بعد وزير التجارة البريطاني..وزير المالية الهولندي ينسحب من مؤتمر الاستثمار بالسعودية
أعلنت هولندا، الخميس، عدم مشاركتها في مؤتمر الاستثمار الذي تستضيفه السعودية، الأسبوع المقبل، برعاية من ولي عهد المملكة.
وذكر مكتب وزير الخارجية الهولندي، “ستاف بلوك”، في بيان، أن وزير المالية الهولندي “فوبكه هوكسترا” لن يشارك في مؤتمر الاستثمار، الذي سيعقد في 23-25 تشرين الأول/أكتوبر الجاري بالسعودية، تحت رعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وكان وزير التجارة البريطاني ليام فوكس، أعلن في وقت سابق اليوم الخميس، انسحابه من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار “دافوس الصحراء”، الذي تنظمه السعودية، الثلاثاء المقبل، على خلفية قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.
وأشار “بلوك” إلى أن الحكومة السعودية، لم تُصدر أي بيان مقنع لغاية الآن حول اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، عقب دخول قنصلية بلاده في إسطنبول، ولذلك ألغى وزير المالية مشاركته في المؤتمر المذكور.
وأعرب عن اعتقاده أن الزيارات المزمعة للعلاقات التجارية إلى السعودية، في الأشهر المقبلة، ليست معقولة على المستوى السياسي، في الوقت الراهن.
ومن بين أبرز الشخصيات التي أعلنت عدم حضورها المؤتمر: جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي، وجيمي ديمون رئيس بنك “جي بي مورجان”، وبيل فورد رئيس شركة “فورد”، وريتشارد برانسون رئيس مجموعة “فيرجين” للابتكارات والاستثمار، ودارا خسروشاهي الرئيس التنفيذي لشركة “أوبر”، وديان غريين الرئيس التنفيذي لـ”غوغل كلاود”.
والإثنين الماضي، أكد صندوق الاستثمارات العامة السعودي (الصندوق السيادي للمملكة)، في بيان له، أن منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” سينعقد في الفترة من 23-25 أكتوبر/تشرين أول، بمشاركة الآلاف من مختلف أنحاء العالم، وأنه تأكد حضور أكثر من 150 متحدثا يمثلون أكثر من 140 مؤسسة مختلفة.
من المقرر أن يتضمن المؤتمر، 40 جلسة ونقاشات مفتوحة ومنتديات جانبية تركز على 3 ركائز أساسية، هي الاستثمار في التحوّل، والتقنية كمصدر للفرص، وتطوير القدرات البشرية.
واختفت آثار الصحفي السعودي في 2 أكتوبر/تشرين أول الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.
وبينما قال مسؤولون سعوديون إن “خاشقي” غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، طالب الرئيس رجب طيب أردوغان، المملكة، بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية بعد، معلّلة ذلك بأن كاميرات القنصلية “لم تكن تسجل” وقت دخول خاشقجي لها.
ووافقت تركيا على طلب سعودي بتشكيل فريق تحقيق مشترك في القضية، وفي سياق ذلك أجرت فرق بحث تركية، الأسبوع الجاري، أعمال تحقيق وبحث في مقر القنصلية السعودية ومقر إقامة القنصل.
فيما أصدرت أسرة “خاشقجي” بيانا طالبت فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية، لكشف حقيقة مزاعم مقتله عقب دخوله القنصلية.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن مسؤولين أتراك أبلغوا نظراءهم الأمريكيين، بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل “خاشقجي” داخل القنصلية، وهو ما تنفيه الرياض.
وطالبت دول ومنظمات غربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، الرياض، بالكشف عن مصير الكاتب الصحفي السعودي، فيما عبّرت دول عربية عن تضامنها مع السعودية، في مواجهة تهديدات واشنطن بفرض عقوبات عليها، إذا ثبت تورطها في مقتله.
وتتوالى ردود الأفعال عبر العالم، من مسؤولين ومنظمات، مطالبة بالكشف عن مصير “خاشقجي”، لتتصدر عناوين الصحف ونشرات الأخبار العالمية، بالتوازي مع التحليلات عن تداعيات هذه الأزمة على كل المستويات