العلماء يحددون سنا غير متوقع للبلوغ “الحقيقي”
قانونيا، يبدأ سن البلوغ عندما يكمل المرء 18 عاما، وهو سن انتهاء المراهقة، لكن كثيرا ما يرى البعض أن سلوكيات وتصرفات كثيرين تظل “صبيانية” حتى بعد اجتيازهم هذا العمر، بل إن كثيرين يواظبون على التصرفات الصبيانية حتى وهم في العشرينات من أعمارهم.
ويبدو أن هذا الأمر صار مبررا أكثر مع الاكتشاف المثير لعلماء الدماغ، الذي توصلوا إلى أن سن البلوغ 18 أصبح فكرة “سخيفة”.
وقال علماء الدماغ والأعصاب إن عقل الإنسان يمر بتغيرات جوهرية في سن الثامنة عشر، بحسب ما ذكرت صحيفة “ميل أونلاين” البريطانية.
وأوضحوا أن الإنسان في العشرينات من العمر يتعرض لاضطرابات عقلية كبيرة، كما يكون في حالة شك دائمة، وأن هذه المرحلة تنتهي تقريبا مع دخول سن الثلاثين عاما.
وقال الأستاذ في جامعة كامبريدج بيتر جونز، في مؤتمر صحفي في لندن، “لقد أصبح وجود تعريف للانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ أمر سخيف بشكل متزايد”، مشددا على أنها مرحلة انتقالية لا أكثر.
وأضاف أن الأنظمة مثل النظام التعليمي والنظام الصحي والنظام القانوني “تحاول تسهيل الأمور على نفسها من خلال وجود تعريفات”.
وقال جونز، قبيل اجتماع دولي لعلم الأعصاب استضافته أكاديمية العلوم الطبية في أكسفورد “إن الناس لا يحبون أن يتحولوا من شرنقة إلى فراشة.. لا توجد طفولة ثم مرحلة بلوغ. الناس يسيرون على طريق، إنهم في طريق”.
من ناحيته، أكد الأستاذ من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس دانييل غيشويند على درجة التباين الفردي في نمو الدماغ، وقال إن أنظمة التعليم تميل عن طريق الخطأ إلى التركيز على المجموعات وليس الأفراد.
وأضاف غيشويند أن هذه أسئلة أكبر تتجاوز العلم، مشيرا إلى أنه “توجد مسارات فردية.. فعملية التطور تستغرق عقودا. لكن هذا يختلف من فرد لآخر”.
ومن المقرر أن يناقش الاجتماع الدولي البحث في الاضطرابات النفسية الخطيرة، إذ من المعروف أن مرض انفصام الشخصية والحالات الذهانية الأخرى تنشأ عن تفاعل معقد بين الجينات والبيئة.
لكن مرض انفصام الشخصية يتم تشخيصه عادة في المراهقين الأكبر سنا، كما أن خطر تطوره يتراجع بشكل كبير من أواخر العشرينيات، وهو نمط يعتقد أنه مرتبط بتطور الدماغ.