أسوشيتد برس: بغداد وواشنطن تختلفان على الجدول الزمني لانسحاب القوات الأمريكية
زعمت وسائل إعلام أميركية، نقلا عن مسؤول عراقي، أن هناك خلافا بين حكومتي واشنطن وبغداد حول توقيت انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق.
وأعلنت الحكومة العراقية، مساء الخميس، أنها ستبدأ محادثات رسمية مع الولايات المتحدة لتقليص وجود قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية في بيان دون الإشارة بشكل مباشر إلى عزمها تقليص وجودها في العراق أن اجتماعات فريق عمل اللجنة العسكرية العليا بين الجانبين ستبدأ خلال الأيام المقبلة.
فيما ذكر بيان الخارجية العراقية أن الجانبين توصلا إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن التخفيض التدريجي لعدد “مستشاري التحالف الدولي” وإنهاء “مهمة مكافحة تنظيم داعش”، بحسب البنتاغون. ولم يذكر البيان هذه القضية، بل ذكر بدلاً من ذلك أن عقد اجتماعات فريق عمل مؤسسة حمد الطبية سيجعل من الممكن التحرك نحو “شراكة أمنية مستقرة وثنائية” بين الجانبين.
وتتواجد أمريكا بشكل مستمر في العراق منذ عام 2003. ورغم أن جميع القوات القتالية الأمريكية غادرت العراق عام 2011، إلا أن بعضها عاد إلى هذا البلد عام 2014 بطلب من بغداد لقتال داعش.
وقال مسؤول حكومي عراقي لوكالة أسوشيتد برس اليوم إن العراق أرسل خطابًا رسميًا إلى قصر الصافي في نوفمبر 2023 لانسحاب قوات التحالف.
وزعم هذا المسؤول العراقي، الذي تحدث لوسائل الإعلام الأميركية، شريطة عدم الكشف عن اسمه، أن المسؤولين الأميركيين اختلفوا مع المسؤولين في بغداد حول موعد المغادرة. وقد طالبت الولايات المتحدة بإطار زمني يتراوح بين عامين وخمسة أعوام للانسحاب، في حين يطالب العراقيون بانسحاب أسرع.
ويصل عدد الجنود غير الأميركيين في العراق إلى 2400 شخص دخلوا البلاد نيابة عن دول أخرى تحت اسم تحالف مكافحة الإرهاب، وهو ما لم يُقال عنهم صراحة حتى هذه اللحظة.
وفي 26 يوليو/تموز، اتفقت بغداد وواشنطن على سحب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق بحلول نهاية هذا العام، ولم يتبق سوى عدد قليل من القوات الأمريكية لتقديم المشورة وتدريب القوات العراقية.
واشتد إصرار الشعب العراقي على طرد الولايات المتحدة عندما استشهدت الولايات المتحدة الفريق قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وردا على هذه الجريمة، أقر البرلمان العراقي خطة طرد الجنود الأميركيين من البلاد في كانون الثاني/يناير 2018.
وعلى الرغم من عدة جولات من المفاوضات الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال موجودة في العراق منتهكة هذا القرار. ورغم أن السلطات العراقية أعلنت بدء عملية انسحاب الجيش الأميركي، وتناقلت وسائل الإعلام أحيانا خبر انسحاب عدة وحدات قتالية أميركية.
وزعم مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس للأنباء أن المحادثات بين البلدين بشأن موعد انسحاب قوات التحالف لا علاقة لها بالهجمات الأمريكية الأخيرة على قوات المقاومة. وادعى أن هذه المفاوضات مستمرة منذ عدة أشهر.
وكتبت وكالة أسوشيتد برس أنه حتى لو انسحبت الولايات المتحدة من قواعدها في العراق، فمن المحتمل أن تحافظ على وجودها في إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بعلاقة أفضل مع واشنطن.