تقرير: إيران تقترب من تحقيق النجاح النووي في خضم حرب غزة
كشف تقرير لموقع “mydroll” الغربي، الأحد، أن إيران تقترب من تحقيق النجاح النووي في خضم الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني التي بدأت شرارتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأشار التقرير الذي ترجمته وكالة أنباء “آخر الأخبار”، إن هذه الحرب حولت انتباه العالم بعيداً عن الكيفية التي تسير بها إيران بهدوء، ولكن بسرعة، نحو الاختراق النووي.
وفي فبراير/شباط، اعترف كولن كال، المسؤول الكبير في إدارة بايدن، ووكيل وزير الدفاع للسياسة آنذاك، بأن إيران يمكن أن تقوم قريباً بتجميع جهاز نووي خام في غضون أيام.
وبحسب التقرير إنه “من الواضح أن الولايات المتحدة وحلفائها يركزون الآن على الأزمات الإقليمية العاجلة والفورية، وعلى وجه التحديد العملية العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي للقضاء على حماس في غزة والتعامل مع التهديد المتزايد باستمرار الذي تمثله جماعة حزب الله المسلحة في لبنان، ولكن إيران النووية تظل تشكل التهديد الأمني الإقليمي الأشد خطورة الذي يواجه إسرائيل، والشرق الأوسط، والولايات المتحدة، ولم يفت الأوان بعد لوقف سعي إيران إلى امتلاك سلاح نووي”.
وأضاف التقرير “لقد تغيرت الخلفية الدبلوماسية إلى حد كبير بالفعل بالنسبة لطموحات إيران النووية، وفي الأسابيع والأشهر التي سبقت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت إسرائيل والمملكة العربية السعودية على وشك استكمال اتفاق التطبيع، وبناء اتفاقيات إبراهيم، التي صممها في الأصل مهندسها جاريد كوشنر”.
وبحسب التقرير “ما زلنا واثقين من أن المملكة العربية السعودية سوف تعترف في نهاية المطاف بوجود إسرائيل، ولكن ليس الآن. وتهدد مشاهد المقاتلين الإسرائيليين وهم يسيرون عبر غزة، والتي يتم بثها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بتأجيج الكراهية الموجودة مسبقًا لإسرائيل، مما يجعل التطبيع غير مقبول سياسيًا في هذا الوقت، حتى بالنسبة لممالك الخليج التي لا تدين بالفضل لجمهور الناخبين”.
ورأى التقرير أن عملية طوفان الأقصى تمكنت من جعل “اتفاقيات إبراهيم” الضحية الجيوسياسية الكبرى، منوهاً “تعتقد إيران أن الغرب أصبح الآن أكثر تشتيتاً وربما أكثر ردعاً عن مواجهة إيران بشأن برنامجها النووي، مع اقتراب الأسلحة النووية الكاملة من تحقيق الثمار”.
وتابع “إن الخطوات التي قطعتها إيران في برنامجها النووي خلال السنوات القليلة الماضية كانت تحت الرادار. واليوم، تمتلك طهران ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج سلاح نووي في 12 يومًا فقط وفقًا للبيانات التي تم جمعها من الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
ووفق التقرير فإن “إيران في الأساس دولة على عتبة الحصول على السلاح النووي نظراً لمخزونها من اليورانيوم، مع مستويات تخصيب تقدر بنحو 84%. بالنسبة للسياق، فإن 90% هو المعيار للقدرة على الاختراق الكامل. كما سُمح بانتهاء العقوبات الدولية المفروضة على برنامج الصواريخ الباليستية، مما يمنح النظام تفويضاً مطلقاً لمواصلة تطوير ونشر وسائل التوصيل اللازمة لضربة محتملة مع القدرة على الوصول إلى تل أبيب أو حيفا أو حتى عاصمة أوروبية”.
ونقل الموقع عن الخبيرين الأمريكيين “جيفري سونينفيلد وآدم بوهلر”، قولهما “إن القوة التدميرية المحتملة للسلاح النووي الإيراني واضحة، ولكن حتى مجرد التهديد بوجود إيران نووية يشكل سلاحاً قوياً بالنسبة للنظام الإيراني”.
وأضافا “ومن المؤكد أنه رأى كيف أن التهديدات النووية لفلاديمير بوتين تمنع الولايات المتحدة من تقديم الدعم الكامل لأوكرانيا، وفقًا لخبراء من بينهم الدبلوماسي الأمريكي السابق جون إي. هيربست. وقد يشعر المسؤولون الإيرانيون بالجرأة لتطبيق نفس قواعد اللعبة الآن، خاصة إذا أعادت إسرائيل احتلال غزة على المدى الطويل أو إذا أجبرت المواجهات حزب الله الجيش الإسرائيلي على دخول لبنان في الأشهر المقبلة”.
وتابع التقرير “لقد تراجعت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً عن مواجهة ولو بسيطة مع إيران من أجل تجنب حرب إقليمية أوسع، بما في ذلك الرد بشكل خجول على الهجمات التي الجماعات المسلحة على القوات الأمريكية في العراق في الأسابيع الأخيرة”.
وتابع التقرير إنه “ينبغي للولايات المتحدة في ظل الصراع الحالي أن تحفزها على استعادة قوة الردع ضد إيران ــ بدءاً بفرض عقوبات أقوى تهدف إلى قطع مصدر الدخل الأول للنظام: عائدات النفط. فالأموال الناتجة عن صادراتها النفطية تمول البرنامج النووي الإيراني ووكلائها على حد سواء، مع أرباح غير متوقعة من زيادة صادرات النفط”.
ورأى التقرير “إن صناع السياسة الأميركيين منشغلون، بحق، بالعمل العاجل والمهم المتمثل في دعم جهود إسرائيل الهجومية ضد حماس في غزة. ولكن لا ينبغي لنا أن نغفل عن حقيقة مفادها أن الأزمة الحالية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحتمية الاستراتيجية المتمثلة في وقف مسيرة إيران نحو القنبلة النووية، وإذا فشلنا في معالجة ومواجهة البرنامج النووي الإيراني بشكل عاجل، فمن المرجح أن تصبح صراعات اليوم في الشرق الأوسط أسوأ بكثير”.