تحرك احتجاجي في العراق ضد تراجع الدينار مقابل الدولار
نظم عشرات الأشخاص تحركاً احتجاجياً أمام البنك المركزي العراقي في بغداد أمس الأربعاء، ودعا مُلاك البنوك إلى تحرك رسمي من الجهات الحكومية لوقف الارتفاع الحاد في سعر صرف الدولار، الذي أعقب إدراج الولايات المتحدة 14 مصرفاً عراقياً على القائمة السوداء.
قفز سعر السوق للدولار خلال اليومين الماضيين من 1470 ديناراً إلى نحو 1570 ديناراً. وجاءت هذه القفزة بعدما حظرت الولايات المتحدة 14 مصرفاً عراقياً من إجراء معاملات بالدولار الأميركي، للاشتباه في استخدامها لغسل الأموال وتحويل تمويلات إلى إيران.
فُرض الحظر من قبل وزارة الخزانة الأميركية وبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” أول من نشرت خبر الحظر في 19 يوليو الجاري.
“عواقب وخيمة” على الاقتصاد العراقي
قال حيدر الشماع، مالك بنك خاص في بغداد، على هامش مؤتمر صحفي الأربعاء: “إدراج ما يقرب من ثلث البنوك الخاصة في قائمة الممنوعين من التعامل بالدولار الأميركي ستكون له عواقب وخيمة من عدة زوايا”، داعياً “الإخوة في الحكومة العراقية إلى العمل لدرء الضرر الذي لحق بنا تحديداً، وبالمصارف العراقية عموماً”.
أصدرت البنوك الـ14 التي تعرضت للحظر بياناً مشتركاً حثت فيه الحكومة العراقية على التدخل لحل الأزمة، وحذرت من أن منع ثلث البنوك العراقية الخاصة من التداول بالدولار لن يؤثر على سعر العملة الخضراء فحسب، بل سيعيق أيضاً الاستثمار الأجنبي في البلاد.
المتظاهرون الذين خرجوا في مسيرة من تنظيم جماعة تطلق على نفسها اسم “ثوار تشرين” مرتبطة بحركة بدأت احتجاجات حاشدة في العراق عام 2021، طالبوا الحكومة أيضاً باتخاذ إجراءات لوقف التضخم.
المركزي يقدم الدولار للمعاملات المشروعة
قال محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق أمس الأربعاء، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، إن البنك المركزي يواصل تقديم الدولار بالسعر الرسمي البالغ 1320 ديناراً للدولار “لجميع المعاملات المشروعة” بما في ذلك “التحويلات والاعتمادات لمختلف الواردات”.
وأضاف أن الارتفاع الحالي بسعر الدولار في السوق سببه “امتناع بعض التجار” الذين “لا يمارسون أنشطة وعمليات مشروعة” عن استخدام المنصة الإلكترونية الرسمية المستخدمة لطلبات العملة.
التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع العلاق الأحد الماضي، وبحثا اتخاذ إجراءات من شأنها تثبيت سعر الدينار أمام الدولار.
جدير بالذكر أن قيمة الدينار شهدت انخفاضاً مماثلاً في وقت سابق من هذا العام، بعد الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة أواخر العام الماضي للقضاء على غسيل الأموال، والتصدي لتحويل الدولارات إلى إيران وسوريا من العراق، مما قيّد بشدة وصول العراق إلى العملة الصعبة.