خبير امني يحذر من المؤامرة الثالثة الكبرى لتفكيك العراق وتحطيمه
ختاما لما كتبنا عن التفجيرات.
المؤامرة الأولى كانت حرب القاعدة وساهم بسحقها التحالف الدولي والعراقيون، والثانية ساحات الاعتصام وحرب داعش وسحقتها فتوى الإمام السيستاني والحشد الشعبي ونواته الفصائل المسلحة وداعموهم قبل ان تنهض قوات الجيش والشرطة المركزية من الصدمة وبمساندة قوية من القوات الجوية الأميركية والبريطانية،
أما المؤامرة الثالثة الخطيرة فبدأت بقصف مستودعات/ مخازن عتاد الحشد.
ما يقال عن ضرب عتاد إيراني بطريقه إلى لبنان أكذوبة، بل هو جزء من خطة شاملة لتحطيم العراق هذه مكوناتها:
1. ضرب المستودعات لتجريد الحشد من عتاده،
2. ولاثارة مشاعر الناس ضده،
3. ولاثارة خلافات بين اطراف الدولة والحكومة والحشد،
4. ولإثارة خلافات بشق هوية الحشد بين ما (يسمونهما) حشد المرجعية وحشد إيران،
5. وتحريض النغمة الطائفية والشوفينية لشرائح مجتمعية،
6. وإثارة خلافات شيعية ـ شيعية حتى الاقتتال،
7. وإثارة نزعة المفاصلة المناطقية.
8. استهداف قيادات حشدية عليا جسديا لاضعاف دور الحشد القيادي وتماسكه ودفعه الى ردود انتقام متسرعة.
الفشل الأكبر جاء بارتكاب خطأ شنيع باعطاء ألأسبقية لاستهداف المستودعات فالتقطت الهجمات كعلامة تحذير لقيادات الحشد والدولة للتحوط فقامت بتدابير حماية وكشف ملامح المؤامرة.
محاولات الغاء الحشد بغطاء صهره في الجيش والشرطة ليس إلا محطة من محطات تنفيذ المؤامرة، واستغلال وتضخيم ومحاولة الضغط لتحريف الأمر الديواني الذي يقضي بإعادة تنظيم الحشد بشكل متوازن وليس صهره.
فشل المؤامرة نسبيا حتى الآن جاء من خطأ المغرضين في تحديد أسبقيات التنفيذ. والغاية النهائية اثارة الاضطرابات وصولا الى الاحتراب الاهلي وبين فروع القوات، ودفع الطرف الأقوى (؟) الى تنفيذ انقلاب .
الجهة صاحبة مسيّرات الهجمات هي رأس حربة المشروع (وإن كانت إسرائيل فعلا افتراضا) فإنها ربما نفذت من داخل العراق وربما بطائرات الشبح، مع ذلك فهي وحدها إن (كانت هي فعلا) ليست قادرة على تنفيذ مؤامرة بهذا الحجم؛ لأنها تحتاج إلى مال وهذا يرجح خليجيا، وشركاء، والشكوك لأطراف داخلية تحوم حول الأميركان (حصرا) لأنهم لم يحركوا ساكنا رغم قدراتهم الهائلة، ورغم أنهم نفوا صلتهم بالتفجيرات، وطرف أو أكثر داخلي يمتلك امكانات مالية وأمنية وسلاحا وسياسية ورغبة انفصالية وغير خاضع للمراقبة والتدقيق.
المؤامرة احبطت بداياتها إلا أنها لم تسحق كليا.
(دول خليجية وإسرائيل وأميركا وقوى انفصالية داخلية) (فقط) تنظر الى الحشد كمصدر تهديد لها، ونرى وجوده معادلة توازن إقليمية وردع بعيدا عن هوس العلاقة بإيران، فغاية الدفاع الكبرى تبرر بعض الوسائل مرحليا.
وليكن واضحا بأني لست إيراني الهوى كما يروج المخربون وأهل الإرهابيين، ولست عدوا، وكل الأطراف بمن فيهم الأصدقاء في بغداد (تتفاجأ) بما أكتب علنا لكم فيطلعون وتعليقاتكم تزيدهم حماسا، نقيّم الموقف من مرصد شعبي مرتفع أمامه المعطيات مفتوحة حرصا على العراق والأمن الدولي.