باريس تترقب مواجهات جديدة وسيدني تغرق تحت العواصف والحرائق
تترقب العاصمة الفرنسية باريس، نهاية الأسبوع الجاري، مواجهات جديدة، بعدما هدد أصحاب “السترات الصفراء” بالتصعيد، عقب “فشل” أول لقاء لهم مع وزير البيئة، فرانسو دي روجي، مساء الثلاثاء.
والتقى دي روجي، في حدود الساعة الثامنة مساء، بممثلي “السترات الصفراء”، الذين يحتجون على تراجع القدرة الشرائية، وارتفاع الرسوم على المحروقات.
وقال موقع “بي إف إم تي في” الفرنسي، إن اللقاء بين الطرفين لم ينجح في احتواء الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أيام، مضيفا أن ممثلي السترات الصفراء عبروا عن استيائهم من فشل الاجتماع، كما أنهم “لم يقتنعوا بكلام الوزير”.
وعقب خروجهم من الاجتماع، أعلن أصحاب “الستراء الصفراء” عزمهم تنظيم مظاهرة جديدة، السبت المقبل، في العاصمة باريس.
وتتخوف قوات الأمن من اندلاع مواجهات جديدة بين المتظاهرين والشرطة، على غرار ما حدث السبت الماضي.
وأظهر استطلاع للرأي، قام به موقع “لو فيغارو” الفرنسي، أن أكثر من 80 في المئة من المشاركين، الذين بلغ عددهم نحو 80 ألف، لم يقتنعوا بما صرح به الرئيس إيمانويل ماكرون، الثلاثاء.
وفي خطاب مطول، أعلن ماكرون عن حوار مجتمعي شامل لتوضيح أهمية الانتقال البيئي، معربا عن تفهمه “لحالة الغضب” لدى الفرنسيين، مشددا في الوقت نفسه على أنه “لن يتنازل في مواجهة الذين يهدفون للتخريب”.
ويوم السبت الماضي، اندلعت احتجاجات عنيفة في باريس، خصوصا في شارع الشانزليزيه، الذي تحول إلى ساحة مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، الأمر الذي خلف خسائر مادية كبيرة.
ويعارض المحتجون الضرائب التي طرحها ماكرون، العام الماضي، على الديزل والبنزين، بغية تشجيع المواطنين على التحول لاستخدام وسائل نقل أقل ضررا للبيئة.
من جانب اخر ضربت رياح قوية مصحوبة بأمطار غزيرة سيدني، كبرى المدن الأسترالية، اليوم الأربعاء، فأحدثت فوضى في حركة النقل الصباحية، وأغرقت الشوارع ومحطات السكك الحديدية والمنازل وأوقفت الرحلات الجوية وتركت مئات الأشخاص بدون كهرباء.
وطالبت الشرطة قائدي السيارات في سيدني بعدم القيادة بسبب “الطقس الشديد السوء”. وقتل شخص في حادث سيارة خلال العاصفة وأصيب رجلا شرطة بجروح خطيرة، عندما سقطت شجرة عليهما بينما كانا يساعدان قائد سيارة تقطعت به السبل. حسب رويترز.
وذكر المكتب الأسترالي للأرصاد الجوية، أنه هطلت على سيدني خلال ساعات قليلة ما يتجاوز منسوبه 100 ملليمتر من الأمطار، وهو مستوى يهطل في الأحوال الطبيعية على أكثر مدن البلاد سكانا خلال شهر نوفمبر بأكمله.
وبينما رحب المزارعون بالأمطار بسبب ما عانوه من جفاف في الشهور القليلة الماضية، فقد تسبب الطقس في تعطل كبير في البنية الأساسية بسيدني.
وذكر مطار سيدني، أكثر مطارات أستراليا ازدحاما، أنه ألغى مالا يقل عن 20 رحلة بعد إغلاق اثنين من مدراجه الثلاثة.
وقالت كايت كيان المتحدثة باسم المطار “العاصفة شديدة إلى حد ما في المطار ومحيطه … نشغل مدرجا واحدا مما يعني أن هناك تأخيرات ومن المرجح إلغاء بعض الرحلات”.
وأفادت أوسجريد، أكبر شبكة وطنية للكهرباء، بأن العواصف أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 8100 منزل في أنحاء سيدني وفي الساحل الأوسط.
وذكر مكتب الأرصاد الجوية، أن من المتوقع حدوث سلسلة من العواصف في معظم فترات اليوم قبل تراجع شدتها وأن تضرب رياح قوية شواطئ سيدني.
وفي تناقض صارخ، زادت درجات الحرارة المرتفعة التي قاربت الأربعين درجة مئوية، والرياح القوية من رقعة حرائق الغابات في ولاية كوينزلاند.
ويكافح رجال الإطفاء منذ نحو أسبوع أكثر من 80 حريقا عبر الولاية الواقعة في شمال أستراليا.