من الإمارات لنيوزيلندا.. الإنقاذ من الموت هدية عراقي لابنه
بعد 3 أيام على الحادث المأساوي، تستمر قصص ضحايا الهجوم الدامي على مسجدي مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية بالتوافد، ومنها قصة أديب أحمد سامي، الذي أصيب خلال الهجوم وهو يحاول حماية ابنه من القاتل.
القصة بدأت الأسبوع الماضي، عندما قرر المهندس العراقي أديب أحمد سامي السفر من الإمارات إلى كرايست تشيرتش، الخميس، لمفاجأة ابنته همسة وأخيها التوأم علي، بمناسبة عيد ميلادهما المصادف 14 مارس.
لكن العائلة العراقية لم تستطع الاحتفال بعيد الميلاد، وذلك بسبب هجوم إرهابي على مسجد النور بكرايست تشيرتش، وقع أثناء وجود سامي وابنه علي داخل دار العبادة وقت صلاة الجمعة.
همسة أديب تحدثت بصوت حزين لكنه لم يخلُ من نبرة أمل، بعد نجاة والدها من الهجوم وتحسن حالته الصحية.
وقالت همسة ابنة الـ23 عاما: “عدت من المستشفى الآن، لقد أفاقوا والدي من الغيبوبة الإجبارية، وبدأ بكتابة بعض الكلمات على ورقة، لأنه لا يستطيع التحدث حتى الآن”.
أديب حرص على السؤال عن نتيجة الهجوم، وعن أصدقائه الذين كانوا في المسجد، وعن ابنه علي الذي كان بجواره خلال دخول الإرهابي برينتون تارانت للمسجد.
وقالت همسة: “كان من المقرر أن يأتي والدي مع والدتي بعد يوم الجمعة، لكنه قرر مفاجأتنا وتقديم موعد وصوله، حتى يكون حاضرا يوم الخميس، المصادف عيد ميلادي أنا وأخي علي”.
وأضافت: “كنا سنحتفل بعيد ميلادنا مع أمي وأبي وأخوتي مساء الجمعة. لكن الحادث وقع”.
حالة أديب الآن مستقرة، بعد أن استقبل رصاصة في ظهره، أصابته عندما هم لحماية ابنه علي، بعد أن بدأ القاتل بإمطار الرصاص على المصلين.
لحظات مرعبة
أما علي، فقالت همسة أنه في حالة صدمة من هول الموقف، ولا تفارقه الدموع كلما استرجع اللحظات المرعبة التي عاشها مع والده وكل من كان داخل المسجد.
وتضيف الفتاة: “ظن علي أنها ألعاب نارية في البداية، وعندما تيقن من الأمر، هرع ليكون قرب والدي. هو مصدوم من الحادث ويسترجع تفاصيل متفرقة منها كل يوم”.
وقالت همسة إن شقيقها اتصل بالشرطة عندما خرج القاتل من المسجد، لكنه تفاجأ بعودة الإرهابي مرة أخرى، مما استدعاه للتظاهر بالموت، حتى انتهاء القاتل من عمليته الإجرامية.
وتنتظر اليوم عائلة أديب أحمد سامي خروجه سالما من المستشفى، بينما نعت عوائل أخرى من فقدوهم خلال الهجوم الإرهابي، الذي أودى بحياة 50 قتيلا على الأقل، وخلف عشرات المصابين