الاعلام الرقمي: سياسيون عراقيون يهاجرون للتغريد في تويتر بدلاً عن البيانات
بعد التطور الكبير في العالم الرقمي وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الرأي العام المحلي والعربي والعالمي لاحظ مركز الاعلام الرقمي وجود توجه جديد وواضح لدى اغلب الشخصيات السياسية في العراق تمثل في انشاء او تفعيل حساباتهم على منصة الطائر الازرق ” تويتر ” اذ اصبح لدى معظم النواب في البرلمان العراقي وزعماء الاحزاب والكتل السياسية والمسؤولين ومساعديهم حسابات في تويتر يستخدمونها لمخاطبة جمهورهم ونشر اخبارهم والتغريد بآرائهم .
ومن خلال تقرير اعده فريق #مركز__الاعلام_الرقمي حول هذا الموضوع، يظهر جليا أن تويتر اصبح منصة رئيسية للسياسيين العراقيين لتسويق بياناتهم ونقل افكارهم للجمهور بصورة مباشرة وتحشيدهم للمناسبات والاحداث عن طريق التغريدات او اطلاق هاشتاكات خاصة بالحدث، وبالتالي وجد المركز ان طريقة البيانات والخطابات التابعة لهؤلاء الساسة تم استبدالها بتغريدات مختصرة من 280 حرف او اقل.
النائب عن محافظة نينوى احمد الجبوري قال في حديث لمركز الاعلام الرقمي، انه يستخدم تويتر للتعبير عن مواقفه الامر الذي يضمن له عدم وجود تزييف للتصريح، موضحا ان تويتر يتميز بضمّه نخبة المجتمع من ساسة واعلاميين ومشاهير ويعتبر اقل ضوضاء من المنصات الاخرى كالفيسبوك والانستجرام وتليجرام خصوصا وأن المتلقي لم يعد يقرأ المقالات الطويلة بل صار يبحث عن الخلاصة والمفردات القليلة وهو ماموجود في تويتر.
“ تويتر يُرغم السياسي على الاختصار وايصال رأيه بشكل مباشر وهي نافذة راقية للنقاش المفيد بعيدا عن المهاترات، وباعتقادي على كل سياسي او مثقف او اصحاب راي ان يكون لديهم حساب في تويتر للأطلاع على ارائهم ومواقفهم”، هذا ما تحدثت به النائبة السابقة في البرلمان العراقي سروى عبدالواحد، في تصريح خصت به مركز الاعلام الرقمي.
وهناك من بدأ يتحدث عن فكرة ترك الفيسبوك والهجرة نحو تويتر ، اذ تحدث الدكتور نعيم العبودي، لمركز الاعلام الرقمي قائلا، انه بدأ يفكر جدياً بترك الفيسبوك لان تجربته على تويتر وجدها افضل بكثير من الفيسبوك، ويرى ان تصريحاته ومنشوراته تصل للمعنيين على تويتر اكثر من الفيسبوك.
اما الشيخ خميس الخنجر فوضع عصارة افكاره في الطائر الازرق موضحا للمركز ، بان ” تويتر يجعلني اكتب عصارة افكاري في مساحة محدودة، واعبر عن رأيي بكل تجرد وحقيقة بعيداً عن التضليل والتلميع، وجعلني أرى الناس على حقيقتهم، تويتر يعني الحقيقة” .
ويعلل محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، لمركز الاعلام الرقمي، سبب هذا التوجه بـ اقتصار القنوات الاعلامية على توجهات أصحابها ومموليها لذلك برز تويتر كأسرع وسيلة لايصال راي السياسي والمفكر متجاوزا وسائل الحجب ولي اعناق النصوص.
وعلى الرغم من هذا التوجه العام، فما زال عدد من السياسيين لايستخدمون تويتر او انهم يستخدمونه بصورة قليلة ، كما بيّن النائب فالح الخزعلي لمركز الاعلام الرقمي،حيث اشار الى انه لا يرى ان تويتر يُوصل الفكرة للمتلقي على مستوى الخطاب السياسي الذي يتطلع له الجمهور وكثيراً ما تفهم المعاني موتوره لكن على المستوى الشخصي فيمكن طرح ومضات تحمل دلالات بحسب الموضوع.
كما قال النائب في البرلمان العراقي حسن توران انه يستخدم تويتر بشكل قليل لانه يستخدم فيسبوك وواتس اب بشكل اكبر لكنه يتمنى ان تتاح له فرصة استخدام تويتر بشكل افضل لأهميته ، وأكد توران لمركز الاعلام الرقمي ان منصات التواصل الاجتماعي بمختلف انواعها مهمة وضرورية للتواصل مع الجمهور وخاصة للسياسيين باعتباره نمط حديث ممكن الاستفادة منه في ايصال الافكار والمشاريع السياسية لاكبر شريحة من الجمهور وفي وقت قصير جدا.
وبحسب تحليل فريق مركز الاعلام الرقمي فان هنالك عوامل عديدة دفعت السياسيين الى التوجه نحو هذه المنصة، حيث وجدنا ان الرئيس الامريكي دونالد ترمب يستخدم تويتر بشكل يومي للتغريد حول مواضيع مختلفة، ويعتبر حساب الرئيس اكثر حساب سياسي من حيث التفاعل على تويتر، وتعتبر تغريداته مصدر رئيسي يُقتبس منها في القصص الاخبارية.
كما يعزو المركز سبب هذا التوجه الى زيادة اعداد المستخدمين العراقيين في هذه المنصة بأعتبارها من اهم المنصات الاخبارية في العالم والتي يستخدمها الاف السياسيين حول العالم لنفس الغرض، بل ان هناك من ترك المنصات الاخرى واقتصر تركيزه على تويتر .
كما ان هناك عوامل اخرى دفعت السياسيين للتوجه لهذه المنصة، منها سهولة التعبير عن الفكرة وبساطتها وقربها من المتلقي، فضلا عن تواجد السياسيين والصحفيين في مجموعات الواتساب مما يؤدي لسهولة نشر وتوزيع التغريدة فيها من اجل الاطلاع على مضمونها .
وعلى الرغم من هذا التوجه فإن بعض من المسؤولين والسياسيين العراقيين يستخدمون الحظر ضد كل مغرد يعارض توجهاتهم ولا يتفق معها، وهذه نقطة سلبية وسط هذا التوجه الايجابي الجديد بحسب مايرى فريق مركز الاعلام الرقمي.
كما ينصح المركز السياسيين بضرورة الانتباه للنقاط التي نشرها في بيان سابق له حول اسس التغريد الصحيح لتجنب اخطاء استخدام تويتر الذي نجدها، لكل اسف، في تغريدات بعض من السياسيين.