خمسة أسئلة “حائرة” بعد كارثة نوتردام
مع اندلاع الحريق الهائل بكاتدرائية نوتردام في باريس، مساء الاثنين، وانهيار البرج التاريخي الذي يميز المعلم السياحي المهم في العاصمة الفرنسية، بدأت عدة أسئلة رئيسية تلوح في الأفق.
وهنا 5 أسئلة أساسية، ستكشف إجاباتها لاحقا الكثير عن ملابسات هذا “اليوم الأسود” في تاريخ فرنسا.
سبب الحريق؟
السؤال الأول هو عن الأسباب التي كانت وراء هذه الكارثة، فمن هو المتسبب الحقيقي؟ هل هناك شخص مسؤول أم هي طريقة ترميم معينة استخدمتها البلدية؟
مراسلة “سكاي نيوز عربية” كانت قد أكدت نقلا عن مصادر فرنسية، ترجيحات بأن أعمال التجديد والأشغال في كاتدرائية نوتردام هي المتسببة في الحادث.
فهل كان الحريق نتيجة تقصير من أحد العمال؟ أم أنه نتيجة خطأ في طريقة العمل؟ أم أنه نتيجة حادث غير بشري، مثل التماس كهربائي؟
من سيتحمل اللوم؟
حريق الكاتدرائية يعد حادثا فظيعا في تاريخ باريس، فنوتردام تحمل رمزا عالميا قبل أن يكون فرنسيا، ووقوع الكارثة قد يأتي معه عواقب وخيمة على المتسببين.
وبالتأكيد قد تشهد العاصمة الفرنسية موجة من الغضب، بسبب “الإهمال” الذي تسبب بالحادث، فعلى من سيقع اللوم؟
وقدد تتحمل بلدية باريس المسؤولية، أو الشركة المسؤولة على ترميم الكاتدرائية، أو رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، أو هيئة الدفاع المدني في باريس. الأيام المقبلة قد تكشف عن استقالات أو إقالات داخل العاصمة.
لماذا أخفقت قوى الدفاع المدني؟
سؤال مهم يدور في أذهان الباريسيين مساء الاثنين، وهو لماذا لم يستطع رجال الإطفاء في باريس السيطرة على الحريق بشكل أسرع؟ ولماذا بدا وكأن العملية “صعبة” جدا على هيئة الدفاع المدني؟
واستمرت النيران بالتهام الكاتدرائية التاريخية لساعات بعد اندلاع أول شرارات الحريق في تمام الساعة 19:50 بتوقيت غرينيتش، فلماذا لم يتم السيطرة على النيران بشكل أسرع؟
اللقطات التي تداولتها وسائل الإعلام للحريق لم تظهر إلا خراطيم مياه محدودة، خصصت لإخماد النيران، وكأن وحدات الدفاع المدني واجهت حريقا أكبر من قدرة استيعابها.
ماذا عن اقتراح ترامب؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر عن “فزعه” من الحريق الكبير على حسابه بموقع “تويتر”، واقترح استخدام طريقة رش المياه بالمروحيات لإخماد الحريق.
وكتب ترامب على حسابه: “إنه لأمر مروع للغاية رؤية الحريق الهائل في كاتدرائية نوتردام في باريس. ربما يمكن استخدام طائرات رش المياه لإخماده (الحريق). يجب التحرك سريعا”.
لكن السؤال هو: هل كان بالإمكان اتباع اقتراح ترامب لإخماد النيران؟ ولماذا لم يستخدم الدفاع المدني الفرنسي المروحيات لإخماد النيران التي التهمت الكاتدرائية؟
إلا أن خبير إطفاء أميركيا سابقا قال في تصريحات تلفزيونية، إن استخدام الطائرات المحملة بأطنان المياه ربما يؤدي إلى تهدم كامل للكاتدرائية، لا سيما أثناء خضوعها لأعمال صيانة.
إعادة البناء؟
السؤال الأخير هو هل سيتم إعادة بناء الكاتدرائية التاريخية؟ خاصة أن الحرائق بدت وكأنها التهمت أجزاء كبيرة من المبنى، وأن بقاء المبنى على حاله هو أمر مستبعد.
لا يبدو المسؤولون الفرنسيون متفائلون بشأن إمكانية إنقاذ الكاتدرائية، وهو ما بدا واضحا في تصريح نائب وزير الداخلية الذي قال إن إنقاذ المعلم الديني السياحي “ليس أمرا مؤكدا”.
وفي حال بناء الكاتدرائية، هل سيتم اتباع نفس طريقة العمارة القوطية؟ أم أن “نوتردام” ستتخذ شكلا أكثر معاصرة؟