الخزعلي: أمريكا لا تهتم بالدم العراقي
قال الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، في مقابلة تلفزيونية مطولة حول القصف الأخير لمقرات الحشد الشعبي، إن الأمريكان يقصفون “قواعد فارغة” حين يقومون بالرد على هجوم من عناصر إيرانية أو “موآلية لإيران”، لأنهم “يحتاطون للدم الإيراني”، بينما “لا يحتاطون للدماء العراقية”، داعياً إلى تلقينهم درساً في هذا الإطار.
وأضاف الخزعلي إن العراق لم يطلب من واشنطن عام 2014، سوى دعم جوي واستخباري، لكن أمريكا استغلت ذلك وأنشأت قواعد على الأرض، مرجحاً ان “إحدى الحكومات العراقية” منحت القوات الاجنبية حصانة، وذلك ما يجب “ان يكشف” لأن هذا الوضع الخاص يمنح للدبلوماسيين فقط.
وأوضح أن التواجد العسكري الأمريكي في العراق مخالف للدستور العراقي، وهناك تلاعب بالألفاظ ما بين الطلب العراقي الذي قدم عام 2014 إلى مجلس الأمن الدولي من أجل أن يقوم التحالف بمساعدة العراق بتوجيه ضربات جوية تأتي من خارج البلاد، إضافة للمعونة الاستخبارية، لكن ما حصل بعد ذلك هو إقامة قواعد عسكرية وهذا شيء آخر، فالطلب العراقي لم يتضمن ذلك وهذا الشيء مخالف للدستور.
ولفت إلى أن الدستور لا يوافق على وجود قوات اجنبية قتالية إلا بموافقة البرلمان، وليس من حق الحكومة الموافقة على ذلك، واذا كانت هناك حكومة قد أعطت موافقة فهذا يعني أنها قد خالفت صلاحياتها وتحاسب، وأعتقد أن الحكومة لم تعط هذه الموافقة، وإنما الوجود الأميركي استغل الوضع بشكل تدريجي واستطاع أن يفرض نفسه على العراقيين.
وتابع طأستطيع أن أقول إن كل ما كنا نقوله حول أن القوات الموجودة في القواعد ليست قوات استشارية، قد ثبت بالدليل العملي، حيث تقوم بقصف مقرات تابعة للحشد الشعبي وهو هيئة تابعة للقوات المسلحة العراقية تقوم بواجبها، والقوات التي تعرضت للقصف لم تكن في وضع هجوم بل الدفاع عن كل أبناء الشعب العراقي في منطقة خطرة معروفة بتسلل الارهابيين”.
وأشار الخزعلي إلى أن “هذه دماء أبنائنا، وهم شهداء عراقيون كانوا يقومون بواجبهم في الدفاع عن الشعب والأرض العراقية، وهذه الدماء وطنية وبريئة ولن تذهب هداراً وسيكون نتيجتها إخراج الوجود الأمريكي من الأرض العراقية، وهذه الدماء هي امتداد للحاج قاسم والحاج أبو مهدي، وهذه الدماء تكشف استمرار الإدارة الامريكية في انتهاكها للقانون العراقي واستخفافها بالدماء العراقية، أياً كان الحزب الحاكم جمهوريا أم ديمقراطياً”.
وشدد على أن القوات الاستشارية لا تقوم بضربات جوية، وأيضاً ما حصل دليل واضح على أن هذه القوات تنتهك القانون العراقي، لذلك يجب أن يكون للبرلمان موقف، فالقوات الأميركية التي قامت بالاعتداء على القوات العراقية، لا تمتلك الحصانة ويجب أن تحاسب وفق القانون العراقي.
وختم قوله “اعتقد أن إحدى الحكومات السابقة أعطت حصانة، وهذا ما يجب كشفه إن ثبت فعلياً هذا الموضوع، لذلك يجب أن ترفع هذه الحصانة إن وجدت، ويجب أن تعرف القوات الأميركية، أن قواتها الموجودة الآن محكومة بالقانون العراقي، وأن لا حصانة لها، فالحصانة تعطى للجهات الدبلوماسية”.