الجزر الثلاثية.. تثير الخلاف بين إيران وروسيا
عادة إلى الواجهة الخلافات والدعوات الإيرانية لمحاسبة موسكو على خلفيتها تجاه الجزر الثلاثة (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى) التي تؤكد إيران على سيادتها في تطالب الإمارات وبعض الدول العربية بضرورة اللجوء إلى التحكيم الدولي.
وقال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام سيد محمد صدر، بشأن موقف موسكو الأخير أن “روسيا والصين تهاجمان وحدة أراضي إيران من أجل مصالحهما الخاصة”، مضيفاً “إذا استمرت موسكو بهذا السلوك، يجب طرد السفير الروسي من إيران”.
فيما قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني وحيد جلال زاده، “يجب أن تكون هناك إجراءات مضادة ضد تصرفات روسيا فيما يخص موضوع الجزر الثلاث”، مبيناً “يجب على إيران أن ترد بالمثل، ولن نقبل أي تبرير من الحكومة الروسية هذه المرة”.
من جانبه، انتقد عضو لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني موقف روسيا بشأن الجزر الثلاث وطالب باستدعاء سفير البلاد.
وكانت روسيا قد اقترحت مع الدول العربية حل النزاع حول الجزر الثلاث بالإحالة إلى محكمة لاهاي.
وانتقد فدا حسين ملكي، عضو لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان، دعم روسيا لبيان الدول العربية خلال الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي الروسي بالمغرب.
وقال ملكي: “هذه هي سمة الروس. لقد ثبت في التاريخ أنهم يتحركون أيضا بناء على مصالحهم الخاصة. وعلينا أيضا أن نتحرك بناء على مصالحنا الخاصة”، واصفاً سياسة روسيا الخارجية في هذا الصدد بأنها “خطأ سياسي” و”خطأ استراتيجي”.
كما وصف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإجراء الروسي بأنه غير مسبوق، وذكر أن “مثل هذه الإجراءات” تمت ملاحظتها أيضًا خلال الخطة الاستراتيجية الشاملة للعمل المشترك المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. وأضاف أن الروس يثبطون أهم داعم لهم في المنطقة بهذه التصرفات.
ولفت ملكي إلى أنه “في حالات مماثلة يتم استدعاء سفير الدولة الخطأ”، موضحا أن “هذا لم يحدث في هذه الحالة حتى الآن”.
في غضون ذلك، أشار حسين شريعتمداري، ممثل الفقيه الإسلامي بمعهد كيهان ورئيس هذا المعهد، إلى تأييد روسيا لبيان اللقاء المغربي بشأن الجزر الثلاث طنب الغور وطنب كوك وأبو موسى. وكتب: “السؤال هو أن الحكومة الروسية، بالنظر إلى ملكية إيران النهائية للجزر الثلاث، لماذا وبأي دافع وقعت على بيان الجمعية؟
كما وصف شريعتمداري تصرفات الحكومة الروسية بأنها “نفاق ونفاق في السياسة الخارجية لهذا البلد”.
كما أشار رئيس تحرير صحيفة كيهان إلى أن اللقاء تزامن مع ما أسماه “خيانة بعض القادة العرب” للفلسطينيين، مضيفا أن اللقاء “له لون الخيانة”.
تجاهل روسيا لاحتجاج إيران السابق
أصدر الاجتماع السادس لمنتدى التعاون العربي الروسي في المغرب، الذي انعقد يوم الأربعاء 20 ديسمبر (29 ديسمبر)، بيانا يدعو إلى حل نزاع الجزر الثلاث عبر التفاوض أو الإحالة إلى محكمة لاهاي الدولية.
وفي البيان الختامي للاجتماع السادس لمنتدى التعاون العربي الروسي في المغرب، نقلا عن البيان المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي وروسيا في يوليو 2023، تم دعم تقديم الحلول والمبادرات السلمية لحل النزاع. من خلال المفاوضات الثنائية.
وفي وقت سابق، أشار ناصر كناني، المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى أن إيران “لا تعتبر مسألة سلامة أراضيها وسيادتها على الجزر الثلاث قابلة للتفاوض” وأدان مضمون هذا القرار. البيان بشأن الجزر الثلاث ووصفه بأنه “لا أساس له من الصحة” ومرفوض.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها مسألة مطالبة دولة الإمارات العربية المتحدة بالملكية الإقليمية للجزر الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى في اجتماع دولي تركز على روسيا.
وفي السابق، تم تبني موقف مماثل في البيان الختامي للاجتماع المشترك لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وروسيا في يوليو من هذا العام.
وأكد البيان دعم “كافة الجهود السلمية، بما في ذلك مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة وجهودها للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغيرة وأبو موسى عبر المفاوضات الثنائية”.
وأعلنت وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية، يوم الأربعاء، استدعاء السفير الروسي في طهران وأبدت اعتراضها على الفقرة المذكورة في البيان الختامي لهذا اللقاء.