المجلس الأعلى يدعو لإعتبار ذكرى استشهاد ” محمد باقر الصدر ” يومآ وطنياً
دعا المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الحكومة ومجلس النواب الى اعتبار ذكرى شهادة السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) يوماً وطنياً يحتفى به كل عام تخليداً لذكراه وانجازاته العظيمة للأمه الإسلامية والشعب العراقي.
وقال المجلس الأعلى في بيان صدر السبت 6/4/2019 بمناسبة الذكرى الـ 39 لشهادة مفجر الثورة الإسلامية في العراق السيد محمد باقر الصدر واخته الشهيدة بنت الهدى أن حياة الشهيد الصدر كانت حافلة بالعطاء الثر والإنجازات الضخمه في مجال العلم والفقه والأصول والفلسفة، وكان بحق مؤسساً لمدرسة فكرية إسلامية اتسمت بالشمولية والتجديد والثراء.
وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم كتابه الكريم
” إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖوَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ”
صدق الله العلي العظيم
تمر علينا هذه الأيام الذكرى السنوية الـ 39 لشهادة العالم الرباني والمجاهد الكبير مفجر الثورة الإسلامية في العراق آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) واخته المجاهدة العلوية بنت الهدى ونرفع في ذكرى شهادتهما أحر آيات التعازي والمواساة لصاحب الأمر (عج) وللمؤمنين ولمراجع الدين العظماء وللامة الإسلامية جمعاء سائلين الله تعالى أن يزيد في علو درجاتهما ومنزلتهما ويحشرهما مع الأئمة الاطهار (عليهم السلام).
لقد كانت حياة شهيدنا الصدر حافلة بالعطاء الثر وبالإنجازات العظيمة في مجال العلم والفقه والأصول والفلسفة والمنطق وسائر مجالات المعرفة، وكان بحق مؤسساً لمدرسة فكرية إسلامية أصيلة اتسمت بالشمولية والتجديد والثراء والمعاصرة، وقد جسّد بعلمه وفكره وجهاده وتواضعه ودماثة خلقه النموذج الأمثل للعالم الرسالي الصادق في أقواله وافعاله.
ونحن إذ نعيش ذكرى شهادته، يلزمنا الإقتداء بشخصيته الفدة لنستلهم منها معاني التضحية والفداء والكرامة والعزة والشموخ والتواضع، ولتمنحنا المزيد من الثقة للسير في طريق الحق والإستقامة والشهادة وتزكية النفس وبناء الانسان الرسالي الملتزم.
لقد قدم الشهيد الصدر كل ما عنده من أجل الدفاع عن الإسلام والمقدسات وكرامة الأمة وعزّتها، وكان مثالاً في الصبر والتحمل والصمود بوجه المصاعب والضغوطات التي مورست عليه من قبل الطغمة الصدامية العفلقية التي وصفها بالكابوس الجاثم على صدر العراق، وقد تصدى (رضوان الله تعالى عليه) الى الإفتاء بحرمة الانتماء لحزب البعث المجرم، وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد غير مبالٍ بما سيقدم عليه المجرمون، لذلك وقف صامداً ومتحديا وثائرا بوجه الطغاة ليختم حياته بالشهادة وهي أرفع وسام يناله المؤمنون في حياتهم.
وكان آية الله العظمى السيد الصدر يعتقد بأهمية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة بقيادة المراجع العظام، لذلك سارع الى تأييد الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (قدس سره)، داعياً جميع المؤمنين الى تأييدها واصفاً إياها بأنها ((قد حققت حلم الأنبياء))، إن موقف الشهيد الصدر من الثورة الإسلامية يمثل قمة من قمم الشموخ الرسالي، فقد وقف الى جانب الثورة ليسددها بفكره ويدعمها بنداءاته ورسائله بل يضحي من إجلها بدمه.
لقد كان شهيدنا الصدر هو المحرك الأول للثورة ضد حكم الطاغوت صدام راسماً بذلك لنا نهج المقاومة والتحدي والتضحية ،وهذا ما سار عليه تلامذته المخلصون ومحبوه من بعده، ليثمر ذلك عن حركة جهادية وعلمية وسياسية وثقافية قادها الكبار من العلماء في مقدمتهم شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، وكان تأسيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق هو من أبرز المحطات في مسيرة الجهاد التي خاضها شعبنا ضد الطاغوت ، وامتثالا لوصية الشهيد الصدر في استمرار المواجهة ، قدم المجلس الأعلى وفيلق بدر وبقية فصائل الحركة الإسلامية قوافل الشهداء ، وكانت لهم صولات ومواقف بطولية حتى كادت ان تقضي على الطاغية وأزلامه في انتفاضه شعبان المباركة لولا الدعم الذي حصل عليه المجرم من أسياده في قمع الشعب ليرتكب أكبر جريمة في تاريخ العراق المعاصر وهي الإبادة الجماعية لمئات الآلاف من أبناء الشعب والثوار والمجاهدين حوت أجسادهم الشريفة المقابر الجماعية ، في ظل صمت المجتمع الدولي الذي لم يحرّك ساكنا للوقوف بوجه الطاغوت وإنقاذ الشعب العراقي من جرائمه البشعة.
وبما أنَّ الشهيد الصدر لم يكن مشروعا خاصا بفئة أو طائفه معينه، وإنما كان مشروع نهضة أمة برؤية واضحة ومتكاملة، حيث كان ينظر للجميع نظرة واحدة ، وكان يثق بالشعب العراقي وقدراته في المواجهة حيث أكد في إحدى خطبه، أن الجماهير اقوى من الطغاة ، يكون لزاما علينا ان نعمل جميعا حكو
مة وحركات وأحزاب ومفكرون وأفراد لتخليد ذكرى شهادته.
وهنا نوّجه دعوتنا الكريمة الى مجلس النواب والحكومة الموقرة الى إعتبار ذكرى شهادة السيد محمد باقر الصدر يوماً وطنياً يحتفى به كل عام ، وهذا هو ديدن الأمم الحيّه التي تخلد ذكرى عظمائها بما يليق بهم، ولأجل إيصال رسالتهم الى الأجيال القادمة بما يحقق لنا ولبلدنا الأمان والاستقرار والعزة والتطور، ولنأخذ من حياتهم دروس الإباء والثورة والكرامة.
وفي الختام نؤكد على أهمية المضي قدما في إستكمال بناء مؤسسات الدولة العصرية التي كان شهيدنا العظيم يحلم في إقامتها على أسس العدل والمساواة والتآخي بين جميع مكونات الشعب العراقي، ونسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا جميعا لنصرة الحق ودفع الباطل واضعين دوما نصب أعيننا وصايا الشهيد الصدر في الوحدة الوطنية ومواجهة الظلم بكافة أشكاله، ونصرة المظلومين والمحرومين والأهتمام بالشهداء والمضحين.
ونم قرير العين سيدنا أبا جعفر، لأننا عاهدناك أن نسير على نهجك النيّر وسيرتك العطرة وفكرك الثاقب.
والسلام عليك يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حياً.
وعاش بلدنا وشعبنا حراً أبياً والرحمة والرضوان لشهداء العراق الأبرار الذين ضحوا دفاعاً عن الحرية والكرامة والاستقلال.
المجلس الأعلى الإسلامي العراقي
29 رجب 1440 هـ
6/4/2019