خبراء إسرائيليون: داعش استعاد تكتيكات قديمة وما زال بعيدا عن الهزيمة الكاملة
توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عما أسمته انتقال آلاف المقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية من بلد لآخر، والشكوك الإسرائيلية بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الإطاحة بالتنظيم بصورة نهائية.
آنة أهرونهايم، مراسلة الشؤون الدولية لصحيفة معاريف قالت إن “سقوط آخر معاقل التنظيم في سوريا لا يعني الهزيمة الساحقة له، بل قد يكون العودة التدريجية لطريقة عمله الأولى، وهي حروب الاستنزاف، فالغرب يستعد لعودة آلاف المقاتلين إلى دولها، وفي أجهزة الأمن الإسرائيلية دفعتهم الخشية لزيادة الإجراءات الأمنية على السفارات والمواقع اليهودية حول العالم”.
وأضافت في تقرير أن “حيازة الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة على جنسيات غربية لا يقلق الدول الأوروبية فقط، بل إسرائيل أيضا التي تخشى أن يتم استهداف اليهود في قارات العالم، ولذلك أكدت جهات أمنية إسرائيلية أن تنظيم الدولة ما زال بعيدا عن الهزيمة الكاملة”.
وأوضحت أن “التقدير الأمني الإسرائيلي يشير إلى أن التنظيم بدأ باستعادة أساليبه القديمة في العمل كتنظيم دامي لا يسيطر على مساحات جغرافية، وإنما يشكل تهديدا على العالم من خلال عمليات وهجمات خطيرة جدا”.
وأكدت أن “التنظيم ما زال ينفذ هجماته في العراق، سوريا، الفيليبين، أفغانستان، ودول أخرى، وكان آخرها العملية في سيناء، وقد عرض جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” قبل أسبوعين أمام هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أن تنظيم الدولة لديه ما يقرب من 150-200 ألف مقاتل حول العالم”.
وختمت بالقول إن “معظم أنشطة التنظيم تتم في سوريا، وفي فترة لاحقة نقلها للصحراء السورية المسماة الحديقة الخلفية للدولة، حيث إن النظام السوري لا يسيطر عليها، وهو الوضع الشبيه في سيناء والدولة المصرية”.
أمير بوخبوط، الخبير العسكري في موقع ويللا، نقل عن رؤوبين آرليخ من مركز تراث الاستخبارات الإسرائيلي، قال إن “تنظيم الدولة يستعد لخوض معركة جديدة، ومن المتوقع أن يفقد المزيد من الأراضي التي يملكها، لكنها ليست النهاية، ففي الفترة القادمة سيتحول النشطاء من ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى من أوروبا وبلاد القوقاز إلى القصة الساخنة التالية”.
وأضاف أن “الكورد يواصلون تطهير المناطق في سوريا من تنظيمات الجهاد العالمي، والنظام السوري يركز قواته استعدادا لخوض معركة إدلب، حيث يتركز مقاتلو التنظيمات الجهادية، وهناك ستحدث معارك دامية، وفي ظل عدم الاتفاق على اليوم التالي بين تركيا وروسيا والأكراد فإن ذلك سيعقد المشكلة أكثر من ذي قبل”.
وأوضح أن “مصادر القلق الإسرائيلي تنبع من كون معظم مقاتلي تنظيم الدولة سيعودون لبلدانهم الأصلية، وسيحاولون استهداف مواقع إسرائيلية مثل السفارات والأهداف اليهودية، ولذلك أبدت المخابرات الإسرائيلية منذ 2014 تدخلا واضحا في إحباط عمليات من تخطيط التنظيم”.
وختم بالقول إن “تركز تنظيم الدولة في هضبة الجولان السورية وسيناء المصرية شكل عنصرا دافعا لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لمتابعة وملاحقة كل أنشطة التنظيم، خشية وصولهم إلى الحدود الإسرائيلية”.