التوجه إلى العراق!
العلاقة مع العراق تمضي قدما رغم معيقات هنا وهناك، ولا يضيرها أصوات معارضة تنطلق بين فترة واخرى لانها ضرورة للبلدين بل هي حاجة اذ لا يمكن نقل الجغرافيا ولا يمكن العبث بالتاريخ.
العلاقة التي وجدت تشابكا اقتصاديا منذ وقت تتعمق وهناك رغبة وارادة بان تزداد رسوخا ليس فقط لان العمق الاستراتيجي للأردن كان دائماً موجوداً، في العراق كما في كل الدول العربية الكبرى، بل لأن هناك ايضا مصالح مشتركة ليس من مصلحة في التضحية بها او تجاوزها.
الثابت هو علاقات استراتيجية راسخة بحكم الجيرة ومن هنا كان الأردن دائما يحرص على علاقات طيبة مع الدول العربية قاطبة ومع دول الجوار خصوصا.
العراق عمق استراتيجي للأردن والعكس صحيح، ولا فكاك من علاقة جيدة متشابكة في المصالح والإستراتيجيات، ومن غير المقبول أن تتأثر ببعض المواقف هنا أو هناك التي ربما لا يرضيها هذا التقارب.
في بغداد اليوم حكومة مؤمنة بهذا التوجه المدعوم سياسيا لتطوير التعاون التجاري والاستثماري وحماية هذا التشابك من أية تأثيرات قد تعرقله.
يتفهم الأردن الوضع العراقي وقد بذل جهودا كبيرة لمساندة هذا البلد في محطات عديدة وما زال.
الأردن والعراق خطيا خطوات جادة وهناك أكثر من قمة رسمت الطريق لتحالف اقتصادي جديد سيكون الأقوى في المنطقة لسبب وهو الإرادة المتوفرة لبناء علاقات اقتصادية متينة.
هذه الخطوات تحتاج إلى مبادرات من القطاع الخاص الأردني والعراقي الذي يجب أن يسبق إيقاع الحكومات لكن تكثيف تواجد الوزراء الأردنيين ونظرائهم في عمان وبغداد، يمهد الطريق.
هناك مشاريع كبرى تشترك فيها الدولتان وقد أطلق العراق مؤخرا خارطة طريق لحقبة مهمة على طريق إعادة الإعمار وتحقيق التنمية وهي فرصة كبيرة للقطاع الخاص.
منح الزخم للمشاريع المشركة مثل أنبوب نفط البصرة العقبة كمنفذ مهم بالنسبة للعراق، فوصول نفطها إلى العقبة يعني دخوله بقوة إلى منطقة البحر المتوسط، والسكك الحديدية والربط الكهربائي ومنطقة صناعية كل هذه المشاريع تدعم قوة التشابك الإقتصادي.
هناك مساع أردنية جادة لإعادة تفعيل الحضور العراقي النشط في الحياة الاقتصادية الأردنية فالعراقيون من متصدري قائمة المستثمرين غير الأردنيين في الشركات التجارية والصناعية وفي العقار.
ليس هناك ما يمكن أن يقلق الأردن، في هذه الاتجاهات بل العكس يتعين أن يكون منفتحا على قطاعات الاعمال فهذه دول ترفض زعزعة أمن الأردن واستقراره بل على العكس هي معنية بحمايته.
الأردن من جانبه غير معني بأي خصومات مع أحد ولم يسجل في تاريخه أنه تدخل في شأن أي من الدول القريبة والبعيدة بل على العكس كان دائما يترفع عن الراغبين بالخصومات وينكأ جراحه بصمت ويمضي قدما حتى لو كانت الطعنة في الخاصرة ومنها.
دور القطاع الخاص مهم جدا في المرحلة المقبلة وعليه أن يتوجه إلى بغداد بكثافة.
بقلم عصام قضماني