ابو حمزة الكردي.. يكشف سبب تجوال “داعش” بأسرى البيشمركة في الأقفاص
يمثل “والي كركوك” امام القضاء العراقي مواجها تهماً إرهابية عدة. “أبو حمزة الكوردي” وهكذا يكنيه تنظيم داعش، حظي بثقة زعيم التنظيم وأصبح من “المقربين”، فبعدما شغل منصب والي شمال بغداد ونتيجة لنجاحه في العمليات التي كانت تنفذ ضمن قاطعه أعجب به “الخليفة” وكرمه بمبلغ من المال ثم جرى تعيينه والياً لولاية كركوك.
كان العقل المدبر لكثير من العمليات التي نفذت في العاصمة بغداد واشرف على تدريب واعداد الخطط العسكرية للتنظيم كونه ضابطاً في الأمن العسكري سابقاً، واشرف أيضا على عملية اسر عدد من الضباط والمنتسبين من قوات البيشمركة ضمن محور كركوك ووضعهم في أقفاص حديد وتصويرهم وهم يتجولون بهم عبر العجلات في كركوك عازياً ذلك الى الخسائر التي تعرض لها التنظيم وهبوط معنويات مقاتليه، انتقل الى سوريا للعمل في الإدارة العسكرية لديوان الجند هناك.
“أبو حمزة الكوردي” يبلغ من العمر 45 عاماً، تخرج عام 1992 من كلية الأمن القومي الدورة 14 ونسب للعمل في مديرية الأمن العسكري بمنصب ضابط امن في الفيلق الثاني، عاد للعمل بعد العام 2004 برتبة رائد في وزارة الداخلية، ويمتلك من الخبرة العسكرية ما يؤهله للقيادة، نجح التنظيم في تجنيده بعد ان اعتقل من قبل الأمريكان ووضع في سجن كروبر حتى التقى بالمتهم (أبو زيد) وبعد خروجه من السجن التقى بالشخص ذاته في منطقة المشاهدة شمال بغداد.
ويقول أبو حمزة الكوردي في معرض اعترافاته أمام محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا الإرهاب “فاتحني ابو زيد بموضوع الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية وتحديداً لولاية شمال بغداد كونه احد القياديين في هذه الولاية وطلب مني ترديد البيعة الخاصة التي يجب ان يرددها كل من ينتمي للتنظيم”.
ويضيف “قمت بترديد البيعة وتم تنصيبي معاون مسؤول التوبات في ولاية شمال بغداد وعملها اخذ التوبات من عناصر التنظيم الذين كانوا يعملون مع القوات الأمنية والعسكرية وإعلان التبرئة بشكل كامل وتسليم ما بذمته الى التنظيم”.
ويتابع “نصبت بعدها الوالي العسكري لولاية شمال بغداد كوني كنت اعمل ضابطاً وامتلك الخبرة العسكرية الكافية وبعد ذلك عينت واليا لولاية شمال بغداد من قبل مسؤول اللجنة المفوضة في إمارة الدولة الإسلامية المكنى (أبو مسلم الشيشاني).
ويقول من جانبه قاضي التحقيق المختص بنظر قضايا جهاز المخابرات الوطني العراقي ان “ولاية شمال بغداد لعبت دوراً أساسياً في العمليات الاجرامية التي ضربت العاصمة بغداد وان الإرهابي ابو حمزة الكردي كان العقل المدبر لاغلب هذه العمليات لما يمتلكه من خبرة عسكرية”.
ويضيف قاضي التحقيق ان “ابو حمزة وبعد ان نصب واليا لولاية شمال بغداد قام باعداد الخطط العسكرية وتعليم مسؤولي القواطع والمفارز على كيفية المداهمة وشن الهجمات على القوات الأمنية والسيطرة على المعارك من خلال الدورات التدريبية ووضع مناهج لتعليم المقاتلين كيفية استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وصناعة العبوات الناسفة”.
ويعود ابو حمزة الكوردي ليذكر “التقيت بـابي بكر البغدادي خلال اجتماع ضم كل الولاة في إمارة الدولة الإسلامية وكان الاجتماع في ولاية نينوى واستغرق يومين استعرضت فيه ابرز المعوقات وضرورة حث المواطنين على الانتماء للتنظيم”.
ويستدرك الكوردي “ثم اجتمع بي الخليفة ابو بكر البغدادي على انفراد وطلب مني رفع مواقف شهرية إلى اللجنة المفوضة للاطلاع على عمل الولاية والنتائج التي تم تحقيقها وفي هذه الاثناء سلمني مبلغا من المال كمكافأة على الانجازات التي حققت في ولاية شمال بغداد”.
تنصيبه واليا لكركوك
ويذكر الإرهابي “نصبت واليا لولاية كركوك بعد أن أصيب الوالي السابق بقصف لطائرات الجيش العراقي واتخذت من الحويجة مقراً للولاية وكانت تضم أربعة قواطع وهي الحويجة والرياض والرشاد وداقوق فضلاً عن فرقة القادسية العسكرية التي أصبحت تابعة لولاية كركوك”.
وزاد “تم انشاء مضافات ومواقع ومفارز عسكرية جديدة وإعداد خطط ومناهج لتدريب المقاتلين وتجهيزهم بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة التي اغتنمت لغرض شن هجمات لفرض السيطرة على المناطق التابعة لولاية كركوك والأنبار والحقول النفطية”.
وقال “قمت بإصدار عدة اوامر عسكرية منها فتح معركة مع قوات البيشمركة المرابطة في المناطق المحاذية لولاية كركوك لتخفيف زخم تقدم هذه القوات واستخدمنا في المعركة الأسلحة المختلفة فضلاً عن العجلات المفخخة وقد شارك في هذه المعركة سبعمائة مقاتل تكبد التنظيم خلالها خسائر كبيرة بالارواح والمعدات”.
ويذكر الكوردي “خلال المعركة تم اسر ثمانية عشر ضابطا ومنتسباً من قوات البشمركة الكردية وبعدها تم وضعهم في أقفاص حديدية بالإضافة إلى ثلاثة أسرى آخرين وإلباسهم بدلات خاصة بالمعتقلين والتجوال بهم داخل قضاء الحويجة وتصويرهم وعمل إصدار إعلامي بهم لرفع معنويات المقاتلين التي كانت قد انخفضت بسبب الخسائر التي تعرضنا لها”، مؤكداً “قمنا بنقل الأسرى الى ولاية نينوى خوفاً من الإنزالات الجوية التي تنفذها القوات العسكرية العراقية والبيشمركة”.
وزاد “أصدرت اوامر باستهداف قرية البشير عبر العجلات المفخخة والقصف باستخدام قنابر الهاون وتوثيق تلك الهجمات عبر عمل إصدار إعلامي”.
انتقاله لسوريا
واستطرد الإرهابي بالقول “صدر امر بنقلي الى سوريا والعمل في الادارة العسكرية التابعة الى ديوان الجند في ولاية الرقة وعينت عضواً فيها من قبل (حجي عبد الناصر قرداش) مسؤول اللجنة المفوضة في امارة التنظيم في سوريا”.
“عينت بمنصب مسؤول المعسكرات التابعة لديوان الجند وكان عملي هو ترتيب المناهج وإعداد الدورات التدريبية وتوحيدها في كل المعسكرات وانشاء الخطط العسكرية وفرض السيطرة على مكاتب الانتساب (التطوع)” هكذا يروي الإرهابي.
وافاد ابو حمزة الكردي “تم تنصيبي بمنصب اداري ديوان الجند وكلفت بالإشراف على كافة المفاصل الادارية لهذا الديوان ومحاسبة امراء القواطع والكتائب الذين لا يمتثلون للاوامر وبعدها تم نقلي الى المكتب المركزي للإدارة والاقتصاد”.
ويؤكد “عينت بعدها آمراً لفوج القعقاع الذي يرتبط مباشرة باللجنة المفوضة وعملت على اعادة هيكليته وكانت مهام هذا الفوج تنفيذ عمليات داخل الاراضي السورية “.
ويشير الارهابي الى ان “التنظيم تعرض لخسائر كبيرة وفقد اغلب المناطق التي كانت تحت سيطرته ونشوب خلافات بين الخليفة واعضاء اللجان المفوضة وعلى اثر ذلك اصدر الخليفة ابو بكر البغدادي أمراً بسجن جميع الأعضاء وتحويلهم الى جنود في المفارز العسكرية”.
القبض على الإرهابي
ويخلص إلى القول “انتقلت الى دولة تركيا بصورة غير مشروعة انا وعدد من اعضاء التنظيم واقمت في احدى المحافظات التركية بغية الحصول على اقامة مشروعة الا انه تم القبض علي في تركيا وعرضت على المحاكم هناك وصدر قرار باستبعادي الى الأراضي العراقية وبعدها تم القبض علي من قبل جهاز المخابرات العراقي في احدى مناطق العاصمة بغداد”.