رائد فضاء يلتقط صورة مذهلة من المدار لأقرب جيران مجرة درب التبانة
تمكن رائد فضاء تابع لوكالة ناسا من التقاط صور مذهلة للسماء باستخدام جهاز تتبع نجوم صممه بنفسه.
وبينما تدور محطة الفضاء الدولية (ISS) على ارتفاع نحو 400 كم (250 ميلا) فوق سطح الأرض، يحصل رواد الفضاء على مشاهد فريدة للكون الذي يطل على أفق كوكبنا.
ويبدو أن رائد ناسا، دون بيتيت، جاء إلى المدار مستعدا لهذه التجربة، حيث أحضر معه جهاز تتبع للنجوم ساعده على التقاط صور بتعريض طويل للنجوم والمجرات المحيطة.
وفي منشور حديث على منصة “إكس”، شارك بيتيت صورة التقطها من نافذة مركبة الفضاء “دراغون” التابعة لشركة “سبيس إكس”، الملتحمة بمحطة الفضاء الدولية.
وتظهر الصورة حقلا سماويا مليئا بالنجوم، بالإضافة إلى مجرتين من المجموعة المحلية لمجرة درب التبانة.
وكتب بيتيت على “إكس”: “أحضرت جهاز تتبع نجوم يدويا يسمح بالتقاط صور طويلة التعريض اللازمة لالتقاط صور لحقول النجوم. ترقبوا المزيد من الصور مثل هذه”.
ويبدو أن جهاز تعقب النجوم الذي صنعه بيتيت بنفسه، هو عبارة عن جهاز آلي يوضع بين الكاميرا والحامل الثلاثي (tripod)، وظيفته هي ضبط وتحريك الكاميرا بشكل دقيق ما يسمح لنا برؤية منظر واضح للنجوم من مدار منخفض حول الأرض بدلا من الصور الضبابية المعتادة التي تلتقطها محطة الفضاء الدولية.
والمجرتان اللتان تظهران في الصورة هما سحابة ماجلان الكبرى وسحابة ماجلان الصغرى، وفقا لموقع “لايف ساينس”. كلاهما من أقرب الجيران لمجرة درب التبانة، ويمكن رؤيتهما في سماء الليل من نصف الكرة الجنوبي.
وتبعد سحابة ماجلان الكبرى نحو 160 ألف سنة ضوئية عن الأرض، وتحتوي على نحو 30 مليار نجم. أما سحابة ماجلان الصغرى فهي مجرة قزمة تحتوي على نحو 3 مليارات نجم، وتقع على بعد 210 آلاف سنة ضوئية من الأرض.
وتعطي صورة بيتيت لهاتين المجرتين جنبا إلى جنب منظورا رائعا للكون. وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها رائد الفضاء إرسال صور من محطة الفضاء الدولية. ففي وقت سابق من هذا الشهر، التقط بيتيت ما وصفه ب “اليراعات الكونية” التي كانت تطفو خارج المحطة، والتي كانت في الواقع أقمار “ستارلينك” الصناعية وهي تعكس ضوء الشمس.
وانطلق بيتيت إلى محطة الفضاء الدولية في سبتمبر، على متن كبسولة “سويوز” الروسية كجزء من البعثة الاستكشافية 72 (Expedition 72).
وفي سن 69 عاما، يعد بيتيت أكبر رائد فضاء نشط في ناسا، حيث سجل أكثر من 370 يوما في الفضاء وأكثر من 13 ساعة من العمل خارج المحطة الفضائية، وفقا لوكالة ناسا.