منظمة الهجرة: نازحو القائم يعانون أمراضاً نفسية وتأخر دمجهم بالمجتمع
تحدثت منظمة دولية عن أوضاع العوائل النازحة العائدة لمناطق سكناها الأصلية في مدينة القائم غربي العراق، مشيرة الى ان هناك حاجة لدعمهم من الناحية النفسية والمعنوية والمساعدة على إعادة اندماجهم بالمجتمع، مؤكدة أن المدينة بعد تحسن نسبي للأوضاع الأمنية استقبلت مؤخرا عدة دفعات من العوائل كانت في مخيمات نينوى والانبار.
وذكر تقرير لمنظمة الهجرة الدولية ترجمته (المدى)، أن “مدينة القائم الحدودية مع سوريا غربي العراق، التي تبعد 290 كم عن مدينة الرمادي وحوالي 400 كم عن العاصمة بغداد، قد سقطت بيد تنظيم داعش الإرهابي عام 2014 قبل ان يتم تحريرها وطرد المسلحين منها في تشرين الثاني عام 2017”.
وتابع التقرير، أن “أهالي المنطقة عايشوا موجتي نزوح كبرى، الأولى بسبب هجوم تنظيم داعش الارهابي، والاخرى خلال العمليات العسكرية التي أعقبت ذلك لتحرير المدينة”.
وأشار، إلى “اضطرار 85% من سكان القائم الى النزوح لمناطق أخرى مثل منطقة الكيلو 18 وعامرية الفلوجة والى مخيمات نزوح بزيبز”.
وأكد التقرير، أن “فرص التواصل الموجودة حاليا في القائم ما بين المجتمعات المضيفة والعوائل النازحة العائدة هي معقدة وقد تعيق عملية الاندماج لهذه العوائل”.
ودعا، إلى “وضع برامج لدعم العوائل المتضررة في القائم وتحديد احتياجات العوائل والافراد لكلا الطرفين من العوائل المضيفة والعوائل العائدة، وتقديم خدمات رعاية نفسية وصحية للمتضررين”.
ولفت التقرير، إلى أن “العوائل العائدة في القائم تشكل نسبة 60% من تعدادها والعوائل المضيّفة تشكل نسبة 43%”.
ونوه، إلى أن “73% من الجانبين قد عايشوا التهجير سابقا لمرة واحدة على الأقل”، مبيناً أن “أغلبهم قد عاد من مناطق مختلفة نزح اليها في العراق مثل مخيم عامرية الفلوجة والرمادي وراوة والبعاج واربيل والسليمانية ومخيم الجدعة في نينوى”.
وأردف التقرير، أن “قسماً من العوائل العائدة عبرت عن حالات تعرقل عملية اندماجها واستقرارها”.
وقالت امرأة قادمة من أحد المخيمات، بحسب التقرير، إن “هناك من يكتب تعابير تهديد على جدران بيوتنا، نحن لا نشعر بالأمان بسبب الافتقار الى الامن في المنطقة”.
وأضاف التقرير، أن “امرأة أخرى نفت تلقيها التعويضات التي وعدت بها الحكومة الذين دمرت بيوتهم.”
وتحدث، عن “عوامل صعبة أخرى مرت بها العوائل النازحة ساهمت في تدهور حالتهم النفسية”.
وأضاف التقرير، أن “العوامل تشتمل على صعوبة التأقلم وصعوبة الحالة المالية او فقدان افراد من العائلة والافتقار الى فرص عمل ووجود حالات مرضية في العائلة مع انعدام الرعاية الصحية، وشعور بعض العوائل باليأس وانعدام الحيلة خصوصا بالنسبة للعوائل التي تعيلها عناصر نسوية”.
وعبرت احدى النساء من العوائل العائدة، عن “استمرار الحزن بسبب فقداني لولدي، لا اعرف كيف أنسى تلك الأيام الصعبة.”
ونقل التقرير عن احدى ربات العوائل النازحة قولها، “ليس لدي دخل مالي مستقر، وبيتنا مدمر بسب الحرب، المجتمع لا يتقبلنا نحن غير مرحب بنا هنا.”
في حين قالت امرأة أخرى “أرعى شقيقاتي الأربعة، والدي في السجن ووالدتي توفيت وليس لدينا أحد يعتني بنا، انا اتأسف لعودتي الى هنا من المخيم.”
وأشارت امرأة إلى “تعرضنا إلى الإذلال ونحن نتنقل بين مخيم وآخر، وما نزال نسير في المجهول.”
وقال أحد العائدين من العوائل النازحة، إن “الحرب تسببت بمعاناة الكثير من الاضطرابات النفسية وهم يتذكرون الماضي وما مر بهم من تجارب”.
وتابع العائد، أن “قسماً منهم تراوده كوابيس وحالات خوف شديد؛ لأنهم شهدوا امام اعينهم حوادث مروعة خلال الحرب ضد داعش الإرهابي”.
وشدد نازح آخر، على أن “الشباب يعانون من ضغوط نفسية وأداؤهم في المدرسة غير جيد.”
وأكد التقرير، أن “81% من الذين استطلعت آراؤهم من العوائل ذكروا ان الافراد سيسعون للحصول على علاج نفسي وخدمات طبية في حال توفرها او الاحتياج لها لمساعدتهم في مزاولتهم لحياتهم الطبيعية”.
وقالت احدى النازحات، “أود ان استمر بدعم اولادي لحين تحقيق احلامهم وطموحاتهم وان يحصلوا على حقهم بالتعليم.”
وذكرت أخرى “اود ان يشعر الكل انهم بوضع أحسن، وان أتمكن من رؤية أولادي يحققون النجاح وان لا يواجهوا ازمة أخرى كما حصل في السابق.”
ومضى التقرير، إلى أن “المنظمة الدولية توصي بتنفيذ برامج دعم موحدة تشتمل على توفير اسناد للعوائل العائدة والمضيفة لتحسين وضعها المعيشي وان تصبح معتمدة على نفسها اقتصاديا من خلال تطوير مهارات مهنية تستخدم في السوق مثل اعمال حرفية او ميكانيكية، وتوفير دعم للعناصر النسوية التي تعيل عوائل ومنحها فرص عمل حسب الرغبة”.
عن: منظمة الهجرة الدولية