قيادي في “داعش”: تلقينا أوامر مطلع 2018 بالعودة إلى العراق لضرب أهداف منتخبة
اختاره التنظيم آمراً لإحدى الكتائب المهمة في ولاية الفلوجة لبروزه في فترة قصيرة ودوره الفعال في منع القوات العسكرية العراقية من التقدم صوب المدينة.
“ابو نجم” وهكذا يكنيه تنظيم “داعش” الإرهابي، يكشف لـ”القضاء” أسراراً كثيرة عن ولاية الفلوجة وعن دور قيادات التنظيم في ساحات الاعتصام وعن الأسباب التي دفعت التنظيم للتحرك باتجاه القائم عبر رتل مكون مما يقارب (2000) عجلة والذي تم قصفه من قبل طيران الجيش، مؤكدا تلقيهم اوامر بعد عمليات التحرير وتحديداً مطلع العام 2018 بالرجوع من سوريا للعراق وتكوين مضافات خارج المدن لتشكيل مفارز عسكرية وتنفيذ عمليات ضد أهداف تم انتخابها مسبقاً.
يمثل أمام القضاء العراقي المتهم كامل طلال العيساوي والبالغ من العمر 32 عاماً ويدلي باعترافاته امام قاضي التحقيق المختص بنظر قضايا الهيئة التحقيقية في قيادة عمليات بغداد.
يقول الارهابي “كنت اعمل فلاحاً قبل ان التحق بصفوف التنظيم عن طريق شخصين كانا ينتميان لجيش المجاهدين قبل ان يبايعا تنظيم داعش تعرفت إليهما في السجن عندما اعتقلت بتهمة الانتماء للتنظيمات الارهابية قبل ظهور داعش”، مؤكداً ان “الشخصين قد اخذا تعهداً مني بالانتماء لهم ومقاتلة القوات العراقية بعد خروجي من السجن”.
ساحات الاعتصام
ويضيف العيساوي “بعد خروجي من السجن كانت التظاهرات المناهضة للحكومة ما يعرف بساحات الاعتصام قائمة وقد بدأت في الفلوجة والانبار وكان اغلب قيادات التنظيم مشاركين بتلك الاعتصامات وكان لهم دور كبير في حث الشباب على المشاركة فيها لغرض إسقاط الحكومة وقد شاركت فيها وبشكل فاعل”.
يتابع “أثناء ذلك أعلن الخليفة ابو بكر البغدادي تشكيل تنظيم داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) الذي كان قد سيطر على عدد كبير من المناطق في سوريا وليبيا والصومال وأفغانستان ونتيجة لذلك واختلال الوضع الامني بسبب الاعتصامات تمت السيطرة على الفلوجة وقضاء الكرمة من قبل التنظيم والسيطرة على اغلب المقرات الحكومية والاستيلاء على الاسلحة والاعتدة الموجودة في الثكنات العسكرية التابعة للجيش العراقي”، بحسب ما يروي ابو نجم.
انتماؤه لتنظيم داعش
يوضح ابو نجم “زارني الى داري الشخصان اللذان التقيت بهما في السجن وكانا قد بايعا تنظيم داعش وكان احدهما يشغل منصب إداري لكتيبة التوحيد في ولاية الفلوجة والآخر أميراً لقاطع الكرمة واخذوا يحدثوني بضرورة الانتماء للتنظيم وبالفعل انتميت وقد رددت البيعة امام شرعي ولاية الكرمة الذي يدعى ابو محمد القاضي”.
ويتحدث الإرهابي عن ولاية الفلوجة وكيفية إدارتها حيث مشيرا إلى أن “ولاية الفلوجة تتكون من قواطع عدة وهي قاطع الكرمة وقاطع الرشاد وقاطع اللهيب وقاطع الصبيحات وقاطع العبادي وقاطع السجر وقاطع الداخل، وكانت تدار من قبل والي الولاية والمكنى ابو عمر الخليفاوي وعسكري الولاية المكنى ابو طيبة وامني الولاية ابو حسن والشرعي العام للولاية أبو خطاب واداري الولاية أبو يقين”.
ويستطرد “تم تكليفي من قبل والي الفلوجة للعمل ضمن المفارز العسكرية لكتيبة التوحيد التي وزعت بشكل نقاط عسكرية تمتد على طول ساتر المواجهة مع القوات العسكرية العراقية وكانت مهمتها صد الهجوم لهذه القوات ومنع تقدمها”.
ويشير العيساوي إلى أن “التنظيم سيطر على كل الدوائر والمؤسسات بل صادر عقارات تابعة لمنتسبين في الأجهزة الأمنية وأعلنوا بيانات مفادها الطلب من المنتسبين الذين كانوا في الأجهزة الأمنية من ابناء مناطق الفلوجة والقرى المحيطة بها بالتوجه للمساجد وتقديم التوبة وتسليم أسلحتهم وبدأت المساجد بحث الناس للانخراط في صفوف التنظيم”.
وزاد أن “التنظيم أخذ بالتوسع والسيطرة على المناطق المجاورة للفلوجة وصولاً الى مناطق محاذية للعاصمة وكانت القوات العراقية تحاول التقدم الا اننا نقوم بمواجهتها ومنع هذا التقدم”.
آمر لكتيبة التوحيد
بعد الدور الفعال الذي قدمه المتهم كامل طلال في التصدي للتقدم من قبل القوات العسكرية العراقية وبروزه خلال فترة قصيرة عين بمنصب امر كتيبة التوحيد في ولاية الفلوجة بعد ان ابلغه العسكري العام لقاطع الكرمة بتكليفه بالمنصب من قبل والي الولاية.
ويوضح الإرهابي أن “كتيبة التوحيد تضم نقاط عدة موزعة على طول خط الصد مع القوات العسكرية مهامها التصدي لأي تقدم ومنعه وكانت الكتيبة تضم من 70 ـ 80 مقاتلاً يعملون تحت امرتي وكانت لدي مفارز تعيق تقدم القوات وهي عبارة عن عجلات تحمل أسلحة أحادية ومفارز إسناد مدفعي ومفارز للهاون”.
انسحاب برتل كبير
ويذكر ابو نجم انه “بعد اشتداد المعارك استدعى التنظيم مقاتليه من ولاية الجنوب وولاية شمال بغداد الا ان القوات العسكرية اخذت بالتقدم وقد تمت محاصرتنا داخل الفلوجة وتعرضنا للقصف من قبل الطائرات وأدى ذلك لخسائر كبيرة وصدرت اوامر بالانسحاب الى القائم”.
ويستكمل “تم تجهيز رتل مكون من 2000 الى 2500 عجلة محملة بالأسلحة والاعتدة والطعام للتوجه للقائم”.
ويكشف الإرهابي ان “الرتل كان بقيادة والي ولاية الفلوجة وكنت أنا داخل احدى العجلات في وسط الرتل وبالفعل تحركنا الساعة الثامنة مساءً باتجاه القائم الا اننا توقفنا في منطقة الرزازة لصعوبة اجتياز الطريق كونه طريقا مائيا زلقا لحين تجهيز طريق بديل”.
ويستدرك “لكننا فوجئنا بتعرضنا للقصف من قبل الطائرات العراقية التابعة لطيران الجيش حيث تم قصف منتصف الرتل ومن ثم المقدمة واخذ القصف بالاستمرار لغاية صباح اليوم الثاني قتل على إثره ما يقارب الـ800 مقاتل وانا تعرضت للاصابة في منطقة الرأس واليد اليسرى واستطعنا الهرب انا ومن نجا من هذا الرتل باتجاه القائم ومكثت هناك حتى تعافيت ومن ثم انتقلت الى البو كمال السورية ” بحسب اعتراف الإرهابي.
أوامر بالعودة
يقول الإرهابي خلال إفادته التي دونت من قبل قاضي التحقيق “بعد انتهاء عمليات التحرير وسيطرة القوات العسكرية العراقية على كل المناطق والمدن التي كان يسيطر عليها التنظيم عين واليا جديداً للفلوجة خلال تواجدنا في سوريا”.
ويكشف أبو نجم “تلقينا أوامر من قبل الوالي الجديد مطلع العام 2018 وبعد سيطرة القوات العراقية على جميع المدن، وتقضي هذه الأوامر بالعودة الى العراق وتحديداً إلى الكرمة لتكوين مضافات خارج المدن وتشكيل مفارز عسكرية لتنفيذ عمليات ضد أهداف تم اختيارها وهي مواقع عسكرية ومنتسبين للأجهزة الأمنية”.
ويؤكد “استطعنا العودة وتشكيل مفرزة عسكرية وقد اتصلت بشقيقي الذي كان منتمياً للتنظيم لكنه لم يغادر العراق لأن أحدا لا يعلم بمسألة انتمائه وطلبت منه جلب اسلحة ومعدات لنا والتي كنا قد خبأناها قبل مغادرتنا العراق وهي عبارة أجهزة كاتمة ومتفجرات وأسلحة متوسطة وناظور وكاميرات للتصوير”.
ويبين الإرهابي ان “القوات الامنية استطاعت اكتشاف أمرنا وقد حاولنا تهريبها إلى شمال العراق من ثم الى تركيا لكن المحاولة باءت بالفشل لعدم المقدرة على الدخول الى تركيا ومن ثم عدت الى الانبار وقد تم القبض عليّ”.