كيف يدير السنوار “معركة الأعصاب” مع إسرائيل؟

كيف يدير السنوار “معركة الأعصاب” مع إسرائيل؟

يتصدّر قائد حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار صدارة المشهد بالقطاع، ويعتبره متابعون الرجل المطّلع على النفسية الإسرائيلية، والذي تمكّن من كسب “معركة الأعصاب” مع تل أبيب، وجرّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى القبول بصفقة تبادل الأسرى.

وتفاوض يحيى السنوار على كل نقطة من اتفاقية الهدنة، بدءًا من إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وحتى إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، ساعيًا إلى تعزيز مصلحته، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه منذ دخول “الهدنة” حيز التنفيذ يوم الجمعة 24 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تبدو مقاليد اللعبة في يده، ويبدو مستعدا للتصعيد إذا رأى أن إسرائيل انتهكت شروط التفاوض.

وكان يحيى السنوار قد سُجن في السجون الإسرائيلية وتم إطلاق سراحه العام 2011 في إطار صفقة لتبادل الأسرى المعروفة بـ “صفقة شاليط” الجندي الإسرائيلي الذي اعتقلته “حماس” العام 2006 وبادلته بـ 1027 أسيرا فلسطينيا.

وفي السجن تعلم العبرية وقرأ كثيرا، ويتمتع الرجل بشخصية كاريزمية وسلطوية، وقد أثبت نفسه كجهة اتصال لسلطات السجون مع سجناء “حماس”.

ولد العام 1962 في مخيم اللاجئين بخان يونس جنوب القطاع، وانضم إلى حركة “حماس” عندما أسسها الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين العام 1987.

وأقنع مؤسسها أحمد ياسين، الذي كان مقربًا منه، بتأسيس جهاز أمني، “المجد”، لتعقب الجواسيس الذين يعملون لحساب إسرائيل.

واعتبرت “لوموند” أنّ السنوار الذي تم تقديمه في إسرائيل على أنه “رجل ميت” تم القضاء عليه منذ 2017 لم يثبت أنه حيّ فحسب بل كسب انتصارا سياسيا، وحوّل “حرب الأعصاب” لصالحه، بفضل اطلاعه الجيّد على النفسية الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن مستشار سابق لرؤساء جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية قوله، إنّ “شخصا مثل السنوار يفك رموز الإسرائيليين بشكل جيد للغاية”.

وقال المستشار: “لقد فهم قادة “حماس” بشكل أساسي تمامًا الانقسامات في البلاد، وبالتالي ضعفها، ولكنهم أيضًا يفهمون حقيقة أنه لمحاربة جيش أقوى بكثير من حيث الوسائل والرجال، من الضروري اللجوء إلى أسلحة مختلفة، مثل الرهائن”.

وأضاف أن “اللعبة” المتعلقة بالرهائن مهمة للغاية، حيث يكرّس السنوار حركة “حماس” باعتبارها الجهة التي تحرر السجناء الفلسطينيين، لقد وعدت بذلك، وهي تفعل ذلك، وفرضت فكرة أن 7 أكتوبر كان انتصارا لها، وكل عملية إطلاق سراح للرهائن هي بمثابة تذكير بهذا النصر في نظر الرأي العام الفلسطيني.”

ويدرك يحيى السنوار أكثر من أي شخص آخر الأهمية الرمزية والإستراتيجية لسلاح الرهائن، ويعلم جيدا أن هذا النوع من المساومة يمكن أن ينجح.

ووفق تقرير الصحيفة، فإنه باستخدام هذا السلاح مرة أخرى، خلال 7 أكتوبر/تشرين الأول، خطط مع رئيس الجناح المسلح لحركة “حماس” محمد ضيف، لعملية واسعة النطاق تهدف إلى تحرير آلاف الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، إلا أن اتفاق اليوم يحدد عدد السجناء الذين يمكن إطلاق سراحهم بثلاثة مقابل كل أسير إسرائيلي.

تابعونا عبر تليغرام
Ad 6
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com