اختراق استخباري تركي لصفوف “الكردستاني”
في الثامن عشر من يناير/كانون الثاني الحالي، أعلنت الشرطة العراقية في محافظة كركوك (250 كيلومتراً شمالي بغداد)، شمالي العراق، مقتل سيّدة في العقد الخامس من العمر في منزلها بحي رحيم آوه، ذي الغالبية الكردية والمسيحية شمالي المدينة، دون أن تُعلن عن تفاصيل أخرى حول الحادث وهوية الضحية والجهة التي نفذت الهجوم، الذي أدرج بعد ساعات في وسائل الإعلام المحلية ضمن سلسلة العنف (ومنها الاغتيالات) متعدد الأوجه وشبه اليومي داخل العراق.
6 اغتيالات في يناير
غير أن مصادر أمنية رفيعة في إقليم كردستان، شمالي العراق، كشفت لـ”العربي الجديد”، عن أن السيّدة المقتولة عضو بارز في حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، وهي سورية كردية، تُدعى زُلال حسكة، وهذا اسمها الحركي، أما اسمها الحقيقي فهو فريال سليمان خالد، وتعمل ضمن خلايا ناشطة لحزب العمال الكردستاني في كل من كركوك والسليمانية، وتسكن في منزل لوحدها منذ عامين ونصف بمدينة كركوك، وتمتلك أوراقاً غير أصلية تظهر أنها عراقية كردية، وتم اغتيالها باقتحام المنزل من قبل مسلحين اثنين يستقلان دراجة نارية وتمكنا من الفرار بعد تنفيذ العملية.
اغتيال حسكة لم يكن الأول من نوعه، إذ شهد العراق منذ مطلع العام الحالي 6 عمليات اغتيال طاولت أعضاء فاعلين في “الكردستاني”، بالسليمانية ودهوك وكركوك وسنجار، تم تنفيذ 4 منها بواسطة مسلحين لم يتم اعتقال أي منهم أو التوصل إلى هويته. لكن بطبيعة الحال يشير مسؤولون في إربيل شمالي العراق، إلى أن منفذي هذه الاغتيالات عملاء في جهاز الاستخبارات التركي الذي يقولون إنه اخترق صفوف “الكردستاني” وبدأ ينفذ عمليات تصفية من داخله في مناطق نشاطه بالعراق، بينما تم تنفيذ عمليتين اثنتين عبر طائرات مسيّرة ليكون الإجمالي 6 عمليات اغتيال لشخصيات فاعلة في حزب العمال الكردستاني.
وتحدث مسؤولان كرديان في مدينة إربيل، العاصمة المحلية لإقليم كردستان العراق، لـ”العربي الجديد”، عن عمليات استخبارية تركية غير معلنة تستهدف أعضاء فاعلين في “الكردستاني” لا يتواجدون في مناطق القتال أو الاستهداف العسكري المباشر مثل قنديل وزاخو وسيدكان وسوران والزاب، إنما يقيمون في مناطق خاضعة لسلطة بغداد وإقليم كردستان ويعتبرون مخططين وداعمين لعمليات الحزب الميدانية.