تفاصيل الخطة الأمريكية للتسوية بين تل أبيب و”حزب الله”
عرض مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص، عاموس هوكشتاين، على الحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، بنود تسوية سياسية أمريكية، لحل الصراع مع حزب الله، وفق وسائل إعلام عبرية.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الاثنين، إن التسوية تعد من ثمار المفاوضات بين واشنطن وباريس والحكومة اللبنانية في بيروت، فيما تضم الأخيرة ممثلين عن “حزب الله”.
وتشمل المرحلة الأولى من التسوية وقف إطلاق النار والعمليات العدائية، على أن تنسحب الجماعة اللبنانية شمالًا، على بعد 8 إلى 10 كيلومترات من الحدود. وبالتزامن مع ذلك يبدأ سكان المستوطنات النازحون في العودة.
وتتضمن هذه المرحلة، بحسب الصحيفة، انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة “اليونيفيل” جنوبي لبنان على امتداد الحدود أكثر من الآن.
ترسيم الحدود البرية
وأفاد التقرير أنه في حال نجاح المرحلة، يدخل الطرفان مرحلة ثانية، والتي ستشهد مفاوضات سياسية لترسيم الحدود البرية، وفتح نقاش حول 13 نقطة خلافية بشأن الحدود، ووقتها تدرس واشنطن والمجتمع الدولي تقديم منح اقتصادية للدولة اللبنانية.
الصحيفة العبرية أكدت أن هوكشتاين حصل على الضوء الأخضر من البيت الأبيض لطرح التسوية على اللبنانيين، وسط بوادر قبولها في بيروت، غير أن المشكلة تكمن في غموض موقف “حزب الله” حتى الآن.
تبديد الخطر
وعقد مبعوث الرئيس الأمريكي اجتماعات مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير بلا حقيبة عضو مجلس الحرب بيني غانتس، وطلب منهم إفساح المجال لنجاح التسوية، بحسب الصحيفة.
وأخبر غالانت المبعوث الأمريكي الخاص، أن إسرائيل “ملتزمة بتحسين الوضع الأمني في الجبهة الشمالية، بما في ذلك إعادة المستوطنين النازحين، وهو ما يتطلب تبديد الخطر المطل من لبنان، سواء احتمالات الاقتحام البري من جانب حزب الله أو الخطر الصاروخي”.
وأوضح التقرير، أن وزير الدفاع تباحث مع هوكشتاين بشأن الاحتمالات المختلفة لدفع التسوية السياسية من أجل نهاية المواجهات بين الطرفين، فيما أكد الوزير الإسرائيلي أن الالتزام الأول هو إعادة المستوطنين، وأن هذا التعهد هو الأهم من أي تعهد آخر.
علامات استفهام
ونقلت الصحيفة عن غالانت، أن إسرائيل “مستعدة لحل الأزمة بالطرق السياسية، ولكنها بالتزامن تستعد لاحتمالات أخرى”.
الصحيفة أشارت إلى أن إبعاد “حزب الله” عن الحدود وفق التسوية الأمريكية، هو مسألة تثير شكوكًا كبيرة بشأن طريقة التنفيذ، بعد أن توغلت الميليشيا في القرى المتاخمة للحدود، وتعيش عناصرها في بلدات تقع على مسافة كيلومترات معدودة من تلك الحدود.
ونقلت قناة “الأخبار 12” عن مسؤولين إسرائيليين، دون كشف هويتهم، أن هناك شعورا جيدا إزاء التسوية التي طرحها هوكشتاين، إلا أنه لا يمكن حدوث ذلك من دون موافقة “حزب الله”، في وقت أبدت فيه إسرائيل موافقة مبدئية على بنود التسوية.