نيويورك تايمز : فايسبوك يتاجر بـمعلوماتنا .. فأتركوه ولو بالقوة !
يقول روجر مكنامي إن المستقبل التكنولوجي المرير قد اجتاح حياتنا، وعلينا أن نوقف استثمار فايسبوك لمعلوماتنا، وبالقوة إن استدعى الأمر ذلك.
شركة فايسبوك في ذروة مجدها حاليًا، فهي رابع أكبر شركة في العالم وأكثرها نفوذًا، ويتحكم بها شاب يافع بشكل كامل تقريبًا.
هذه الشركة التي تطلق على نفسها اسم “المنصة” تقدم خدمة غريبة، حيث يملأها مليارات الأشخاص بالمحتوى: صور أطفال، دعوات عيد ميلاد، حفلات موسيقية وغيرها. لكن هذه الشركة التي قدمت للمستخدمين منصة يعبرون عن أنفسهم منها، تتبعهم عبر الويب، حتى عند تسجيل خروجهم، وبالتالي تستخرج بيانات استخبارية بواسطة معلومات استخبارية معقدة، يتم توفيرها بعد ذلك للمعلنين وغيرهم من الأطراف الثالثة.
هذا ليس سرًا
وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”، من المثير للدهشة أن أيًا من هذا ليس سرًا، على الرغم من الجهود التي بذلتها الشركة. وبطريقة ما، ما زال الناس يستخدمون هذه المنصة ويحبونها.
أجهزة الاستخبارات الأجنبية المعادية تحب هذه المنصة أيضًا، فقط لأن مستخدميها قد أثبتوا أنهم معرضون بشكل مثير للصدمة تجاه التلاعب الاجتماعي – وهو فن مظلم اعترفت الشركة نفسها بالقيام به. في عام 2014، شرعت الشركة في معرفة إذا كانت قادرة على جعل مستخدميها حزينين وغاضبين عن قصد. وكانت النتيجة أنها قادرة.
وفقًا للكاتب روجر مكنامي في كتابه “خسارة فادحة” Zucked (336 صفحة، منشورات بنغوين، 28 دولارًا) فإن إحدى الشركات التكنولوجية التي أسست على خلق صلة بشرية بين الناس، تعمل الآن على تمزيق المجتمع الأميركي وتهديد مؤسستنا المدنية.
يقول: “تم تقويض ديمقراطيتنا بسبب خيارات التصميم. خيارات تشمل واجهة المنصة الرائعة، الخالية من الاحتكاك، والتي تشجع المستخدمين على البقاء والعودة. اليوم يعيش الأطفال اليائسون في أقفاص، ويحتل رجل مجنون المكتب البيضاوي”.
ناشط اجتماعي مناهض
مكنامي ليس ببعيد عن عالم فايسبوك إطلاقًا. فقد كان أحد المستثمرين في المنصة. ويروي في كتابه أنه نصح مارك زوكربرغ بعدم بيع فايسبوك لياهو مقابل مليار دولار ودعاه “للنظر إلى أبعد من ذلك والحفاظ على استقلال فايسبوك”.
ينادي مكنامي اليوم بتفكيك احتكار فايسبوك للمعلومات والبيانات “بالقوة”، وإخضاعه المنصة للتنظيم الشديد لوقف ممارساتها التجارية المروعة.
هذا الكتاب تفسير صريح وممتع عن رجل قضى عقودًا في اختيار الفائزين في مجال التكنولوجيا، ثم تحول فجأة إلى ناشط اجتماعي مناهض. أكثر الأجزاء إثارةً في الكتاب هي تلك التي يشرح فيها مكنامي أن “وسائل الإعلام الاجتماعية قد مكّنت وجهات النظر الشخصية وأعطتها منصة للظهور بعد أن كانت في السابق تحت وطأة الضغط الاجتماعي”.
يعتقد مكنامي بشكل واضح أن الشركة يمكن أن تكون “حميدة” وربما حتى مفيدة اجتماعيًا. قد يكون هذا صحيحًا أو لا، لكن الضرر الذي سببه بالفعل لا يمكن احتواؤه بدقة.