هناك توافق عراقيّ، ولن يتدخّلوا بالقرارات ولا باختيار أحد، والمقارنة بين الدورين الأميركيّ والإيرانيّ في العراق، ظالمة.
المونيتور: نشرت واشنطن أخيراً وثائق عن علاقتكم بإيران، وتلقّيكم تدريبات فيها، فلماذا تنشرها في هذا الوقت؟ وما تعليقكم عليها؟
الخزعلي: ما الجديد في هذه الوثائق؟ فأنا تحدّثت عن ذلك علناً في الإعلام، ونحن لدينا منذ عاميّ 2004 – 2011 ستّة إصدارات مرئيّة عن العمليّات التي قمنا بها ضدّ القوّات الأميركيّة عندما كانت حاضرة في العراق، والعمليّات المصوّرة فقط أكثر من 5 آلاف، ونحن نفتخر بذلك. أمّا في خصوص الدعم من إيران، نعم، وقلت ذلك في وقت سابق، فدعم إيران للمقاومة في العراق والعالم ليس سرّاً. هذه شهادة رسميّة من أميركا بأنّ الطرف الذي كان يقاومها ويسبّب القلق لها، هو قيس الخزعلي و”عصائب أهل الحقّ”، وأقولها الآن لـ”المونيتور”، وهي وسيلة إعلام أميركيّة، نعم نحن قاومنا أميركا ونفتخر بذلك، وكان ذلك بدعم إيرانيّ.
أمّا من ناحية التوقيت الخاص بنشر هذه الوثائق، فنحن نعرف أنّ الوثائق الرسميّة الأميركيّة يُكشف عنها بعد عقود، ولكن لماذا هذه الوثيقة نشرت بعد سبع سنوات؟ وإن كانت المرّة الأولى التي تُنشر فيها الوثائق خلال هذا الوقت القصير، فما هو السبب؟ أنا أعتقد أنّ نشر هذه الوثائق محاولة للتأثير على سير مفاوضات تشكيل الحكومة، فبعد وصول واشنطن إلى مرحلة الضعف في العراق رأت أنّها تحتاج إلى هذه التسريبات. وأعتقد هي ردّة فعل على ما صرّحت به قبل أيّام من نشر هذه الوثيقة عندما حذّرت من التدخّلات الأميركيّة، وقلت إنّها صارت وقحة وسافرة، وإنّ ماكغورك سيأتي للضغط وتهديد السياسيّين السنّة لدفعهم باتّجاه دعم سياسيّ ومرشّح معيّن. وقمنا في اليوم الثاني، بدعم مجموعة من ناشطين وأكاديميّين، بالخروج في تظاهرات قرب المنطقة الخضراء تُندّد بزيارة ماكغورك، فكلّ هذه الخطوات أزعجتها.
المونيتور: تحدّثتم عن دعم إيرانيّ لمقاومتكم الأميركيّين، فهل إيران دعمتكم لأجل مصلحة عراقيّة أم إيرانيّة؟
الخزعلي: كانت مصلحة إيران إضعاف الولايات المتّحدة الأميركيّة، والتقينا بهذه المصلحة، فما المانع؟ خصوصاً أنّنا لم نستهدف أيّ عراقيّ، فقط الجيش الأميركيّ.
المونيتور: هناك اتّهامات لكم بأنّكم أجبرتم السنّة في بعض المناطق المحرّرة التي تُسيطرون عليها بالتصويت لكم في الإنتخابات، فما تعليقكم على ذلك؟
الخزعلي: حصل في تلك المناطق نوع من الانسجام والتلاحم والتواصل المجتمعيّ بين العصائب والسكّان هناك، فعلاقتنا طيّبة بالعشائر السنيّة، خصوصاً تلك التي قاتلت “داعش” إلى جانبنا. كلّ الكلام هو عبارة عن محاولات فاشلة. محافظة صلاح الدين ليست سنيّة فقط، فهناك 3 أقضية شيعيّة، وإذا فاز لنا مرشّح من تلك المحافظة، فهو ليس أمراً مفاجئاً. وكان لدينا أيضاً مرشحون سنّة في تلك المناطق.
المونيتور: بعد انسحاب هادي العامري من الترشّح لرئاسة الوزراء، فمن تدعمون؟ وهل لديكم مرشّح من الحشد؟
الخزعلي: إنّ اختيار رئيس الوزراء في العراق قضيّة معقّدة. وفي الأصل، هو قرار داخليّ عراقيّ، ثمّ تأتي بعده موافقة المرجعيّة أو عدم اعتراضها على الأقلّ. وبعد ذلك، يجب ألاّ يُعترض عليه إقليميّاً، وأًقصد إيرانيّاً، ولا دوليّاً وأقصد أميركيّاً. إنّ رئيس الوزراء يجب أن يوافق عليه على الأقل “تحالف الفتح”، إن لم يكن كلّ “تحالف البناء”، و”سائرون” إن لم يكن كلّ “تحالف الإصلاح والإعمار”، وهذه كلّها مراحل صعبة يجب أن تحقّق هذه الشروط. إلى الآن، الأكثر حظّاً عادل عبد المهدي، ولم يأتِ بعده أحد، أو غير واضح وجود شخصيّة أخرى تنال مقبوليّة من قبل الأطراف كلّها.
المونيتور: سفراء أوروبيّون يزورونكم بكثرة، فهل هم جزء من وساطة بينكم وواشنطن؟
الخزعلي: هناك أطراف طرحت فتح علاقة تواصل مع الولايات المتّحدة الأميركيّة ونحن رفضنا. ورفضنا مبرّر على ضوء الدور السلبيّ لسياستها تجاه العراق. كان هناك عرض لفتح قنوات تواصل من قبل أطراف دوليّة ومحليّة، لكنّنا رفضنا.
المونيتور: أطلقت صواريخ قبل أيّام على السفارة الأميركيّة وتمّ حرق القنصليّة الإيرانيّة في البصرة، فما موقفكم من الحادثتين؟
الخزعلي: نحن نرفض أيّ اعتداء على أيّ بعثة ديبلوماسيّة لأيّ دولة كانت، مهما اختلفنا معها، فالاعتداء على البعثات الديبلوماسيّة يسيء لهيبة العراق.
المونيتور: لماذا تتحدّثون عن حرب إلكترونيّة تتعرّضون لها؟
الخزعلي: إنّ “فيسبوك” تغلق أيّ شيء يخصّ إسمي أو صورتي خلال 24 ساعة، و”تويتر” لم تغلق صفحتي، لكنّها ترفض توثيقها بالعلامة الزرقاء، ولا نعرف لماذا يحصل هذا، فنحن لسنا منظّمة إرهابيّة، بل حزب سياسيّ لديه تمثيل في البرلمان العراقيّ وقاعدة شعبيّة كبيرة.