تراجع خدمة الإنترنت في العراق
موجة استياء شعبية من تراجع خدمات الانترنت في عموم البلاد، ولاسيما العاصمة بغداد، في ظل غياب الاجراءات الحكومية لمعالجة الخلل.
وشكا عدد من المواطنين تراجع خدمات الانترنت في البلاد، في ظل صمت الجهات المسؤولة، من دون توضيح أسباب تردي وتراجع الخدمات المقدمة للمواطنين.
ضعف الانترنت والاسباب
وفي (1 كانون الثاني 2023)، حدد المختص في شبكات الانترنت أحمد الشمري، ثلاثة أسباب مباشرة تقف وراء ضعف الانترنت.
واتهم الشمري في حديثه لـ “بغداد اليوم”، جهات واشخاصاً يقفون وراء مشكلة الضعف في شبكات الانترنت.
وقال إن “مشكلة ضعف الانترنت في العراق تسهم في ضخ ملايين الدنانير الى جيوب جهات مسؤولة، وهو أمر مفتعل ومقصود، والهدف منه زيادة الأرباح”، مبينا أنه “هناك ثلاثة أسباب رئيسة تقف وراء المشكلة أبرزها بيع نفس الحزمة لأكثر من شخص من قبل اصحاب الابراج”.
ولفت إلى أن “المعالجة الموضوعية التي يمكن ان تسهم بها وزارة الاتصالات بشكل مباشر هي خفض سعر السعات اولاً، ومراقبة بيعها للمستخدم مع ضمان عدم بيع نفس الحزمة لأكثر من مستخدم”.
وأشار إلى أن “الباقة المجانية التي تعهدت وزارة الاتصالات بطرحها للعوائل لا يمكن ان تغطي الحاجة الفعلية للاستخدامات سواء للاتصال او التصفح ويمكن ان تنتهي خلال 48 ساعة ما يضطر الى شراء حزمة أخرى”.
الاتصالات والاشتراك المدعوم
وفي كانون الثاني الماضي، أعلنت وزيرة الاتصالات هيام الياسري عن إطلاق خدمة الاشتراك المدعوم للإنترنت في عموم العراق، وإمكانية حصول كل مشترك على كامل الحزمة التي يختارها من دون نقص أو ضعف، بواقع 15 ألف دينار (11.5 دولاراً وفق السعر الرسمي) لكلّ 100 غيغا بايت، و30 ألف دينار لكلّ 200 غيغا بايت، و45 ألف دينار لكلّ 300 غيغا.
وأوضحت الوزارة أنه ووفق الإحصائيات فإن نحو 75% من العوائل العراقية تستهلك نحو 300 غيغابايت شهريا وبسرعات متباينة، في حين ستحصل العائلة الواحدة ضمن الاشتراك المدعوم على 300 غيغابايت بسرعة عالية مقابل 45 ألف دينار عراقي (30 دولارا).
فيما شكك خبراء في المجال المعلوماتي من جدية وزارة الاتصالات في تحسين خدمة الإنترنت في العراق بعد إعلانها عن خدمة الاشتراك المدعوم، وأكدوا على هذه الخطوة غير كافية في ظل مشكلات متراكمة تكتنف قطاع خدمات الإنترنت في العراق ولا سيما على صعيد ارتفاع أسعارها التي تثقل كاهل المستخدمين.
أمرٌ مفتعل ومقصود
ويجمع مختصون على إن مشكلة ضعف الانترنت في العراق أمر مفتعل ومقصود، والهدف منه زيادة أرباح العديد من الشخصيات والجهات المتنفذة، حيث أنها تسهم في ضخ الملايين إلى جيوبهم، مشيرين إلى أن قيام أصحاب الأبراج ببيع نفس الحزمة لأكثر من شخص، الأمر الذي أدى الى ضعف جودة الانترنيت في العراق.
ولكن وزارة الاتصالات تعزو ضعف شبكة الإنترنت إلى عدة عوامل منها الفساد المستشري، وضعف الشركات المجهزة للخدمة، وغياب رؤية الوزارة خلال السنوات الماضية، نتيجة القرارات السياسية والمصالح الحزبية.
ويشير تقرير سابق لمجلة (كاباسيتي ميديا) المعنية بالشؤون التقنية الى “حجم الفوضى في قطاع الاتصالات في العراق وإمكانية إفلات المسؤولين عن رداءة الخدمات من العقاب”.