تخوُف من تصعيد الهجمات على القواعد الأميركية في المنطقة
نشر موقع “ذا أنترست” الأميركي تقريرًا أشار فيه إلى أن القوات الأميركية، في العراق وسوريا، تتعرض إلى هجمات مكرّرة خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك هجوم بالقذائف استهدف قاعدة عين الأسد في العراق يوم الاثنين الماضي، ما أدى إلى إصابة خمسة عسكريين أميركيين، بين جنود ومقاولين.
أضاف الموقع أن: “الهجوم الأخير يطرح تساؤلات جديدة عن احتمال استهداف القواعد الأميركية في المنطقة”، مشيرًا إلى أن: “خصوم أميركا أثبتوا أنهم يملكون المعلومات عن أماكن وجود القواعد الأميركية، إلا أن مكتب الشؤون العامة التابع للبنتاغون يزعم أنه ليس لديهم لائحة بهذه القواعد”.
وكشف التقرير أنّه أجرى تحقيقًا خاصًا، وقام بإعداد لائحة لما يزيد عن ستين قاعدة وحامية ومُنشأة أجنبية مشتركة مع الأميركيين في الشرق الأوسط. وأضاف: “هذه المواقع تتراوح ما بين نقاط قتالية صغيرة إلى قواعد جوية ضخمة، في ثلاثة عشر بلدًا، وهي: البحرين ومصر والعراق و”إسرائيل” والأردن والكويت ولبنان وسلطنة عمان وقطر والسعودية وسوريا ودولة الإمارات واليمن”.
كما أشار الموقع إلى أنه جرى استهداف أربع عشرة قاعدة على الأقل خلال الأعوام القليلة الماضية، وأن الهجمات التي استهدفت هذه القواعد في المنطقة منذ السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي بالأسلحة المختلفة، مثل المسيّرات والقذائف وسلاح الهاون والصواريخ البالستية، أدت إلى سقوط 145 شخصًا على الأقل بين جنود ومقاولين أميركيين، بما في ذلك مقتل ثلاثة جنود إثر الهجوم الذي استهدف البرج 22 في الأردن.
ونقل الموقع، عن “إرك سبيرلينك” من مجموعة “جاسك فوريغن بوليسي”، إشارته إلى أن الوجود العسكري الأميركي في العراق وسوريا وفي المنطقة لا يحقق أي مكسب استراتيجي يُذكر للشعب الأميركي، إلّا أن نخب الأمن القومي في واشنطن ما يزالون يعتقدون أن الموضوع يستحق ذلك. كما نقل أن الذين يقلقون على سلامة الجنود، مثل أسرهم، على الأرجح هم أقل ارتياحًا كون الجنود أهدافًا سهلة لمن أسماهم “الميليشيات المحلية”؛ وفقًا لقوله.
ولفت الموقع إلى أنّ أعداء أميركا، وتحديدًا من أسماهم “الميليشيات التي تدعمها إيران”، لا يواجهون أي مشكلة في إيجاد القواعد الأميركية وضربها، منذ أواخر العقد الماضي. وبرأيه أن أكاذيب المسؤولين الأميركيين السرية التي تحيط بالقواعد الموجودة في الشرق الأوسط سمحت للبنتاغون التهرّب من المسؤولية على عدة جبهات، مشيرًا إلى أن القواعد الأميركية في المنطقة تحوّلت- على سبيل المثال- إلى أماكن للاعتداءات المنافية للأخلاق.
كما رأى الموقع أنّه، وعلى الرغم من الانسحاب الأميركي من أفغانستان في العام 2021، وخفض عديد القوات في العراق، بلغ عدد القوات الأميركية في الشرق الأوسط في العام 2023 الماضي بلغ أكثر من 30,000، وذلك وفقًا لأرقام البنتاغون. وأضاف أن: “هناك أكثر من 3,800 عسكري أميركي في الأردن في شهر حزيران/يونيو، وذلك وفقًا لأرقام البيت الأبيض”. وتحدّث عن وجود أكثر من 2,300 جندي أميركي في السعودية ونحو 2,500 في العراق، فضلًا عن نحو 900 في سوريا ونحو 75 في لبنان.