النزاهة: العراق خطا خطوات جدية كبيرة وغير مسبوقة في مجال مكافحة الفساد
أكدت هيئة النزاهة الاتحادية، اليوم السبت (9 كانون الأول 2023)، أن مكافحة الفساد تحتاج متطلبات تشريعيَّة وتنفيذيَّة ودبلوماسيّة، فيما دعت المُنظَّمات الدوليَّةَ المعنيَّةَ بقياسِ مُدركاتِ الفسادِ إلى إنصافِ العراقِ واستقاءِ البياناتِ والأرقامِ الدقيقةِ من مصادرَ موثوقةٍ حياديَّةٍ.
وقالت الهيئة في بيان بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد وتلقته “جدار بغداد”: “نشاركُ دولَ العالمِ وشعوبَها في الاحتفاءِ باليومِ العالميّ لمُكافحةِ الفسادِ الذي يُوافقُ التاسع من كانون الأول من كلِّ عامٍ”، محذرة “من خطرِ هذهِ الآفةِ على مُؤسَّساتِ الدولةِ وعلى الخدماتِ المُقدَّمةِ للمُواطنينِ، وبل على بنيةِ المُجتمعِ وقيمِهِ، فهذهِ الآفةُ تشبهُ الغدَّةَ السرطانيَّةَ تضربُ عضواً ومنه تتسرَّب إلى بقيَّةِ أعضاءِ الجسمِ الأخرى“.
وأكدت أنَّ” مُكافحةَ هذهِ الآفةِ تحتاجُ متطلباتٍ عدَّة، منها ذو جنبةٍ تشريعيَّةٍ، ومنها إجرءاتٌ تنفيذيَّةٌ، وأخرى ذاتُ طابعٍ دبلوماسيٍّ، فضلاً عن زخمٍ إعلاميٍّ ومُجتمعيٍّ تشاركُ فيك الفعاليَّاتُ المُجتمــعيَّةُ والمُؤسَّساتُ الدينيَّةُ، كلٌّ من موقعِهِ واختصاصِهِ والقئات التي يستهدفُها“.
ونوهت بأنَّ “جمهوريَّة العراقِ قد خطت خطواتٍ جديَّةً كبيرةً وغيرَ مسبوقةٍ في مجالِ مكافحةِ الفسادِ، ولا تكادُ تسبقُنا دولةٌ في هذا المجالِ الذي شهد لنا به الواقعُ والبياناتُ والأرقامُ، لا سيما بعد الانسجامِ الواضحِ والبيّن بينَ السلطاتِ الثلاثِ والأجهزةِ الرقابيَّةِ، وجعل مُكافحةِ الفسادِ من أولى أولويَّاتِ البرامجِ الحكوميَّةِ والسياساتِ العامَّةِ للدولةِ“.
ودعت “المُنظَّماتِ الدوليَّةَ وتلك المعنيَّةَ بقياسِ مُدركاتِ الفسادِ إلى إنصافِ العراقِ واستقاءِ البياناتِ والأرقامِ الدقيقةِ من مصادرَ موثوقةٍ حياديَّةٍ؛ لتُبيّنَ أنَّنا قفزنا بمُستوى الأداءِ الرقابيِّ إلى أضعافٍ مُضاعفةٍ، سواءٌ على مُستوى البلاغاتِ والإخباراتِ أو القضايا الجزائيَّةِ وعمليَّاتِ الضبطِ، فضلاً عن الجانبِ الوقائيِّ ونشرِ الشفافيةِ ومُلاحقةِ الذممِ الماليَّةِ لكبارِ المسؤولين والتأكُّد من حصولِ تضخُّمٍ فيها من عدمِهِ، وقد نجحنا في ذلك نجاحاً باهراً بعدَ إطلاقِ حملتِنا الكبرى حملة (من أينَ لك هذا)، وذلك يجعلُ العراق مُؤهَّلاً لصعودِ مراتبَ في تقارير تلك المُنظَّماتِ“.
وأضافت “إننا إذ نحتفي باليومِ العالميِّ لمُكافحةِ الفسادِ، والإشادةِ بتضحياتِ جنودِ هذهِ المعركةِ والـحربِ الضروسِ التي تحمل لواءَها هـيئةُ النزاهةِ الاتحاديَّةِ، فإنَّنا في الوقتِ نفسِهِ نستذكرُ تضحياتِ أبطالِ قواتِنا المُسلَّحةِ بجميعِ صنوفِهِم في لهواتِ الوغى وميادينِ الهيجاءِ، لا سيما أبطال ملحمةِ الفتوى المباركةِ التي أذلَّت داعش وألحقت به الهزيمةَ النكراءَ، إذ يتزامنُ يومُ النصرِ معَ احتفائنا باليومِ العالميِّ لمُكافحةِ الفسادِ، ولا يفصلُهما إلا يومٌ واحدٌ“.