تجمعات عراقية لا تعرف الانتخاب ولا يجرؤ مرشح للاقتراب منهم
في منطقة زراعية بالجزء الجنوبي الغربي من مدينة بعقوبة، تنتشر عشرات البيوت المتواضعة وبعضها من الصفيح، تعود لما تبقى من طائفة الغجر التي تعرضت الى عمليات استهداف بعد عامي 2003 و2006، لتجمع شتاتها وسط ما تبقى من غابة بعقوبة وتعيش وسط حالة من انعدام ابسط مقومات الحياة منذ سنوات طويلة.
ام زهرة وهي غجرية خمسينية تقول : “نحن مسالمون ونخشى كل شيء لذا لم اشارك في اية انتخابات ولن اشارك”، تضيفة متسائلة: “من يقبل ان يأخذ صوت غجرية؟”.
واضافت، انها “لم تسمع بأن هناك غجراُ شاركوا في الانتخابات ولا اعرف بالاساس من هم اصحاب القرار”، لافتة الى ان “اغلب الغجريات يمتهن التسول في شوارع بعقوبة لسد رمق جوع اطفالهن”.
اما مصباح وهو غجري عمره تجاوز 60 سنة اشار الى انه “حتى المساعدات الانسانية تمر بمرحلة تقييم، اي نادراً ما ترسل لنا رغم اننا تحت خط الفقر بالف مرة ولكن البعض يخشى ان يقال عنه بأنه ساعد الغجر ويتعرض الى احراج امام الرأي العام لان هناك مفاهيم مغلوطة بحقنا”.
واضاف، ان “السياسة محرمة بالنسبة لنا لانها وجع راس ولانريد ان ندخل في متاهات نحن في غنى عنها نريد العيش بسلام لما تبقى من حياتنا”.
احمد صبري سياسي اشار الى ان “عدد الغجر قليل جدا وبعضهم لايمتلك هويات لذلك فهم ليسو ارقاما تغري اي مرشح بالانفتاح عليهم لذا لم تكن هناك موجبات ملحة لجذبهم للانتخابات”.
وبينت، ان “الغجر في وضعهم المعيشي الصعب وخوفهم من عالم السياسة ربما دفعهم للانكفاء وعدم خوض اي منهم في الاغلب تجربة التصويت”، مؤكدا بأنه “لم يسمع بأن هناك غجريا صوت لمرشح في كل الدورات”.
واشار الى ان “التسول هي المهنة الاشهر لغجر ديالى لسد جوعهم”، لافتا الى انه “لايوجد اي مرشح قادر على ان يروج نفسه في قرية الغجر لانه سيكون في موقف لايحسد عليه لاسباب كثيرة”.
والغجر هم مجموعة سكانية عراقية تنتمي إلى مجموعة الشعوب الغجرية التي تعود جذورها إلى شبه الجزيرة الهندية ودلتا السند، ويشكل الغجر العراقيون أقلية عرقية في العراق، واستناداً لبعض المصادر كان عددهم في 2005 يلامس الـ50 ألف نسمة، ويسكنون في قرى، وتجمعات بشرية عادة ما تكون منعزلة على أطراف المدن والبلدات.