الحكيم في ذكرى رحيل والده: سنبقى دعاة لتثبيت الاستقرار السیاسي
أكد رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، اليوم السبت (16 آذار 2024)، أن العراق لدیه التزامات دولیة ضمن إطار المصلحة العلیا للبلد، ویجب أن نتعامل مع ھذه الالتزامات بعقلیة رجال الدولة، مبيناً: “سنبقى دعاة لتثبيت الاستقرار السیاسي في البلاد وتغلیب مبدأ الاعتدال والوسطیة في السلوك والعمل السیاسي، فالعمل على إدامة الاستقرار السیاسي في البلاد أولویة وطنیة دائمة”.
وقال الحكيم في كلمة خلال مراسم إحياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل والده السيد عبدالعزيز الحكيم: “حيثما كان الجميع حاضراً في معادلة صنع القرار الوطني تكون النتائج آمنة مرضية للجميع وتكون البلاد في حالة استقرار وطمأنينة، وحيثما كانت المعادلات مختلة سنشهد توترات ومشاحنات وانتكاسات”.
وأضاف: “لقد كنا وسنبقى دعاة لتثبيت الاستقرار السیاسي في البلاد.. وتغلیب مبدأ الاعتدال والوسطیة في السلوك والعمل السیاسي، فالعمل على إدامة الاستقرار السیاسي في البلاد أولویة وطنیة دائمة، ومن خلاله نستطیع إكمال حركة الإعمار والبناء بخطوات واثقة ومنھجیة”.
وتابع: “لقد خسرنا سنوات طویلة بسبب غياب الاستقرار السیاسي وتناحر الآراء والمواقف المتناقضة، ولا نرید أن نخسر أكثر من ذلك، بل نرید أن نعوض تلك السنین العجاف من خلال تثبیت أسس الاستقرار السیاسي وادامته في العراق، ومن أھم تلك الأسس هو عدم فرض الرأي على الأغلبیة السیاسیة الوطنیة.. بل تغلیب المصلحة العلیا للبلد في أي مشروع أو قرار سیاسي”.
ومضى بالقول: “لقد تمكن إئتلاف إدارة الدولة من خلال تشكیله لحكومة السوداني من تعزیز مساعي الاستقرار السیاسي وترسیخه على أرض الواقع، وكانت الحركة العمرانیة التي نعیشھا الیوم من ثمار ذلك، فضلاً عن المشاریع الإستراتیجیة في البنى التحتیة التي ننتظر إكمالھا قریباً”.
ودعا “جمیع الإخوة في القوى السیاسیة الوطنیة إلى ضرورة الحفاظ على ھذا المنجز الوطني من خلال تعزیز روح التعاون والحوار حفاظا على دعائم الاستقرار في البلاد، وأن نتعامل مع الاختلاف بروح المسؤولیة الوطنیة والمصلحة العلیا للبلد وشعبه”.
وشدد على أنه “یجب التحليق نحو التطور الاقتصادي بجناحین، جناح الحكومة وجناح المجتمع و المواطن، فجناح الحكومة یركز على اعتماد الأولویة الإستراتیجیة الاقتصادیة في كل قرار أو مشروع، وجناح المجتمع علیه أن یتقبل تلك الأولویة الحكومیة في الالتزام الكامل بالقوانین النافذة في هذا السياق، فلا یمكن أن نشھد تطوراً اقتصادیاً ملحوظا في بلدنا، إذا ما بقي مجتمعنا استهلاكياً بامتياز”.
وأردف قائلاً إن “الإصلاح المالي والمصرفي الذي تعمل علیه الحكومة الحالیة هو مقدمة صحیة لمواجھة الكوابح التي تعیق عجلة الاستثمارات الإستراتیجیة في البلاد.، ولابد من الاستمرار في إجراءات ذلك الإصلاح الشامل ومكافحة الفساد بكل قوة وحزم وبلا تردد”.
وذكر أنه “یجب أن تكون دورة مجالس المحافظات الحالیة متمیزة عن غیرھا بمنھجیة الإعمار والتخطيط الإستراتیجي، وأن تكون مختلفة من حیث أولویاتھا وأسالیبھا في المعالجة والإعمار”، مبيناً أن “العراق لدیه التزامات دولیة ضمن إطار المصلحة العلیا للبلد، ویجب أن نتعامل مع ھذه الالتزامات بعقلیة رجال الدولة، العقلیة التي تنظر للأمور من زوایاھا المتعددة بعین وطنیة ثاقبة، ومن أهم ھذه الالتزامات ھو إیماننا الكامل بحق الفلسطینیین في أرضھم المغتصبة من قبل الكیان الصهيوني، وهو اعتقاد راسخ عند العراقیین لا یمكن المساومة علیه أبداً”.
وأوضح أنه “لقد أوغل الكیان الصهيوني كثیراً في استهداف الحرمات وقتل وتجویع النساء والأطفال، وما زال یرتكب تلك الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني رغم دعوات الھدنة وإیقاف الحرب من مختلف الشعوب والجهات في العالم، ومما یزید رعونة ھذا الكیان الغاصب ھو الصمت الدولي وتغاضیه عن تلك الوحشیة البربریة”.
وأشار إلى أنه “لقد ارتكبت الولایات المتحدة الأمریكیة خطأً فادحاً في دعمھا للكیان الصهيوني وتوسيع الصراع في المنطقة ليشمل الحوثيين في اليمن، وقد أخبرناھم بذلك بشكل واضح وصریح، ونعتقد أنھا بدأت تدرك ذلك في الآونة الأخیرة”، معبراً عن أمله الإدارة الأمریكیة أن تتفھم جیداً طبيعة المتغیرات الجدیدة في منطقتنا، فالعالم كله یتغیر، والشرق الأوسط في مقدمة ھذا التغییر في موازین القوى وفي التطورات الاجتماعیة والأحداث السياسية”.
ولفت إلى “إننا نعمل جاھدین ومن خلال لقاءاتنا المستمرة مع قادة المنطقة على إيضاح الصورة الحقیقیة للواقع العراقي وتوجھه الحثيث إلى تأصیل عمقه العربي والإسلامي وترسیخ أسس الاستقرار والسلام والبناء والإعمار في المنطقة.. وقد لمسنا تفھماً طيباً وسعياً كريماً إلى دعم العراق في جمیع مساعیه الإقلیمیة نحو الاستقرار والسلام”.
وتوفي عبد العزيز الحكيم، زعيم المجلس الأعلى الاسلامي العراقي آنذاك في 26 آب 2009، الموافق الخامس من رمضان، أثناء تلقيه العلاج من مرض السرطان في إيران.