برهم صالح: العراق مقبل على تحولات هامة
أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، الاربعاء، ان العراق مقبل على تطورات ايجابية هامة، أمنيا وسياسيا واقتصاديا، وان هناك أجواء إيجابية في معالجة المشاكل المتراكمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، داعيا إلى بناء منظومة امنية مشتركة في الشرق الاوسط، والتأسيس لنظام تكامل اقتصادي وتنسيق سياسي لاستئصال “الارهاب” وضمان الاستقرار، مشددا على ان العراق لن يكون جزءا من محور ضد اخر.
جاء ذلك خلال كلمة لصالح أمام الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم، حيث قال: “لقد إستباح الإرهاب بلادنا، وكانت مرحلة عصيبة وخطيرة، وهناك من توقع الأسوأ. إن مشروع تنظيمِ داعش الإرهابي كان مخططا خبيثا لتدميرِ العراق والمنطقة، لولا التضحيات الكبيرة التي سجلها شعبنا وقواتنا المسلحة من الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة وغيرها على طريق الحرية ومقاومة الإرهاب بمساعدة ومساندة التحالف الدولي والاصدقاء الذين نقدم لهم شكرنا وتقديرنا”.
وتابع، ان “التأَريخ سوف يسجل أَن العراقيين استطاعوا بوحدتهم وإرادتهم الصلبة وبالدورِ الكبير للمرجعية الدينية من إسقاط المشروعِ التكفيري لتنظيم داعش وحماية العالمِ من شروره”.
ولفت صالح، إلى ان “العراق مقبل على تطورات ايجابية هامة، أَمنيا وسياسيا واقتصاديا، فهناك منحى إِيجابي من التحولات، ويجب أن نقيم هذه التطورات الإيجابية ونؤسس عليها في ضوء الإستقرار الأمني المتحقق حتى الآن”.
وزاد، “هناك أجواء إيجابيةٌ في معالجة المشاكل المتراكمة بين الحكومةَ الاتحادية وحكومة إقليمِ كردستان على أساس الدستور ودور ممثلية الأُممِ المتحدة في بغداد مهم على هذا الصعيد”.
وبين صالح، انه “ماتزال خطوات إعمارِ المناطق التي تضررت من الحرب وإعادة النازحين في بداياتها، وهناك دور ومسؤوليةٌ دوليةٌ في هذا الصدد تجسدت بعض ملامحها بمقررات مؤتمر الكويت لاعادة الاعمارِ عام 2018، والذي نسعى الى تفعيلها بمساعدة اشقائنا واصدقائنا”.
وأكمل، ان “النصر العسكري على داعش مهمٍ، لكن يجب ان نعي ان هناك فلولا للتنظيمِ الإرهابي تحاول إِعادة تنظيمِ نفسها، كما أَن التوترات الإقليمية والتنازعات في المنطقة عوامل خطيرة وبيئة تمنح الإرهاب مساحة للعودة”.
وأوضح رئيس الجمهورية، ان “منطقة الشرق الأَوسط تعاني من نزاعات وحروب سنة تلو الأُخرى وعلينا أن نتحد بجدية للخروجِ من حقبة الأَزمات الى مرحلة النهوض”.
وأردف، ان “إستمرار الوضعِ المأساوي في سوريا وتمكن التطرف والإرهاب من إيجاد بيئة حاضنة له يستوجب جهودا فعلية لتمكين السوريين من صنعِ حل سياسي دائمٍ”.
وأكد صالح، “على ضرورة الاسهامِ الجاد في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية حسب المقررات الدولية. مجددين تضامننا مع معاناة الشعب الفلسطيني وحقه المشروعِ في قيامِ دولته المستقلة على أَرضه. والقرار الأَخيرِ بضمِ هضبة الجولان وغور الاردن يمثل إنتهاكا صارخا للقانون الدولي”.
وأشار إلى ان “استمرار الحرب في اليمن مدعاة قلق كبير، في ضوء التداعيات الامنية والانسانية التي تلقي بظلالها على المنطقة، وضرورة دعم اليمنيين للتوصل الى حل سياسي شامل يستعيد السلم في ربوع بلادهم”.
وأضاف، ان “إستهداف أمن الخليج والمملكة العربية السعودية الشقيقة، تطور خطير، ونحن في العراق قلقون من هذا التوتر والتصعيد، فأمننا مرتبطٌ بأمن الخليجِ والمنطقة، والمجتمع الدولي يجب أن يساعد بجدية في تدارك هذا التصعيد”.
وتابع صالح: “كفى بنا حروبا، يقينا لسنا بحاجة الى حرب جديدة في المنطقة وخصوصا ان الحرب الأَخيرة ضد الإرهاب لم تستكمل بصورة قاطعة”.
موقفنا ثابت بضرورة احلال لغة الحوار محل لغة التوتر والتصعيد، لضمان مصالح شعوب منطقتنا، ونعتقد أن مشتركات محاربة الارهاب والتطرف وضرورة التحول الإقتصادي لإيجاد فرص عمل لشبابنا أهم من الإختلافات القائمة”.
وبين، ان “إِستقرارِ العراق مصلحة مشتركة للجميعِ. تغييب العراق أو غيابه كان عنصر توتر وعدم إستقرار لعمومِ المنطقة، والعراق يستعيد عافيته، ونحن مصممون على المضي به الى استقرارٍ دائمٍ”.
وزاد: “كنا لفترات طويلة ساحة صراعٍ للاخرين، دفعنا ودفعت المنطقة اثمانا باهظة لعدمِ الإستقرارِ في العراق. مصلحتنا، بل مصلحة المنطقة، تحتم أن يكون العراق جسرا للتفاهم بين اشقائه وجيرانه”.
وذكر رئيس الجمهورية، “نجدد الدعوة الى بناء منظومة امنية مشتركة في الشرقِ الاوسط، والتأسيس لنظامِ تكامل اقتصادي وتنسيق سياسيٍ لاستئصال الارهاب وضمان الاستقرار”.
وأوضح: “لا نريد لبلدنا أن يكون طرفا في الصراعِ الإقليمي والدولي، ولا ساحة لتصفية الحسابات وقد دفع شعبنا اثمان باهضة للحروب والتنازعات”.
وأكمل، ان “العراق لن يكون جزءا من محور ضد اخر، لانريد حربا جديدة ولا نتمنى ان يعاني اي شعب من ويلات الحروب كما عانينا، ولن يكون العراق منطلقا للإعتداء على اي من دول الجوارِ، ونسعى أن تكون أرضنا ميدان إعمار واستقرار لا تنازع وتوتر”.
وختم صالح بالقول، ان “علاقتنا تتعزز مع عمقنا العربي والخليجي، ونحن مصرون على الإرتقاء بها، وعلاقاتنا مع جوارنا في إيران، والتي نرتبط وإياها بوشائج ثقافية ودينية ومصالح مشتركة ومتشعبة، وكذلك مع جارتنا الشمالية تركيا، والتي نبذل جهودا لدفعِ العلاقات الثنائية معهما الى مزيد من التطور”.