حراك في المحافظات المحررة لخوض الانتخابات بوجوه جديدة
تشهد الساحة السنية في العراق تشكيل تحالفات سياسية جديدة بالتزامن مع انطلاق العدّ التنازلي لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة، في محاولة لتقديم وجوه جديدة غير التي يرى البعض أنها لم تمثل هذا المكون.
ومن المقرر خلال الأيام القليلة المقبلة الإعلان عن تحالف جامع للمحافظات، في تشكيل سياسي جديد “ولد نتيجة التحديات الكبيرة التي تواجه هذه المحافظات”، وفقاً للقيادي في تحالف الأنبار الموحّد، طه عبد الغني.
ويضيف عبدالغني في تصريحات صحفية، أن “تحالف الأنبار الموحّد تشكّل وأُعلن عن ولادته في محافظة الأنبار، وسيكون مُرتكزاً ومحوراً لمشروع وطني جامع في كل المحافظات المحررة”، كاشفاً عن وجود “تنسيق مع زعامات وشخصيات سياسية في المحافظات المحررة بهذا الخصوص”.
ولفت إلى أن “واجبنا الوطني والأخلاقي والاجتماعي تجاه محافظتنا يحتم علينا أن نرفض كل هذه الممارسات، وأن نُعيد محافظاتنا إلى حضن الدولة، وأن تكون مقدّرات المحافظات للشعب وتصب في خدمة أبنائه”.
تحالف الأنبار
بدوره يشير عضو مجلس محافظة نينوى للدورة الرابعة، حسام الدين العبار، إلى أن “الوجوه التي ظهرت في تحالف الأنبار كان لها عمل سياسي وتحالف مع جهات أخرى سابقاً، لكن قد تكون هذه التحالفات تمتلك الصفة والسمة التي تختلف عن الأخرى، كونها نتجت عن تشكيل جديد بعيد عن استملاك القرار السني في إدارة العمل السياسي”.
وعن أسباب التقارب الحالي يوضح العبار، لوكالة شفق نيوز أنه “بسبب وجود هيمنة سياسية سنية على كل مقدرات المكون من المناصب والعمل الإداري والسياسي ظهر هذا التقارب، الذي هو ردة فعل سياسية على استبداد طرف بالمقدرات ورفع المظلومية عن المناطق المحررة التي تعرضت للأذى خلال فترة داعش وما قبلها”.
ولفت إلى أن “محافظة نينوى مقبلة على تحالفات جديدة أيضاً، وقد تكون مرتبطة بالتحالف الجديد أو غير مرتبطة، لكن جزءاً من هذه التحالفات هي لإبعاد تكتل سياسي كان مهيمناً على المحافظات المحررة”.
التفرد بالزعامة
وتشهد محافظة الأنبار صراعاً سياسياً لمحاولة التفرد بزعامة المكون السني، والذي بدأ يظهر جلياً من خلال كشف ملفات فساد، آخرها ملف أراضي منطقة الوفاء.
وفي هذا السياق، يؤكد عضو الميثاق الوطني العراقي، عبد القادر النايل، أن “التحالفات السياسية في المحافظات السنية هي صراع داخلي على المناصب والمكاسب الشخصية على حساب معاناة سكان المحافظات المنكوبة التي تعاني من الاعتقالات والاخفاء القسري والمدن المنزوعة السكان ومخيمات النازحين التي تعاني من أبسط متطلبات الحياة”.
ويضيف النايل، أن “الجماهير السنية تعلم أن هذه التحالفات مجرد تكملة للعملية السياسية، وهم ضعفاء أمام استحقاقات المكون السني والملفات العالقة، وليسوا مؤثرين في المشهد السياسي العام فقط في هذه المحافظات، وهم يستقوون على بعض بأطراف خارجية وإقليمية على بعض”.
أسس “فاشلة“
ويقف السياسي والنائب السابق ومؤسس حزب الأمة العراقي، مثال الآلوسي، على مسافة قريبة مما طرحه عبد القادر النايل، حيث يؤكد أن “لا قيمة لتحالفات جديدة تُبنى على أسس فاشلة قديمة، ولا تعتمد من القيم الديمقراطية والنزاهة طريقاً لها”، مضيفاً “لا قيمة لتحالفات تجمعها وتفرقها التنافس الشخصي في أحضان دول الجوار”.
إزاحة القوى
من جهته ينبّه الباحث في الشأن السياسي من محافظة صلاح الدين، هاني الشمري، إلى أن “هناك تحالفات مبنية على أساس إزاحة بعض القوى السياسية المسيطرة على مشهد المحافظات المحررة”.
ويضيف الشمري “إذا رجعنا خطوتين للخلف، نلاحظ أن تشكيل أي تحالف سياسي بالمرحلة الحالية هو تمهيد لتحالفات سياسية تذهب إلى مجالس المحافظات، وتعمل على بلورة مشروع سياسي يمتد لمجلس النواب”.
ويؤكد أن “أي تحالف سياسي ينبغي أن يراعي مصلحة المواطنين بالدرجة الأساس والقدرة على انتشال واقع هذه المحافظات إلى أفضل من ذي قبل”، لافتاً إلى أن “هذه التحالفات غير قادرة على تحقيق طموحات وتطلعات مواطني تلك المحافظات”.
يذكر أن الأمين العام لحزب “وطن” يزن مشعان الجبوري، أعلن في 11 أيار/ مايو الجاري تشكيل تحالف سياسي جديد يجمع تحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر من دون وجود حزب “تقدم” بزعامة رئيس مجلس النواب الحالي محمد الحلبوسي.