فورين بوليسي: السجون المصرية تُخرّج مقاتلين لـ”داعش”
قالت مجلة “فورين بوليسي” إن السجون المصرية أصبحت أماكن لتجنيد مقاتلين لصالح تنظيم “داعش”، وذلك بعد نحو شهر من إعلان واشنطن أنها قضت على التنظيم عقب الانتصار عليه عسكرياً في العراق وسوريا.
وتابعت المجلة الأمريكية أن منظمة “هيومن رايتس ووتش” قالت إن فترة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعد أسوأ فترة تعيشها مصر في مجال حقوق الإنسان منذ عقود، حيث قدرت المنظمة وجود نحو 60 ألف معتقل في العام 2016 اعتقلوا منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي عام 2013، حيث استهدفت الاعتقالات مجموعة واسعة من المعارضين السياسيين.
وتشير المجلة إلى أن السجون المصرية معروف عنها أنها كانت أماكن يزدهر فيها التطرف والتشدد، فعلى سبيل المثال فإن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة كان من بين الجهاديين المعروفين والذي قضى شطراً من حياته في السجون المصرية.
ووصفت منظمة العفو الدولية حملة السيسي ضد الحريات المدنية بأنها لا مثيل لها في التاريخ المصري الحديث، حيث تم اعتقال أشخاص بسبب تغريدة أو نقد أو تحرش جنسي.
وفي العام 2015 اعترفت الحكومة بأن السجون غصّت بالمعتقلين حتى تجاوزت نسبتهم 160% من القدرة الفعلية على الاستيعاب، وهو ما أشارت إليه وزارة الخارجية الأمريكية التي قالت إن الاكتظاظ بالسجون يهدد الحياة.
وتخشى منظمات حقوق الإنسان أن يكون عدد الأشخاص المعرَّضين للتطرف في السجون والمعتقلات المصرية أكثر بكثير من أي وقت مضى.
ويقول أيمن مجيد، وهو مهندس، إنه اعتُقل بتهمة ممارسة نشاط سياسي عام 2015، واحتُجز في سجن القناطر وسجن محكمة الجيزة وعدد من مراكز الشرطة، وإنه رأى عدة رجال محتجَزين لارتكابهم جرائم غير عنيفة، وتحولوا إلى متطرفين في أثناء الاحتجاز.
وتابع مجيد للمجلة: “لقد رأيت الرجال الذين سُجنوا بسبب خلاف مع ضابط شرطة لأي سبب كان، وكيف أنهم يُحتجزون فترةً غير محددة من الزمن، هؤلاء يرتفع لديهم منسوب الكراهية للدولة والشرطة، خاصة إذا أدى هذا الاعتقال إلى فقدانهم وظائفهم، وتحولت حياتهم إلى حياة بائسة، هؤلاء أقرب الناس إلى أن يكونوا مقاتلين متطرفين”.
وتنتقد المجلة موقف الإدارة الأمريكية من وضع السجون في مصر وملف حقوق الإنسان بها، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدلاً من إدانة هذا الاكتظاظ بالسجون، فإنها تقدم مساعدة عسكرية للحكومة المصرية، بعد أن جُمِّد جزء منها عام 2017، على الرغم من غياب أي إصلاح في مجال حقوق الإنسان.
وفي حديثه بالقاهرة في شهر يناير الماضي، أشاد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لجهوده الحثيثة في مكافحة التهديد المستمر الذي يشكله الإرهاب.
وعلى الرغم من إشادة إدارة ترامب، فإن أعضاء في الكونغرس الأمريكي يعتقدون ضرورة أن تضغط واشنطن على السيسي لتحسين ملف حقوق الإنسان، حتى لا يؤدي هذا التضييق إلى إدامة الظروف التي تساعد على التطرف والإرهاب.