مشكلة خطيرة في السيارات الكهربائية
أظهرت بيانات اختبارات التصادم أن المركبات الكهربائية قد تكون ثقيلة جدًا بحيث لا يمكن إيقافها بواسطة حواجز الأمان الموجودة حالياً على الطرق.
ويمكن للسيارات الكهربائية، التي تزن عادةً أكثر من السيارات التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي، أن تجتاز بسهولة حواجز الحماية الفولاذية على الطرق؛ لأنها غير مصممة لتحمل القوة الإضافية الناتجة عن الوزن الزائد.
وأثار هذا الأمر مخاوف عدة بشأن المركبات الكهربائية والسلامة على الطريق.
فرق الوزن
وتزن المركبات الكهربائية عادةً ما بين 20 إلى 50% أكثر من المركبات التي تعمل بالوقود، وذلك بفضل البطاريات التي يمكن أن تزن تقريبًا وزن سيارة صغيرة تعمل بالبنزين أو الديزل.
وبما أن البطاريات تثبت أسفل الهيكل، يصبح لدى السيارات الكهربائية أيضًا مراكز ثقل منخفضة.
وبسبب هذه الاختلافات، لا يمكن لحواجز الحماية على الطرق القيام بالكثير لمنع المركبات الكهربائية من اختراقها، خاصة الحواجز المصنوعة عادة من الفولاذ، التي تمتد على ملايين الكيلومترات في جميع أنحاء العالم.
وتهدف إلى منع السيارات من الانحراف عن الطريق في المناطق الحرجة، مثل الجسور والممرات المائية، وبالقرب من حواف المنحدرات والوديان، وعلى التضاريس الصخرية، حيث تكون الإصابات والوفيات في حوادث التصادم أكثر بكثير.
نتائج اختبار
وفي أواخر العام الماضي، شاهد المهندسون أثناء اختبار في مرفق السلامة بجامعة نبراسكا سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية تندفع نحو حاجز الحماية المثبت على أرض المنشأة، حيث مزقت سيارة Rivian R1T 2022 التي يبلغ وزنها 4 أطنان تقريبًا، حاجز الحماية المعدني، ولم تبطئ حتى اصطدمت بحاجز خرساني على بعد أمتار على الجانب الآخر؛ الأمر الذي أطلق إنذاراً بشأن أوزان المركبات الكهربائية.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الحواجز الفولاذية مصممة للتعامل مع المركبات التي لا يزيد وزنها عن 2250 كغم.
وأعرب المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل العام الماضي عن قلقه بشأن مخاطر السلامة التي تشكلها المركبات الكهربائية الثقيلة إذا اصطدمت بالسيارات العاملة بالوقود الأخف وزناً
وقال مسؤولون ومنظمات السلامة على الطرق إن السيارات الكهربائية نفسها توفر حماية فائقة لركابها، لكنها تشكل خطورة على ركاب السيارات الخفيفة.
ويبين اختبار التصادم الأولي، الذي رعاه مركز البحث والتطوير التابع لفيلق المهندسين في الجيش الأمريكي، حادث تحطم سيارة سيدان من طراز تيسلا، حيث رفعت السيارة الحاجز الفولاذي ومرت من تحته.
وخلص المهندسون إلى أنه من المرجح أن تتفوق السيارات الكهربائية الأثقل وزنًا على نظام الحاجز، حيث تؤكد هذه النتائج ضرورة الحاجة لتحديد كيفية تصميم حواجز جديدة على جانب الطريق تقلل من آثار الاصطدامات لكل من المركبات الخفيفة التي تعمل بالوقود والمركبات الكهربائية الأثقل.
رأي آخر
من جهته علق تحالف دعم التنقل الكهربائي في أمريكا الشمالية، على سبب اختيار السيارات الكهربائية في الاختبار، مشيرًا إلى أن العديد من نماذج سيارات الدفع الرباعي الكبيرة وسيارات البيك أب التي تعمل بالوقود وتحتل أكثر من 50 % من السيارات على الطريق تزن أكثر من 2500 كغم.
وأقر التحالف بأن الجيل الأول من السيارات الكهربائية بشكل عام، أثقل من نظيراتها التي تعمل بالبنزين، مبينا بأنه من المرجح أن تكون الأجيال المتعاقبة أخف وزناً، بحيث يعمل المصنعون على صنع بطاريات أصغر حجماً تنتج المزيد من الطاقة.
من جهتها، رفضت إدارة الطرق السريعة الفيدرالية الأمريكية التعليق على الفور على نتائج اختبار نبراسكا.
يذكر أن القلق بشأن وزن السيارات الكهربائية يمتد إلى ما هو أبعد من حوادث الاصطدام من سيارة بأخرى والتوافق مع حواجز الحماية؛ لأن الوزن الزائد سيؤثر على كل شيء بدءًا من التآكل السريع للشوارع والإطارات والبنية التحتية مثل مواقف السيارات التي تم بناء الكثير منها لاستيعاب المركبات التي يتراوح وزنها بين 1000 و1800 كغم وليس 4536 كغم.