البنك الدولي يخفض توقعاته مجددا لنمو اقتصادات دول الخليج هذا العام
خفض البنك الدولي توقعاته لنمو اقتصادات دول الخليج في العام الجاري للمرة الثالثة إلى 1.6%، لكنه أشار إلى أن المنطقة أظهرت “مرونة ملحوظة في مواجهة الاضطرابات العالمية، وتحركت بثبات في أجندة التنوع الاقتصادي الخاصة بها”.
ومع ذلك، تتوقع المؤسسة الدولية أن يتسارع معدل النمو إلى 4.2% خلال العامين المقبلين، وذلك في التقرير الصادر اليوم الأحد والذي شمل أحدث المستجدات الاقتصادية للمنطقة.
وتقترب التوقعات الصادرة عن البنك الدولي لنمو دول الخليج في العامين الجاري والمقبل مع تلك التي أعلنها صندوق النقد الدولي في أكتوبر الماضي مع هامش ضئيل، إذ توقع الصندوق نموا 1.8% في العام الجاري ترتفع إلى 4.2% في 2025.
وحول الأداء الاقتصادي لكل دولة على حدة، من المتوقع أن تسجل البحرين أعلى معدل للنمو بين دول الخليج في العام الجاري عند 3.5%، بينما يرى البنك الدولي أن اقتصاد الكويت سيسجل منفردا انكماشا في العام الجاري، قبل أن يعاود النمو في العامين القادمين.
على الرغم من جهود تنويع الاقتصاد الجارية على قدم وساق في عدد من دول الخليج، ما زال إنتاج النفط يشكل عنصرا أساسيا مؤثرا على أداء اقتصاداتها. وفي ذلك السياق، يتوقع البنك الدولي أن تواصل اقتصادات الخليج تسجيل انكماش في القطاع النفطي بسبب قرارات خفض إنتاج تحالف “أوبك+” الهادفة “لتحقيق استقرار في أسعار الطاقة العالمية”.
في المقابل، يرى البنك الدولي أن القطاع غير النفطي ما زال يقود النمو الاقتصادي لدول المنطقة، إذ ينمو بنسبة 3.7% في 2024 مدفوعا بشكل أساسي “بجهود التنويع الاقتصادي المستمرة والإصلاحات الطموحة”، وهو الاتجاه الذي من المتوقع أن يستمر في العامين المقبلين وإن كان بوتيرة أبطأ، مبررا التقرير ذلك بأن انخفاض أسعار النفط، التي من المتوقع أن تبلغ في المتوسط 73 دولارا للبرميل في 2025 من 80 دولارا في العام الجاري، قد يدفع معظم دول المنطقة لاتخاذ تدابير لضبط الأوضاع المالية.
يتشارك البنك الدولي بذلك في رؤيته المتفائلة تجاه الأنشطة غير النفطية في الخليج مع صندوق النقد. كان الصندوق توقع أن يستمر القطاع غير النفطي في دول الخليج خلال العامين الحالي والمقبل، في وتيرة النمو التي حققها في السنوات الأخيرة، ليكون قاطرة النمو في هذه الدول التي تسعى لتنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط، وفقا لما قاله مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق جهاد أزعور في مقابلة مع “الشرق” في نهاية أكتوبر.