كواليس اللقاء الأخير بين عراقجي والأسد: إيران فقدت الثقة به
كشف مصدر إيراني مطلع لصحيفة “فايننشال تايمز”، الإثنين، أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أبلغ الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في آخر زيارة له إلى دمشق، بأن إيران لن ترسل قوات عسكرية لدعمه.
وأشار المصدر إلى أن طهران كانت تشعر بالإحباط من سياسات الأسد منذ قرابة العام.
ونقل عن عراقجي بأن الأسد اشتكى له عن سلوك جيشه وعدم ولائه.
ويأتي هذا التصريح في ظل تقارير تشير إلى أن إيران أبرز حلفاء الرئيس السوري السابق، قد اتخذت موقفاً سلبياً حيال الأسد ولم تقدم الدعم الكافي له لمواجهة الهجوم المباغت الذي شنته الفصائل المسلحة والتي استطاعت الأحد إسقاط النظام ودخول دمشق.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز، نقلاً عن “مصدر داخلي” داخل الحكومة الإيرانية، أن طهران فقدت ثقتها في بشار الأسد منذ فترة طويلة.
وقال المصدر لصحيفة فايننشال تايمز: “لقد كلفنا تقاعس بشار الأسد غالياً، وانضم إلى عملاء في المنطقة وعدوه بمستقبل لم يتحقق أبداً”.
وبحسب هذا التقرير، فإن طهران منذ أكثر من عام “تشعر بخيبة أمل” من بشار الأسد، واعتبره البعض “عقبة وعبئا على أكتافهم” ووصفه البعض بـ”الخائن”.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصدرها قوله إن بشار الأسد أبلغه في لقائه مع عباس عراقجي قبل أيام أن انسحاب قواته من حلب كان “تكتيكيا”، إلا أن وزير الخارجية الإيراني رد بأن الجمهورية الإسلامية لم تعد كذلك. في وضع يمكنها من إرسال المزيد من القوة إليه.
في الساعات الأربع والعشرين الماضية، في أعقاب سقوط حكومة بشار الأسد، كانت هناك انتقادات أكثر وضوحاً له في وسائل الإعلام الإيرانية.
وزار عراقجي دمشق في بداية ديسمبر، حيث عقد لقاءات من الأسد ومسؤولين سوريين، وقال وقتها إن بلاده تدرس إسال قوات إلى سوريا.
ولكن لم تتخذ طهران خطوة من هذا القبيل، واكتفت بإرسال عدد من المستشارين العسكريين، وقد قامت بسحبهم من سوريا بعد أيام قليلة.
وأظهرت لقطات مصورة عبر مواقع التواصل وزير الخارجية الإيراني وهو يتناول العشاء في أحد مطاعم دمشق الشعبية، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد قبيل توجهه إلى أنقرة الأسبوع الماضي.
وقال في مقطع مصور: “بعد لقاء مهم مع رئيس الجمهورية العربية السورية تناولنا في مطعم في منطقة مزة وبجوار أهل دمشق الطيبين “الشاورما” التي تشتهر بها هذه المدينة”.