نائب رئيس البرلمان : العراق يقاتل كل صيحة تحاول التبرير بإن انتمى لداعش كان مغررا به
اكد رئيس الوفد النيابي العراقي في المغرب حسن كريم الكعبي ان الاٍرهاب اليوم يحاول ان يجد خاصرة رخوة في اي منطقة إسلامية ليعاود القتل والسبي مرة اخرى ، مشيرا العراق يقاتل كل فتوى طائفية وكل صيحة تحاول التبرير بإن انتمى لداعش كان مغررا به .
وقال الكعبي خلال كلمته في الدورة الـ 14 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي المنعقد في المغرب : علينا العمل سوية لنشر خطاب اسلامي ” معتدل ” في كل مساجدنا وقنواتنا الفضائية ، منوها ان دماء الشهداء امانة في أعناقنا جميعا ويؤكد : داعش اليوم عصابة ” مهزومة ” تنفذ أعمالا بالخفاء هنا وهناك
نص الكلمة :
الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب المغربي ..
محمد قريشي نياس الامين العام للاتحاد ..
السادة رؤوساء البرلمانات و ممثلي المجالس النيابية ..
المنظمات المراقبة ..
الحضور جميعا ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
في البدء اتوجه باسمي وبإسم مجلس النواب العراقي بعظيم التحية وجزيل الشكر لجلالة الملك و للمملكة المغربية الشقيقة شعبا و برلمانا و حكومة على طيب الاستضافة الرائعة للمؤتمر الرابع عشر لاتحاد الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي وعلى حفاوة الاستقبال وهو كرم مغربي ليس بالجديد .
الشعب العراقي يكن احتراما وحبا خاصين للأشقاء في المغرب العربي، ومواقف العراق التاريخية مع مملكة المغرب الشقيقة شاهدة على ذلك و لم يتغير هذا الحب في الوجدان الشعبي الممتد منذ عقود.
كما لا يفوتني ان اتوجه بالشكر للامانة العامة للاتحاد على دقة التنظيم والجهود الكبيرة التي بذلت في الاعداد للمؤتمر .
أيها الزملاء ..
أود أن أتكلم اليوم بقضيتين أساسيتين :
الأولى .. وهي الأولى دائما أينما ذهبنا وحللنا، الأولى في ضمائرنا قبل ان تكون الاولى على طاولة المناقشات و في جداول اعمال المؤتمرات
قضيتنا الأساسية و جرح الأمة الغائر .. فلسطين وقضيتها العادلة ..
إننا في مجلس النواب العراقي نراقب بحرص شديد مجريات الاحداث والسياسات التي يمارسها الكيان الغاصب ضد الشعب الفلسطيني وسياسات بعض الدول الداعمة للكيان المحتل..
يجب أن لا نقف مكتوفي الايدي إزاء ما يحصل في القدس الشريف، وتفاعلنا لوحده لا يكفي مع القضية الفلسطينية بل يجب أن نشعر بالمسؤولية تجاهها ونبدأ باتخاذ خطوات عملية مشتركة من شأنها ردع الكيان الصهيوني عن الغي في ايغاله.
أما القضية الأخرى .. والتي تمس واقعنا الإسلامي بشكل جوهري هي محاربة الفكر الداعشي ..
تعلمون أيها الإخوة والأخوات إننا في العراق وبفضل تضحيات العراقيين ودماء شهدائنا البررة ومساعدة أصدقائنا من الدول الصديقة والشقيقة ، هزمنا تنظيم داعش بوجوده المسلح وانتصرنا على وجوده العسكري بعد إن كان يسيطر بشكل علني بقوة القتل والدم والاغتصاب والسبي على ثلث العراق ، أصبح الآن عصابة مهزومة تنفذ أعمالا جبانة بالخفاء هنا وهناك.
ولا نحاول أن نقلل من حجم الخسائر التي قد تحدث جراء هذه الاعمال أو نتهاون معها ، فرجالنا في القوات الامنية بشتى صنوفها و الجيش العراقي الباسل ويساندهم أبناء الشعب العراقي من المتطوعين ورجال العشائر العراقية الأصيلة عاقدون العزم على إخماد نيران هذا التنظيم حتى آخر شرارة فيه، لن نتهاون ولن تأخذنا فيهم لومة لائم ولا شفقة ..
ونحن نلاحق جرذانهم المختبئة في جحورها نحمل في وعينا ولا يفارق ضمائرنا كل تلك الصرخات المظلومة من ابناء شعبنا..
صرخة كل ايزيدية سبيت ، كل أرملة فقدت زوجها، الأم الثكلى بوحيدها، العروس المنتظرة بثوبها الابيض ان يعود حبيبها من المعركة كي يتم زفافه وعاد إليها محمولا على أكتاف رفاقه متلحفا ومتشرفا بعلم العراق ..
فقدنا الكثير من الاحبة وتدمرت بنى تحتية في الكثير من مدننا وخسرنا جزء من تراثنا الحضاري والديني لكننا انتصرنا في نهاية الأمر ..
العراق لم و لن يحكمه ثلة من الأوباش أو المتطرفين، ولذا فلا مجال للتهاون مع اي حركة متطرفة أو عمل جبان قد يصدر هنا أو هناك ..
هاهي اجراس الكنائس في الموصل تقرع من جديد وآذاننا يرفع في مدينة المساجد كل يوم ..
الموصل تلبس ثوبها المدني مرة اخرى لتكون قبلة للفن والمسرح، عاد اكثر من تسعون بالمئة من النازحين الى بيوتهم و بدأت حملة اعمار واسعة في المدن المحررة ..
أيها الزملاء الأعزاء ..
ونحن نقف بينكم اليوم نحمل دماء شهدائنا البررة وأيتامهم أمانة في أعناقنا إلى يوم الدين، وهي أمانة قد تطال اعناق كل الدول الإسلامية أيضا، لأن داعش كان فكرا ثم تحول إلى إجرام، فكرا حاول أن يسيء إلى الإسلام برمته وليس إلى الأمكنة و البلدان فقط ..
نعم أيها الأحبة .. فكر تم الترويج له وتصديره والدفاع عنه بشكل مستميت لكنه ذهب إلى غير رجعة حاملا معه اوزاره وخزيه الى يوم يبعثون.
في الوقت الذي نفخر فيه بانتصارنا على داعش المسلح فاننا لا زلنا نقاتل فكر داعش الإرهابي، نقاتل كل صيحة تحاول التبرير بان من انتمى لداعش كان مغررا به ، كل فتوى تطرفية ، كل نداء طائفي ..
ولمحاربة الفكر الداعشي فاننا نحتاج إلى عونكم ، يجب أن نعمل سوية على نشر خطاب إسلامي وسطي ومعتدل في كل بلداننا الاسلامية في كل مساجدنا وقنواتنا الفضائية ..
يجب أن يتم إنشاء مراكز لنشر الوسطية ونبذ الأفكار الراديكالية ..
إنهم يحاولون الآن أن يجدوا خاصرة رخوة في أي منطقة إسلامية كي ينشروا القتل والسبي مرة أخرى ..
يجب أن تتكاتف جهودنا سوية في القضاء على فكر داعش ، والعراق مستعد بهذا الصدد لتبادل المعلومات والخبرات مع أي دولة صديقة أو جارة تحتاج الى الدعم والخبرة في هذا المجال ..
إننا هنا اليوم في اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي معنيون بشكل اساسي بمحاربة هذا التطرف الفكري الذي يسيء للإسلام ولحضارتنا وتاريخنا الإسلامي ..
ويؤسفني القول بأن من أراد الإساءة لديننا الحنيف نجح بشكل من الأشكال ..
إذا لم نعي خطورة الفكر المتطرف فإننا واقعون في مكائد الإرهاب مرة أخرى لا محالة ، بالأمس القريب كانت القاعدة تتصدر قيادة الإرهاب، ومن ثم جاءت تسميات أخرى وآخرها داعش لكنها ليست الأخيرة ولا نعرف غدا أي تسمية جديدة سيصدرها لنا مصدرو الإرهاب.
كلي ثقة بأن كل الوفود المشاركة تشاطرنا نفس الرؤية وإن اختلفت الوسائل في تحقيق غاياتنا، لذا فإننا بحاجة الى المزيد من التحاور وتكثيف اللقاءات .
بغداد تتطلع إلى رؤيتكم بين أروقتها الدبلوماسية مرة أخرى بل وحتى بين أزقتها ، بغداد التي تعرفكم وتعرفونها أيها الأحبة ..
لن أتكلم عن بغداد فإني أثق بأن كل منكم لديه خاطرة منها وشوق إليها وتوق إلى شناشيلها
مرحب بكم في العراق من شماله الى جنوبه .
أجدد شكري لمملكة المغرب مرة أخرى وأشكركم لطيب استماعكم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .