قائد بالحرس الثوري: ما حدث في سوريا كارثة استراتيجية
وصف قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، الجمعة، إن ما حدث في سوريا مؤخراً وأسفر عن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد يوم الأحد الماضي، بأنه “كارثة استراتيجية”.
وقال قائد فيلق كربلاء في محافظة مازندران شمال إيران العميد سياوش مسلمي، “ما حدث في سوريا مؤخراً كارثة استراتيجية”، مضيفاً “هذه الكارثة كانت أبعد من الازمات العسكرية”.
وأضاف “كان الجيش السوري يواجه مشاكل كبيرة، لكن مفتاح تماسك هذا الجيش كان الحرب النفسية واسعة النطاق التي انطلقت عبر الفضاء السيبراني”.
واعتبر العميد مسلمي إن “إهمال الحكم في الفضاء السيبراني يعني تسليم جبهة استراتيجية للعدو”، مبيناً إن “التجربة الناجحة لدول مثل الصين تثبت أن هذا المسار ليس ممكناً فحسب، بل ضروري أيضاً”.
وتابع إن “إن الجيش السوري كان يواجه مشاكل كبيرة من حيث العقيدة والقدرة العملياتية والهيكل القيادي، لكن الطلقة الأخيرة على تماسك هذا الجيش كانت حرب نفسية واسعة النطاق انطلقت عبر الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام العالمية”.
وفي حديث مع الصحفيين حول التطورات الأخيرة في المنطقة، بين العميد مسلمي “أن ساحة المعركة في عالم اليوم لم تعد مقتصرة على الأرض أو البحر أو السماء، وأصبح الفضاء السيبراني أحد أهم ساحات المعرفة والحرب النفسية في هذه الساحة، السلاح الرئيسي ليس البنادق أو الصواريخ، بل الروايات والمضمون والرأي العام”.
وأضاف بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية: إن السيطرة على هذا الفضاء يمكن أن تغير معادلات الميدان تماما وتحدد انتصار أو هزيمة أمة حتى من دون إطلاق رصاصة واحدة، وتظهر الأمثلة الملموسة والتاريخية، مثل صعود تنظيم داعش والأزمة السورية”.
وقال: إن هذا التنظيم الإرهابي، من خلال إنتاج محتوى فيديو احترافي، بما في ذلك مقاطع فيديو قصيرة لعمليات الإعدام الوحشية واستعراض قوته في ساحة المعركة، لقد سعت في الوقت نفسه إلى تحقيق هدفين: خلق الرعب بين الأعداء وكسب دعم الشباب من مختلف البلدان.
وأشار إلى أن المعارضين المسلحين في سوريا استخدموا أساليب العمليات النفسية بشكل ممنهج مثل نشر الشائعات وتسليط الضوء على الإخفاقات الصغيرة وإضعاف الروح المعنوية العامة للجيش السوري باستخدام وسائل الإعلام.
وقال: تزوير الصور والروايات يجعل الجيش السوري ضعيفاً أمام الشعب والمجتمع الدولي، وفشل في إظهار أن نشر هذه الروايات، خاصة في اللحظات التي كان فيها الجيش بحاجة إلى التماسك الوطني والروح القتالية، أدى إلى انخفاض ثقة الجمهور وإضعاف معنويات القوات.
وأشار قائد فيلق كربلاء: بهذه الطريقة تمكن الثوار المسلحون من هزيمة الجيش السوري ليس على أرض المعركة فحسب، بل أيضاً في مجال الحرب النفسية والمعرفية، كما خسرت بعض المناطق الاستراتيجية في سوريا من يد الجيش السوري في أقصر وقت ممكن دون مقاومة تذكر.