خطط ترامب تثير مخاوف الاقتصاديين الأمريكيين
تثير الخطط الاقتصادية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المخاوف في أوساط اقتصاديي الولايات المتحدة، في حال عودته إلى سدة الرئاسة.
ويخطط الرئيس السابق، والمرشح لسباق رئاسة الولايات المتحدة لعام 2024، لفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة، ما يزيد بواقع 3 أضعاف ما تحصل عليه الحكومة، ويهدف إلى تحفيز الإنتاج المحلي الأمريكي.
وقال مايكل إيفري، الخبير الإستراتيجي العالمي في “رابو بنك”، إن على الأسواق البدء في التفكير في التأثير الهيكلي لزيادة الرسوم الجمركية التي يقترحها دونالد ترامب، مؤكدًا أن ذلك “يؤثر على جميع فئات الأصول”.
وفي تصريح سابق هذا الشهر، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، إن هذه الخطة من شأنها “رفع تكلفة مجموعة واسعة من السلع التي تعتمد عليها الشركات والمستهلكون الأمريكيون”، إلا أنها أشارت رغم ذلك إلى أن التعرفات الجمركية مناسبة “في بعض الحالات”.
ومن جهته سلط مركز أبحاث مؤسسة الضرائب الضوء على أن مثل هذه التعرفة ستؤدي بشكل فعال إلى زيادة الضرائب على المستهلكين الأمريكيين بأكثر من 300 مليار دولار سنويًّا، إلى جانب إثارة زيادات ضريبية انتقامية من قبل الشركاء التجاريين الدوليين على الصادرات الأمريكية.
ووفقًا لتقديرات منتدى العمل الأمريكي، استنادًا إلى افتراض مفاده أن الشركاء التجاريين سوف ينتقمون ضد مثل هذا القرار، فإن هذه السياسة ستؤدي إلى انخفاض بنسبة 0.31% (62 مليار دولار أميركي) في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي؛ ما يجعل المستهلكين في حال أسوأ ويخفض الرفاهية الأمريكية بمقدار 123.3 مليار دولار.
وقال إفري لشبكة “CNBC” الأمريكية إن الأسواق “لن تنام” مع ترقب ترشيح ترامب، كما حدث في عام 2016، مؤكدًا أن اقتراح ترامب يعتبر من أكبر مخاوف المستثمرين حاليًّا.
ويرجح الخبراء أن يلجأ الشركاء التجاريون إلى فرض “تعرفات انتقامية”، ردَّا على مثل هذه الخطوة، بحسب تقرير منتدى العمل الأمريكي الصادر في تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويقول التقرير إن فرض رسوم جديدة بنسبة 10% على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة من شأنه أن “يشوه التجارة العالمية، ويثبط النشاط الاقتصادي، وله عواقب سلبية واسعة النطاق على الاقتصاد الأمريكي”.
وطرح ترامب التعرفة الجمركية البالغة 10% خلال مقابلة العام الماضي مع لاري كودلو، مستشاره الاقتصادي السابق للبيت الأبيض، من قناة فوكس بيزنس، قائلاً: “إنه مبلغ هائل من المال”.
وخلال ولايته الرئاسية، أثار ترامب حربًا تجارية مع الصين من خلال فرض رسوم جمركية بقيمة 250 مليار دولار على البضائع المستوردة منها، والتي قدَّر منتدى العمل الأمريكي أنها كلفت الأمريكيين 195 مليار دولار إضافية منذ عام 2018. وردَّت الصين بفرض تعرفات جمركية على البضائع الأمريكية.
كما فرض ترامب تعرفات جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من معظم الدول، بما في ذلك العديد من أكبر حلفاء واشنطن.