القصف الامريكي للحشد : فشل ترامبي وازدياد شعبية وقوة الحشد من جديد .. وفيق السامرائي يكتب ..
ضربة (K1) كانت محدودة ولا تتطلب ردا كالذي حدث غرب الأنبار لولا وجود نية مسبقة، وكان على الأميركيين تزويد بغداد بالمعلومات والأدلة والصور لو كانت لديهم لتحديد هوية الجهة التي قامت بالضربة.
على أي حال، حققت هجمات ترامب فشلا شنيعا في العراق لأنها:
• أظهرت توحدا عراقيا تجاه التدخل بالقوة،
• وظهور الحشد بصورة أقوى وتخلصه من الدعايات والحرب النفسية والتنظيمية وازدياد شعبيته،
• وزعزعت موقف المصالح الأميركية لتجاهل ترامب سيادة العراق وضربه وحدات مختلفة مسجلة نظاميا في القوات المسلحة العراقية منها لواءان في الحشد ومدفعية وشرطة اتحادية.. كما جرى بيانه من قبل رئيس الوزراء، منفتحة كخط دفاعي/صد على الحدود السورية، بينما يحاول الأميركيون التركيز على أنهم استهدفوا حزب الله العراق،
• وتحوط العراقيين تجاه المستقبل.
• وظهور خلافات واضحة وكبيرة بين رؤيتي الحكومة العراقية والإدارة الأميركية بهذا الجانب من ملف الأمن.
أما النجاح الترامبي المزدوج فكان:
• بإظهاره لدول ثرية جنوب غرب الخليج أنه مستعد للتصعيد العسكري في المنطقة دون مراعاة للموقف الرسمي العراقي،
• وتبين أن الحشد قوة أقوى مما متوقع، لذلك فإن الدول الثرية المعنية بحاجة اليه (إلى ترامب)، وقد حصل حتى الآن على تأييد من دولتين خليجيتين.
وإذا استمرت أميركا على نهجها في العراق فلن يكون بيئة ملائمة لمصالحها، وسيضطر وزير الدفاع الأميركي إلى ترك منصبه إن لم يخفف من اندفاعه واستعداده لاستخدام القوة من دون اضطرار حقيقي.
ومرة بعد أخرى يزداد الحشد قوة ولم يعد وجوده في نظر معظم العراقيين قصة وفاء، بل ضرورة استراتيجية لحماية العراق ومجابهة تدخلات أطراف في جنوب غرب الخليج.