إسرائيل: حققنا في غزة ما لم تحققه أمريكا في فيتنام والعراق وأفغانستان
في 7 أكتوبر تحطم الجيش و”الشباك” والقيادة السياسية. الإخفاق غير المسبوق تلقى مكان شرف مهزوز إلى جانب إخفاقات استخبارية رهيبة.
“فرحة التوراة أكتوبر 2023” جديرة بفصل في كتاب التاريخ لبربارة توخمان “مسيرة العبث”. لكن انتعاش الجيش مبهر، بل وحتى غير مسبوق. تصدى الجيش الإسرائيلي لمنظومة مدينية محصنة لا مثيل لها في العالم، دون نظرية قتالية مرتبة وفي مسيرة استخلاص الدروس واستيعابها، التي تجري في إطار الحركة والنار.
في أقل من 150 يوماً هزم الجيش منظمتي حماس و”الجهاد الإسلامي” عسكرياً. الحرب انتهت عملياً، وتحولت إلى ملاحقة للمطلوبين، كل هذا بخسائر قليلة نسبياً لقواتنا، وبالنسبة للخسائر الأدنى للسكان غير المشاركين. لم يصل أي جيش حديث في العالم إلى مثل هذه الإنجازات – لا الأمريكيين في فيتنام وأفغانستان والعراق، ولا حتى الروس في الشيشان. لولا المخطوفون لانتهت القصة تماماً.
الأخوان السنوار ومحمد ضيف ومروان عيسى ورائد سعد ورافع سلامة، لم يعودوا يسيطرون على القوات، وبمعنى معين يشبهون هتلر والقيادة النازية في الخندق في برلين في نيسان 1945 ويحركون جيوشاً افتراضية.
هم ظاهراً على مسافة لمسة عن اليأس. لكن في أيديهم بطاقة ائتمان ذهبية: المخطوفون. رئيس الولايات المتحدة يجلس في البيت الأبيض ويقضم أظافره في ترقب متحفز، بانتظار ما يتفوهون عنه ويولي جدول الأعمال. المخطوفون يستخدمون أيضاً كسترة وقائية لهم في وجه الثورة الداخلية في المنظمة المتفككة ومحاولة الإطاحة بهم أو لإخراجهم من دائرة أصحاب القرار.
فخ الاستفزاز
كلمات كبيرة عن صفقات كهذه أو تلك تتطاير في الهواء. لكن هذه مجرد لعبة كلمات. عملياً، الواقع بشع. حتى لو جرت صفقات كهذه أو تلك، فإننا نسير بعيون مفتوحة إلى فخ الاستفزاز. لا شك. أنا مع الصفقات، لدولة إسرائيل دين أخلاقي، لكن المشكوك فيه أن ننجح في تحرير كل المخطوفين حتى آخرهم في صفقة.
إذن كيف ننجح؟ أولاً، استمرار الضغط العسكري الذي يضعضع صلاحيات المذكورين أعلاه ويجعلهم مطلوبين في حالة فرار.
يجدر بنا أن نتذكر بأنه ليس في الدوائر المحيطة بهم أبطال. هؤلاء أناس انتهت بالنسبة لهم كل الخيارات. حماس منظمة إرهاب إجرامية. حتى لو كانت ذات طابع ديني – مسيحاني – أصولي، فالعقيلة هي عقلية جماعة مخدرات يحركها الشرف والقوة والمال والسيطرة، كما حصل أن كثيرين في القيادة النازية بحثوا في نيسان 1945 عن “صفقات” خاصة مع الحلفاء، هكذا علينا أيضاً أن نسعى ونبحث عن الطريق لـ “صفقات خاصة” من خلف ظهر زعمائهم مع مخطوفين ومستويات ثانوية في المنظمة. علينا أن نخلق بهذه الوسائل وغيرها مناخاً انهزامياً يؤدي إلى خيانات وصفقات مستقلة للمستويات الوسطى وعائلاتهم. كلما اشتد الضغط تتعاظم الغريزة الأساسية للبقاء.