صحيفة أمريكية: بكين أكبر تهديد لواشنطن
حذر تحليل أمريكي من تجاهل الرئيس جو بايدن في خطابه الأخير التهديد الذي تشكله الصين على الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن بكين تهدد واشنطن أكثر من روسيا وإيران.
وأكد تحليل لخطاب بايدن الأخير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن تهديد الصين لتايوان يحمل مضامين مختلفة بالنسبة للقوة الأمريكية مقارنة بالتهديد الروسي لأوكرانيا أو تصرفات حماس في إسرائيل.
وكان بايدن أكد في خطابه الأخير الحاجة إلى احتواء التهديدات من روسيا وإيران دون ذكر الصين.
وأضافت الصحيفة: في حين أنه من الممكن اعتبار الصين وإيران وروسيا بمثابة تحالف واحد يتحدى القوة الأمريكية، إلا أن الصين تبرز كنظير قوي للولايات المتحدة؛ بسبب براعتها التكنولوجية، وقدراتها الصناعية، وانتشارها العالمي.
وقالت الصحيفة إن أمريكا تلتزم ضمنيًّا بالدفاع عن تايوان، وهو ما يشكل دومًا الأساس لنظام التحالف الأوسع في شرق آسيا. لذلك، فإن المخاوف من أن تحاول الصين غزو تايوان في المستقبل القريب، قد تؤدي إلى تورط واشنطن في حرب ذات نتائج غير مؤكدة.
ويحذر الخبراء من أن خسارة الحرب بسبب تايوان ستكون أكثر أهمية من الصراعات السابقة بعد أحداث الـ11 من سبتمبر/أيلول؛ ما يؤثر على جدوى أنظمة التحالف الأمريكية، والاستقرار الإقليمي، والتجارة العالمية. بالتالي، فإن ترسيخ الهيمنة العسكرية الصينية في شرق آسيا يمكن أن يكون حدثًا جيوسياسيًّا مزلزلًا.
وما يجعل هذا الوضع أكثر إثارة للقلق هو التداعيات المحلية المحتملة.
ففي حين خسرت الولايات المتحدة حروبها في فيتنام وأفغانستان، فإن خسارة حرب مباشرة مع قوة عظمى ومنافس أيديولوجي يمكن أن تؤدي إلى تسريع الأزمات الداخلية.
ولا يمكن التقليل من تأثير هذه الهزيمة على الانقسامات السياسية، وخيبة الأمل في الديمقراطية، والاستقرار الوطني.
وختمت الصحيفة بالتأكيد أن على الولايات المتحدة إعطاء الأولوية لتجنب وقوع كارثة في شرق آسيا حتى مع الأزمات العالمية الأخرى، مبينة أن التحول الإستراتيجي نحو التركيز على النفوذ الصيني المتصاعد ليس مدفوعًا بالخوف وحده، بل بالدراسة المتأنية للتهديدات التي يفرضها هذا النفوذ.
