زمنُ السياسةِ والدبلوماسية انتهى.. أهلاً بكم في زمن النفوذ والسيطرةِ بالدمِ والحديدِ
لا يخفى على أحد الصراع الدولي القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا على مناطق نفوذ في العالم والتركيز على مناطق آسيا والجنوب الآسيوي والشرق الأوسط ماوصفها ماكيندر في نظريته قلب العالم heartland وسبيكمان الهلال الداخلي وحدد كلُ واحدٍ منهما جملة من العوامل ومن يسيطر على قلب العالم كأنما سيطر على العالم بأسره .
بدأ الصراعُ الدوليُ بالتغيير مع صعود روسيا وانتهاء زمن انهيار الاتحاد السوفياتي مما أقلقَ الولايات المتحدة الأمريكية ودفعَ بها إلى إيجاد مناطق صراع وبؤر توتر متنقلة من آسيا إلى افريقيا والشرق الأوسط فتدفع بالقوتين الصاعدتين روسيا والصين إلى المواجهة مع قائد النظام الدولي الذي يرفض تغيير البنية الدولية من أحادية القطب إلى متعددة الأقطاب وهذا الكباش والصراع بين الدول الثلاث أوجد حروب دموية فتكت بالدول والشعوب الأقل تأثيراً في العالم
في الانتقال إلى ماحدثَ في سيريلانكا من تفجيرات دموية استهدفت الكنائس والفنادق
لماذا وقعت كولومبو تحت سهم الاستهداف بالتحديد وما أثرها على مايحدث في العالم ؟
إليكم بعض التفاصيل :
تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع دول شرق البحر المتوسط بسياسة الحصار الاقتصادي والعسكري والهدف محاصرة إيران وسورية والضغط عليهما اقتصادياً من أجل استمرارية الهيمنة الأمريكية على المنطقة بعد فشل الحرب العسكرية وعودة أغلب المناطق السورية إلى سيطرة الدولة والحكومة.
هذه السياسة الاقتصادية أبرز أهدافها الضغط على الشعوب من أجل خلق صراعات وتوترات جديدة داخل المجتمع السوري والمجتمع الإيراني والعراقي مما دفع حكومات هذه الدول إلى وضع آلية مشتركة لمواجهة القادم على المنطقة وأوفدت روسيا مسؤوليها إلى دمشق لبدء فك الطوق الاقتصادي عن المنطقة فنتجَ عن ذلك توقيع اتفاقية استئجار ميناء طرطوس من الحكومة السورية لمواجهة الهيمنة الأمريكية وخطتها في السيطرة على البحر الأحمر والممرات المائية التي تربطه بالبحر المتوسط .
الموقع الجغرافي لدولة سيريلانكا والتي تقع في جنوب قارة آسيا جنوبي الهند ولها منفذاً بحرياً على المحيط الهندي وفي حال بدأت روسيا بتحريك الأسطول البحري التجاري إلى آسيا من ثم إلى الشرق الأوسط مروراً بسريلانكا والبحر الأحمر ثم البحر المتوسط
هذا الخط البحري الذي تعمل روسيا على تأمينه وتأمين الدول التي ستكون ممرات له أدركت أمريكا جيداً أن ضربه هو ضرب المشروع البحري الروسي الصيني إلى الشرق الأوسط الذي سيخفف وقد يُنهي الحصار الاقتصادي الأمريكي على دول المنطقة التي تُعتبر دول الطوق بالنسبة للكيان الاسرائيلي وخروج تلك الدول من تحت هيمنتها وبالتالي إجبارها على ترحيل جنودها من العراق وسورية .
في النهاية باتت السياسة الدولية تُدار بالحديد والنار ولا فائدة من فتح السفارات بين دول العالم فبعضٌ من المتشددين وقليلاً من الأحزمة الناسفة كفيلة بتغيير دول وإسقاط أنظمة .
كاتبة وباحثة سياسية – مايا التلاوي