مفاجأة… “أحدب نوتردام” تنبأ بحريق الكاتدارائية قبل 188 عاما
صدم العالم من اندلاع حريق كاتدرائية نوتردام الشهيرة، في العاصمة الفرنسية باريس، مساء الاثنين، والذي أسفر عن تدمير معظم المباني الخشبية، التي يعود تاريخها إلى 800 عام، وانهيار برجها الرئيسي.
ومن أشهر الروايات الأدبية التي تناولت كاتدارئية نوتردام، وقد تكون وراء شهرتها العالمية، رواية “أحدب نوتردام”، لمؤلفها فيكتور هوجو، صاحب رواية “البؤساء”، التي تروي قصة أحدب دميم المظهر يدعى “كوازيمودو”، الذي عاش كل حياته مختبئا بداخل الكاتدرائية، ويعمل فيها بقرع جرسها الكبير، ويقع في حب الفتاة الغجرية “أزميرالدا”.
ومن مفاجآت الرواية العالمية، التي صدرت للمرة الأولى في عام 1831، هي أنها تنبأت بحريق الكاتدرائية، من خلال أحد فصولها، عندما يلجأ “كوازيمودو” النيران والحجارة لكي ينقذ حبيبته “إزميرالدا” من أيدي المجرمين والخارجين عن القانون في باريس.
وكتب هوغو في روايته:
“نظرت كل العيون نحو قمة الكنيسة ما رأوه كان غريبا جدا فعلى قمة الكنيسة فوق نافذة الوردة المركزية تصاعدت شعلة واسعة من النيران بين الجرسين مع شرارات شرسة وقوية وشظايا نيران تحملها الريح مع الدخان وأسفل القمة يتساقط السقف فيما تظهر كآبة الجزء السفلي من واجهة الكاتدرائية”.
وبحسب صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، فقد تزايد الطلب على شراء رواية “أحدث نوتردام”، بعد حريق كاتدرائية نوتردام، وانضمت إلى قائمة أفضل الكتب مبيعا على الإنترنت في فرنسا.
ومع حلول صباح أمس الأربعاء، احتلت طبعات مختلفة من رواية 1831، مراكز متقدمة في قائمة أفضل الكتب مبيعا في موقع “أمازون فرنسا”.
كما أنه ارتفعت شعبية فيلم الرسوم المتحركة عن رواية “أحدث نوتردام”، من إنتاج شركة “ديزني” الأمريكية، بعد حريق كاتدرائية نوتردام، إذ أصبح من أكثر الأفلام على منصات البث الرئيسية مثل “نيتفلكس” و”هولو” و”أمازون برايم”، وفقا لموقع “سكرين آرت”، على الرغم من أن إنتاجه يعود لعام 1996.
يشار إلى أن حريق الكاتدرائية احتاج لأكثر من 400 رجل إطفاء لإخماد النيران، التي أتت على سقف الكاتدرائية، التي يعود تاريخ بنائها لأكثر من ثمانية قرون، وتسبب في انهيار برجها المدبب. وعملوا طوال الليل لإطفاء الحريق بعد نحو 14 ساعة من اندلاعه.
وشهدت كاتدرائية نوتردام تنصيب نابليون إمبراطورا في عام 1804، وتطويب البابا بيوس العاشر لجان دارك، في عام 1909، وتأبين الرئيسين الراحلين، شارل ديغول وفرنسوا ميتران.
وتعتبر كاتدرائية نوتردام، التي تعني “كاتدرائية سيدتنا (مريم العذراء)”، من أشهر رموز العاصمة باريس، وتقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة على نهر السين، أي في قلب باريس التاريخي.
ويمثل المبنى الذي تم الانتهاء منه عام 1345 تحفة الفن والعمارة القوطية، الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر، ويعد من المعالم التاريخية والمعمارية في فرنسا ومثالا على الأسلوب القوطي الذي عرف باسم “أيل دوزانس”.