صحيفة سعودية: الحلبوسي لن يعود للبرلمان نهائياً وحزبه تقبل موضوع استبعاده
خلص تقرير لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، اليوم الجمعة، إلى أن رئيس البرلمان المقال محمد الحلبوسي سيعمل على إنشاء إطار سني موازٍ لنظيره الشيعي بعدما تقبّل قرار المحكمة الاتحادية بإنهاء عضويته.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن “حزب تقدم تقبل إبعاد رئيسه الحلبوسي من رئاسة البرلمان بعد مشاورات مكثفة استمرت حتى وقت متأخر من ليلة الخميس”، مضيفةً “يبدو أن الرسائل التي وصلت إلى الحزب حتى من أطراف إقليمية أفادت بأن صحيفة الحلبوسي في البرلمان طويت بشكل نهائي ولا فائدة من خوض معركة قضائية أو سياسية مع الأطراف المعنية”.
وأضافت أن “التفكير الآن سيكون منصباً على المرحلة المقبلة حتى من قبل الحلبوسي نفسه”، مشيرةً إلى أن نواب حزب تقدم يعتقدون أن قرار المحكمة الاتحادية “على صلة بجنبة سياسية، وأن محاولات الإطاحة بالحلبوسي تمتد إلى عام، منذ تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، لكن “استحقاقات سياسية عاصفة أجلت اتخاذ القرار”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “استراتيجية الحزب، الذي يعد القوة السياسية الكبرى في المناطق المحررة من تنظيم داعش، تغيرت خلال الساعات الماضية، وانتقلت من محاولة الطعن في القرار والتشكيك في أصوله الدستورية، إلى التهدئة وإعادة ترتيب الأوراق، وفقاً لسياسيين حضر لقاءين مع الحلبوسي يوم الخميس”.
وتابعت الشرق الأوسط أن “الرئيس المبعد وفريقه يشعرون أن توقيت القرار سياسي بامتياز يهدف إلى التخلص من منافس قوي في الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة”، مبينةً أن “كثيرين ينظرون إلى الحلبوسي بوصفه السياسي الذي استطاع، في وقت مبكر من حياته السياسية، جمع شتات المدن المحررة بعد سنوات من المعارك والعنف، لكن شركاءه السنة يتهمونه بالتفرد بالقرار السياسي، وقد وافقهم في ذلك الإطار التنسيقي الذي لم يتعامل سابقاً مع حزب سني متماسك بزعامة جامحة، مثلما كان يقدم الحلبوسي نفسه”.
وقالت إنه “حتى مع أجواء التهدئة التي يحاول الجميع فرضها على أزمة قرار المحكمة، فإن الحلبوسي سيحاول الاستفادة من التداعيات عبر إعادة تقوية الجبهة السنية، عبر تشكيل تحالف موازٍ للإطار التنسيقي”.
ونقلت عن مصادر وصفتها بـ”الموثوقة” القول إن “الحلبوسي سيجري مفاوضات مكثفة خلال الأيام المقبلة مع قادة أحزاب من المدن المحررة لاكتشاف فرصة توسيع التحالف السني”.
ونقلت عن سياسيين مقربين من الحلبوسي، إن “الفترة المقبلة ستشهد تحولات كبيرة في الخريطة السياسية (…) المباراة لم تبدأ بعد”.
وقالت الشرق الأوسط: “رغم الثقة التي يظهرها هؤلاء بشأن تداعيات قرار المحكمة، فإن ما يجري تداوله الآن في الأروقة ويسرب إلى وسائل الإعلام هو رسائل سياسية أكثر من أن تكون معلومات، لكن ذلك لن يكون سهلاً في ظل خلافات داخلية”.
وأشارت إلى “محاولة أحزاب مثل العزم بزعامة مثنى السامرائي، وحزب الحل بزعامة جمال الكربولي، وجزء من تحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر، تجاوز مرحلة الحلبوسي والاستفادة من منصب رئيس البرلمان، الذي سيتصاعد أهميته قبل نحو شهر من الانتخابات المحلية”.
وتابعت أن “هذه القوى تدفع منذ يومين لتقديم مرشحين بدلاء للحلبوسي، ويجرون مشاورات أولية مع القوى الشيعية لدعم ترشيحهم، بعضهم لديهم خصومة مع الحلبوسي”.