بدء تجربة لقاح جديد للسرطان
بدأت المملكة المتحدة أول تجربة لإعطاء لقاح السرطان mRNA للمرضى، في علامة بارزة في أبحاث السرطان، إذ أصبح رجل يبلغ من العمر 81 عامًا هو المتلقي الأول لهذا العلاج المبتكر، الذي يهدف إلى مكافحة سرطانات الأورام الصلبة، ولا سيما سرطان الجلد.
وبحسب تقرير نشره موقع livescience، تكمن الإمكانات العلاجية للقاحات السرطان في قدرتها على تعزيز استجابة الجهاز المناعي ضد الخلايا السرطانية. وعلى عكس اللقاحات الوقائية مثل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، المشهور بفعاليته في الوقاية من سرطان عنق الرحم، فإن لقاحات السرطان العلاجية مثل mRNA، التي تركز عليها هذه التجربة، تعمل من خلال تدريب الجهاز المناعي على تحديد الخلايا السرطانية والقضاء عليها.
وذكر التقرير أن العديد من لقاحات السرطان العلاجية، بما في ذلك تلك التي تستهدف سرطان الجلد، وسرطان البروستاتا، وسرطان المثانة، قد حصلت على الموافقة للاستخدام في الولايات المتحدة.
وعلى غرار التكنولوجيا المستخدمة في لقاحات Pfizer-BioNTech وModerna COVID-19، يعمل هذا الجزيء الجيني كمخطط لتخليق البروتين الخلوي، ما يحفز إنتاج بروتينات معينة توجد عادة في سرطانات الأورام الصلبة. وتعمل هذه البروتينات بدورها كأهداف لجهاز المناعة، ما يمكنه من شن استجابة مستهدفة ضد الخلايا السرطانية.
كما يتميز لقاح mRNA بطبيعته الجاهزة، إذ إنه مصمم لمكافحة أنواع معينة من الأورام، وهو خروج عن الأساليب الأكثر تخصيصًا قيد التطوير حاليًا. وفي حين أن لقاحات السرطان الأخرى تعتمد على المعلومات الجينية المستمدة من أورام المرضى الفردية للتخصيص، فإن mRNA يقدم خيار علاج موحد للمرضى الذين يعانون من أنواع معينة من السرطان.
وتهدف التجربة المستمرة إلى تقييم سلامة ومدى تحمل mRNA لدى المرضى من البشر، وتقييم فعاليته في تقليل حجم الورم لدى المرضى المصابين بسرطان الرئة والجلد، ما يضع الأساس لإجراء تحقيقات مستقبلية في إمكاناته العلاجية.
وشدد الدكتور ديفيد بيناتو، العالم السريري في قسم الجراحة والسرطان في إمبريال كوليدج لندن، على الدور المحوري للتجربة في تطوير العلاجات الدقيقة مع إمكانية تقليل السمية. وعلى الرغم من كونها في مرحلة مبكرة، إلا أن التجربة تبشر بالخير لتطوير علاجات جديدة في مكافحة السرطان.