النمسا تعيد فتح سفارتها في بغداد
أعلن وزير خارجية النمسا ألكساندر تشالنبيرغ، الثلاثاء، أن حكومة بلاده قررت إعادة فتح سفارتها في العاصمة بغداد، إضافة إلى إبرام اتفاقية تتعلق بالأمن الداخلي بين البلدين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن العراق يؤدي دورا مهما في استقرار المنطقة.
وقال الوزير، الذي زار بغداد أمس، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره العراقي فؤاد حسين، إن زيارته «ليست اعتيادية، وإنما تتعلق بإعادة فتح السفارة النمساوية في العراق» معتبرا أن «التوافق والتعاون المشترك بين البلدين في المسار الصحيح».
ووفق الدبلوماسي النمساوي فإن «العراق يؤدي دورا مهما في استقرار المنطقة، وحينما يتعرض هذا البلد إلى عدم الاستقرار سنشعر نحن بالنمسا في ذلك أيضا» مؤكدا بالقول: «نحن هنا من أجل أن تساهم النمسا في ترسيخ استقرار العراق».
في حين قال حسين، إن العراق ليس في حاجة إلى قوات أجنبية قتالية على أراضيه، مبينا أن السويد قررت إرسال عشرة عناصر إلى العراق للإسهام في تقديم الاستشارة والتدريب للقوات العراقية.
وبين خلال المؤتمر، أن «الحكومة العراقية تتعامل مع القوات الأجنبية المتواجدة على أراضي البلد في إطار الاستشارة والتدريب مع أي طرف أجنبي لمكافحة الإرهاب والجريمة والمخدرات».
وأضاف: «لدينا قوات كافية ولا نحتاج لأي قوات أجنبية قتالية». وأكد أن «العراق يرحب بالشركات النمساوية» مشيرا إلى «وجود حركة إعمار في العراق».
وزاد: «تطرقنا إلى ملف الجالية العراقية في النمسا والبالغ عددهم 30 ألفا، وأيضا المشاورات السياسية» مبينا أن «علاقاتنا مستمرة، وبحثنا عودة الخطوط الجوية النمساوية إلى بغداد».
شالنبيرغ التقى كذلك، رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني حيث جرى، حسب بيان لمكتب الأخير، «استعراض العلاقات العراقية النمساوية، وسبل الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي في مجالات عدة».
ورحب السوداني بإعادة افتتاح السفارة النمساوية في بغداد، وزيارة الوفد التي شهدت «توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الأمن والنقل والتعاون الاقتصادي» مؤكدا أن «الحكومة لديها رؤية في مختلف القطاعات والملفات الاستراتيجية، وترحب بمساهمة الشركات من الدول الصديقة في تنمية هذه الرؤية وتطويرها».
في حين، نقل شالنبيرغ، تحيات المستشار النمساوي ودعوته السوداني إلى «زيارة النمسا من أجل البحث في المزيد من فرص الشراكة الثنائية، وعبر عن الرغبة في التواجد بالعراق وتعميق وتعزيز العلاقة وتطوير الشراكة بين البلدين على مختلف الصعد، واستعداد بلاده للتعاون مع العراق في مجالات الصحة والتعليم والاتصالات وتشييد البنى التحتية، وشبكات تكنولوجيا المعلومات».
كما شهد اللقاء استعراض رجال الأعمال وممثلي الشركات أهم ملفات العمل والقدرات والخبرات التي تمتلكها شركاتهم وتجاربها السابقة في مجالات اقتصادية وتكنولوجية عدة، وفق البيان.
لقاءات تشالنبيرغ شملت أيضا رئيس الجمهورية، عبد اللطيف جمال رشيد، الذي رحب بـ«افتتاح السفارة النمساوية في العراق» مؤكدا أن هذه الخطوة «تصب في تحسين العلاقات، وتسهم في تعزيز التعاون البناء في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين والشعبين» وفق بيان لمكتبه.
وتحدث رشيد عن الأوضاع العامة في البلاد، حيث أشار إلى أن «العراق يشهد استقرارا أمنيا، وتعمل الحكومة على ترسيخه وتنفيذ البرنامج الوزاري الذي يركز على البناء والإعمار وتوفير الخدمات للمواطنين، إلى جانب توفير الأجواء المناسبة لرجال الأعمال من أجل تشجيع الاستثمار، ودعم القطاع الخاص للنهوض بالبنية التحتية والارتقاء بالمستوى المعيشي والخدمي».
وتطرق إلى «علاقات العراق مع دول الجوار والعالم ودوره المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز التفاهم بين دول المنطقة» مشيدا بـ«الجهود التي بذلت من أجل عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الإيرانية».
وأكد أن «العراق يؤكد على إقامة علاقات جيدة مع المجتمع الدولي، وضرورة التعاون والتنسيق في القضايا ذات الأولوية، سيما مكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والتجاري والعمل المشترك من أجل مواجهة آثار التغير المناخي وحماية البيئة».
أما وزير الخارجية النمساوي فأعرب عن «سعادته لزيارة بغداد ولقاء رئيس الجمهورية» مشيرا إلى «دعم بلاده لاستقرار العراق وأمن مواطنيه».
وأضاف أنه يزور العراق لأول مرة مع وفد من رجال الأعمال الذين أطلعوا على التطورات الإيجابية خاصة في مجال تعزيز الأمن والاستقرار.
وأشار إلى أهمية «التنسيق في مجالات التغيرات المناخية» مؤكدا رغبة بلاده في «التعاون في مجال إدارة المياه والاستفادة من الخبرات والمعالجات التي طبقت على نهر الدانوب لمواجهة أزمة المياه».