عراقيات من داعش يحرقن خيم زميلاتهن التونسيات ويهددن لكل من تسيء للبغدادي
في مخيم “الهول” الذي يأوي عائلات تنظيم “الدولة” ونازحات من قرى دير الزور، تقع مناوشات ومصادمات شبه يومية، بين بعض نساء تنظيم داعش، والسكان السوريين والعراقيين من قاطني المخيم، سبب الخلاف، انتقاد سياسة التنظيم من قبل بعض النسوة اللواتي ينتمي عدد منهن ايضا للتنظيم، حيث يلقين اللوم على تنظيم الدولة وانصاره حيال أوضاعهن المأساوية.
هذه المشاكل دفعت المسؤولين عن المخيم، للقيام بإجراءات فورية لتفادي تلك المصادمات، فعمدوا على فصل خيم نساء التنظيم عن باقي خيم قاطني المخيم من السوريين، فأصبحنا امام “مخيم داخل مخيم”.
يضم المخيم حوالي 500 خيمة، لنساء التنظيم مع اطفالهن وعدد من النسوة العراقيات المتشددات، يحيط به سياج حديدي، ويخضع لمراقبة مشددة من جهاز “الاسايش” التابع لقسد.. لباس شرعي ومنع للتدخين!
نساء التنظيم المتشددات، يتحكمن بالحياة، ويزرعن الرعب داخل اسوار هذا المخيم الصغير، حتى ان هناك جهاز حسبة صغير متواجد داخله، مكون من عدة نساء، مهمتهن مراقبة اللباس الشرعي للنساء و ضبط المخالفات وبث النصائح الدينية، واحيانا يصل الأمر للضرب و الاهانات بحق النساء المخالفات، ويروي زين الدين العكيدي، الصحافي والناشط الميداني في دير الزور، سبب احدى هذه المشاجرات لـ”القدس العربي” “هناك مشاجرة داخل هذا المخيم، وقعت قبل نحو شهرين، بسبب ضبط امرأة تدخن (السجائر) لتتعرض الأخيرة لضرب مبرح نقلت بعده للمركز الصحي، وعلى الرغم من محاولات “الاسايش” معرفة الجناة الا انهم لم يتمكنوا من معرفة الفاعلين، ، حتى أن المرأة التي تعرضت للضرب لم تجرؤ على توجيه التهمة لأحد ” .
العراقيات يحرقن خيام التونسيات !
وفي الأسابيع الأخيرة، و بعد و صول اعداد كبيرة من النساء المتشددات ومنهن عدد من الأجنبيات، تصاعدت المشاكل مجددا، و هذه المرأة لم يتوقف الامر عند الضرب!
حيث شبت النيران في حادثتي حريق متتالين التهمتا خيمتين في مخيم النساء (المهاجرات)، ولم تعرف اسباب حدوث الحريق، هل هي حرائق مفتعله، ام بسبب مدافئ الغاز، حيث ان السبب الرئيسي لأغلب الحرائق في المخيم بشكل عام هو تلك معدات التدفئة ، وحسب المعلومات التي وصلت لجهاز الاسايش (حراس المخيم) فأن الحرائق مفتعله وبفعل فاعل (حسب تحقيقاتهم) وتشير أصابع الاتهام للنساء المتشددات من الجنسية العراقية و الشرق آسيوية، واللواتي يعمدن لهذه الافعال كـ”عقاب” لكل من ينتقد تنظيم “الدولة” او يتطاول على شخصية البغدادي، ولكن للآن لم يلق القبض على اي فاعل.
و حسب المعلومات من احد عناصر الاسايش كما في الصحيفة، فأنهم قد تلقوا شكاوى من امرأتين تونسيتين تعرضتا للتهديد والشتائم من نسوة عراقيات، بسبب لومهن وانتقادهن التنظيم على ما حصل لهن، ليتصاعد الخلاف بينهن ويصل للضرب والتهديد، واخيرا باحتراق خيمة التونسيات!
شهادات تونسيات قلن إنهن زوجات مقاتلين حاولوا الانشقاق على البغدادي
واشارت الصحيفة الى انها تحدثت الى مايسة عواد، مراسلة قناة فرانس ٢٤ والتي تعد فيلما وثائقيا عن مخيم الهول، وعادت للتو من هناك، وبحسب الصحافية فان شهادات التونسيات تحديدا اللواتي التقت بهن عواد، في مخيم عين عيسى عام ٢٠١٧ ثم في الهول عام ٢٠١٩، فأن مجموعة من التونسيات اعترضن على كيفية تطبيق الإسلام في “أراضي الخلافة”، ثم بدأ فريق التونسيين بدأ شيئا فشيئا انتقاد الأمراء وبالتالي خلافة البغدادي، توسعت دائرته وعمل على مخطط للانقلاب فشل لاحقا، وبحسب جهادية في الهول، كان الانقسام بين مجموعة التونسيين والأخرى الموالية للبغدادي، ومعظمهم من العراقيين، انتهت بتصفية التونسيين.
وتضيف عواد” النساء الأجنبيات في حالة رعب حقيقية (..) فهؤلاء النسوة، يخشين من “داعشيات” المخيم المتشددات اللواتي ينشرن الرعب، ومن هربن من “الدولة” يخشين من زوجات الأمنيين داخل المخيم”
وفيما بتعلق بحوادث الحريق التي وقعت في الخيم، توضح عواد أن الخيم مصنوعة من مادة سريعة الاشتعال، والتدفئة في البرد القارس تتم عبر “بابور” كيروسينى وأغلب الحرائق سجلت بسبب وقوع الكيروسين واحتراق الخيمة، وتضيف مايسة عواد المتواجدة حاليا في دير الزور “هل هذه حوادث عدم انتباه أم مقصودة؟ تحدثت الى صاحبة خيمة حرقت، وماتت ابنتها ٧ سنوات، قالت باقتضاب إن التدفئة وقعت ونشرت الحريق، لكن جاراتها كن متأكدات أن خيمتها حرقت عمدا كدرس للجميع، بالنسبة إليهن كل حريق في المخيم مقصود ويستهدف من لا تناصرن التنظيم “.
حياة من الرعب والخوف اذن تعيشها النسوة المهاجرات هناك داخل المخيم، وطلبات استجداء يرسلنها عبر الإعلام الغربي الذي غالبا ما يزور المخيم ويجري لقاءات معهن، البعض منهن يبدين رغبتهن في العودة لبلادهن، قائلات “لقد غُرر بنا، نحن نادمات، جئنا هنا للعمل الإنساني كممرضات”. لكن للآن لم تتحرك اي دولة غربية بشكل جدي، لسحب مواطناتها المنتميات لتنظيم ” الدولة”.
مخيم الهول تم إنشاؤه من قبل الأمم المتحدة بالتنسيق مع النظام السوري في أوائل عام 1991، إبان حرب الخليج، على المشارف الجنوبية لبلدة الهول، وكان معدا لتوفير ملاذ آمن لما لا يقل عن 15 ألف لاجئ، وحاليا، توجد نسبه كبيرة من العراقيين في المخيم، اغلبهم لهم صلات بتنظيم “الدولة”، ويخشون العودة للعراق بسبب الملاحقة الأمنية التي ستطالهم من الحكومة هناك، و بنفس الوقت فضلت اعداد من العراقيين، قدرت بين 700 الى 900 شخص العودة للعراق، في اوائل العام 2018، و قامت قسد بتسليمهم للجانب العراقي على ثلاثة دفعات.
و بعد اطباق قسد السيطرة على جيب هجين اخر معاقل تنظيم “الدولة” في شرقي دير الزور ، قامت قسد بنقل اعداد من المدنيين الذين كانوا يعيشون تحت حكم تنظيم “الدولة” في هجين والشعفة والسوسة والباغوز، نحو مخيم الهول ايضا، واغلب هؤلاء الخارجين قامت قسد بتجميعهم في مخيم الهول الذي لم تحتمل طاقته الاستيعابيه، اذ تخطت اعداد قاطنية الــ 28 الف شخص .