عبد المهدي يوجه رسالتين للشعب العراقي
كلمة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة السيد عادل عبد المهدي بمناسبة الذكرى الثامنة والتسعين لتأسيس الجيش العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم
عليه توكلنا وبه نستعين
ايها المقاتلون الغيارى
في جيش العراق الباسل
وفي جميع صنوفه وتشكيلاته
ايها الذائدون عن حياض الوطن
والمنتصرون في المنازلات
انتم عزّ العراقيين والعراقيات
والحافظون للعهد
و انتم جيش الانتصار
وجيش الإعمار والتقدم
يا ابناءَ شعبِنا الكريم
يومٌ آخر من ايام العراقيين الخالدة نحتفل به هذا اليوم وهو الذكرى السنوية لتأسيس الجيش العراقي الباسل الذي نقف معا اجلالا لبطولاته ولتضحياته ولشهدائه وجرحاه ،
واتوجه اليوم لكم جميعا بأجمل التهاني والتبريكات .
ان الجيش العراقي المشهودَ له بالكفاءة والخبرة والمهنية ، قد خرّج اجيالا من خيرة الضباط والقادة والمراتب واسس لتقاليد عمل راسخة ومازال يواصل العطاء ، وقد واجه الجيشُ العراقي تحدياتٍ خطيرةً في جميع العهود وبقي هذا الجيش العريق يقاوم محاولاتِ اخضاعِه للاجندات السياسية ولسعي النظام الدكتاتوري للتحكم به والتسلط عليه وتحويله لأداة قمع ، الجيش في هذا الطريق دفع ثمنا غاليا واختلطت دماؤه مع دماء بقية ابناء الشعب العراقي الذي رفض الظلمَ والاستبداد ، وسيبقى هذا الجيشُ العظيم ظهيرا لكل العراقيين ، متساميا ، ومدركا انه حامي التنوع والتعايش والسلم الاجتماعي والاعتراف بالاخر، تحت سقف بيتنا الكبير ، تحت سقف الدستور، تحت سقف العراق العزيز .
لقد نجح الجيش العراقي في مهمة الدفاع والتحرير وابلى بلاءً كبيرا حسنا في الحرب على الارهاب والقمع والابادة الجماعية ، وادى الى جانب هذه المهمة الصعبة واجبَ الحفاظ على الامن والاستقرار ، ولن يكون الا جيشا للدفاع عن العراق ومصالح شعبه ملتزما بمهمته الوطنية الدستورية بكامل عقيدته وايمانه من موقع القوي المقتدر الأمين .
كما نجح جيشُنا باستعادة ثقة الشعب حين تمسك بانتمائه الوطني وجعل منه المعيارَ الوحيد للتعاون مع المواطنين في جميع المحافظات ، وبالأخص منها المحافظاتُ التي انجز فيها مهمةَ التحرير والنصر بنجاح ، ونحن نشهد اليوم اروعَ صورِ التعاون والانسجام بين افراد قواتنا المسلحة والمواطنين ، وتحت خيمة هذا الانسجام والترحيب تهون المهامُ الجسيمة وتُقهر الصعاب .
ايها العراقيون في كل مكان:
ان اهمَ نجاحٍ حققته قواتُنا المسلحة هو هذا التكاملُ والانسجام بين صنوفها وتشكيلاتها ، فحين وقف الحشد الشعبي والعشائري ظهيرا لقوات الجيش والشرطة وحين صمدت قوات البيشمركة جنبا الى جنب مع الجيش ضد عصابة داعش الارهابية وحين تقدمت قوة مكافحة الارهاب بعزم ضارب في جميع المواجهات ، برزت هذه الصورةُ المبهرة كاحدى صورِ الوحدةِ الوطنية وكنقطة مضيئة في طريق بناء العراق الجديد .
وفي هذه المناسبة العزيزة على قلب كل عراقي نوجه بإسم قواتِنا المسلحة رسالتين :
الاولى للعراقيين… مفادُها ان هذا الجيشَ هو جيشُكم وذراعكم القوي وهو عزّ وشرفُ هذا الوطن ، وان افرادَ هذا الجيش وجميعَ صنوف قواتنا المسلحة وتشكيلاتها هم ابناؤكم الذين وقفوا ومازالوا يقفون ويتصدون للارهاب ولكل معتدٍ على ارضنا ويكسرون ارادتَه الباغية ويهزمونه شرَ هزيمة .. وهذا الجيش الغيورُ كان معكم وسيبقى معكم ولن يخذلكم في يوم من الايام وسيؤدي واجبَه الوطني والدستوري بكل شرف واخلاص ومهنية ، وهو ابنُ الشعب ورافعُ رايةِ الوطن ، فشهداؤه وجرحاه ما ضحوا بحياتهم وسلامتهم الا من اجل ان يبقى العراقُ واحدا حرا وسيدا ، وان يعيشَ هذا الشعبُ بخير وأمن وأمان واستقرار ويعودَ كلُ نازحٍ ومهجر الى مدينته وبيته معززا مكرما .
وان الجيشَ العراقي الذي صنع الانتصار وهزم داعش سيستمر بملاحقته داخل البلاد وسيمنعه من استغلال الثغرات على الحدود والتداعيات الاقليمية والدولية لإعادة تشكيلاته ونشاطاته الاجرامية ، وسيشارك جيشنا العظيم بشكل فعال في اعمار العراق وسيسخر كلَ خبراتِه وامكاناته البشرية والمادية والهندسية في عملية البناء التي يتطلع اليها جميع ابناء شعبنا سواء في المحافظات المحررة والمتضررة ، وفي تلك التي وهبت ابناءَها للتحرير فتأخرت فيها فرصُ النمو والإعمار .
وفي عملية البناء والإعمار ستكون لجيشنا وقواتنا المسلحة بكل صنوفها وتشكيلاتها من جيشٍ وشرطة محلية واتحادية وحشدٍ شعبي وعشائري وبيشمركة مشاركةٌ فعالة …
وبوحدة الجيش والشعب سننتصر ايضا في معركتنا ضد الفساد والمفسدين بقوة القانون وبارادة شعبنا وعزم مؤسسات الدولة واجهزتها الرقابية والقضائية وبالتعاون الجاد بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ، ودعم ورعاية المرجعية الدينية العليا والمراجع الكرام وعلماء الدين الافاضل،
ولن نسمح بوجود سلاح خارج سيطرة الدولة ، ولن نسمح لاحد ان يفرض سلوكا او منظومة او سياسة خارج القانون والنظام العام.
اما رسالتُنا الثانية فنوجهها لاشقاء العراق واصدقائه وجيرانه ، بأن جيشَ العراق القويَ القاهرَ هو حامي السيادةِ الوطنية والمدافعُ عن حدود الوطن وجدارُ الصد الاول لمنع اي اعتداء او تجاوز ، وهو في الوقت نفسه لن يكون جيشا معتديا او اداةَ تدخل وقمع ضد اي شعبٍ من شعوب المنطقة .
اننا نمد يدَ السلام والإخاء والتعاون ونريد ان نحققَ الاستقرارَ لشعبنا وشعوب المنطقة والعالم ، ونتطلع لعصر ازدهار اقتصادي نلتفت فيه لمصالح شعوبنا وإبعادها عن الحروب والنزاعات المسلحة التي استنزفت شبابَها واموالَها ومواردَها ، وضيعت على دولنا فرصا كثيرة للتقدم .
نطمح لشبكة علاقات اقتصادية متينة وتشابكِ مصالحَ تتحول فيه دول المنطقة الى نقطة جذب للاستثمارات ورؤوس الاموال وكبريات شركات البناء والإعمار الرصينة ،
لقد جنت الحروب على شعوبنا كثيرا وخلفت مئاتِ الآلافِ من الضحايا والعاطلين عن العمل ، واصبح لزاما علينا ان نفتحَ صفحةً جيدةً وجديدة من اجل ان تعيشَ شعوبُنا وتتنعمَ بخيراتها ومواردها الغنية وان لاتبقى مدينةٌ أوقرية تعاني سوء الخدمات أوانعدامها ، وان نقضي على البطالة بتوفير فرص العمل لكل انسان يريد ان يعملَ ويعيشَ عيشةً كريمةً لائقة يوفر فيها مصدر َرزقٍ شريفٍ لنفسه وعائلته ،
ان عجلةَ الإعمار لو دارت بسرعة وتعاون وفي ظروفٍ آمنةٍ ومستقرة فسيقطف الجميعُ ثمارَها في القريب العاجل .
ان رؤيتَنا لأهمية وجود جيشٍ قويٍ ومهني نابعةٌ من اعتبار الجيش ضمانا لاستقرار الدولة وحاميا لمؤسساتها الدستورية بالشكل الذي يساعد على توفير بيئةٍ صالحةٍ ومهيأةٍ للبناء والإعمار وسيادة القانون وبالتالي تحقيق النمو والازدهار الاقتصادي والرفاه الذي هو الغايةُ الاسمى التي نسعى لتحقيقها ،
واتوجه في ذكرى عيد جيشنا البطل للجميع باجمل التهاني والتبريكات سائلا الباري عز وجل ان يزيدَه قوةً ومَنعة ويمكننا من خدمة شعبنا وتحقيق تطلعاته في الحياة المستقرة والعيش الرغيد .
تحيةً لأرواح الشهداء ، وللجرحى ولعوائلهم المضحية ، واحيي بشكل خاص آباءَ وامهاتِ الشهداء وابناءَهم وبناتِهم وزوجاتِهم واحبتَهم ،
وعهدا منا ان نبقى اوفياءَ لهم ولعوائلهم ونعمل على ضمان ان تعيشَ عوائلُهم عيشةً كريمةً راضية وان نواصلَ رعايةَ الجرحى والاهتمامَ بهم وتوفيرَ اقصى مانستطيعُ لخدمتهم ، وان هذا الواجبَ الوطنيَ والانساني حتى وان كان من مسؤولية الحكومة فإن ايَ جهدٍ ومسعىً لمد يد ِالخير والعون لهذه الشريحةِ المضحية هو جهدٌ مشكورٌ ومباركٌ ومرحبٌ به ويستحق منا كلَ التقديرِ والاحترام ، ونحث الجميعَ على ان لا يألوا جهدا في خدمة عوائل الشهداء والجرحى ، فمهما اعطينا فإن عطاءَ الشهيد والجريح هو الاكبرُ والاغلى ، (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) .
ونعاهدُ شعبَنا على تركيز جهودِ الدولة وامكاناتِها على تقديم الخدمات وتسريع خطى انجاز مشاريعِ الإعمار وتوفير فرص العمل وتنشيط الاقتصاد وتنويع مصادرِ الدخل ، والمضي قدما بتنفيذ المنهاج الوزاري والبرنامج الحكومي المنبثقِ منه وفق التوقيتات الزمنيةِ التي اعلناها .
اجددُ لشعبنا الكريم ولجيشنا البطل التهانيَ والتبريكات في عيده الأغر ،
سائلا اللهَ العزيزَ القدير ان يقويَ عزائمَنا ويوحدَ كلمتَنا على الحق وخدمة مصالحِ شعبنا .
وكلَ عام ٍوجيشُ العراق وقواتُه المسلحةُ كافة بألف خير .
وآخر ُدعوانا ان الحمدُ لله ربِ العالمين .
والسلام ُعليكم ورحمةُ الله وبركاته
عادل عبدالمهدي
رئيس مجلس الوزراء
القائد العام للقوات المسلحة