ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي “بحرب تجارية” في حالة عدم شراء النفط والغاز الأمريكي
حذر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي من أنه سيواجه رسوما تجارية على صادراته إلى الولايات المتحدة ما لم تشتر الدول الأعضاء المزيد من النفط والغاز الأمريكي.
وأثار ترامب مخاوف جديدة بشأن حرب تجارية وشيكة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في أول تصريح علني له بشأن التجارة منذ انتخابه رئيسا في نوفمبر الماضي.
وقال في منشور على شبكة التواصل الاجتماعي Truth Social: “لقد أبلغت الاتحاد الأوروبي أنه يتعين عليهم تعويض العجز الهائل الذي يواجهونه مع الولايات المتحدة من خلال شراء كميات كبيرة من النفط والغاز منا. وإلا فإن الأمر سيقتصر على فرض التعريفات الجمركية”.
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، كما برزت أيضا كأكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي منذ توقف استيراد الغاز الروسي بسبب العقوبات الغربية.
وفي هذا الأسبوع، وجدت دراسة أجرتها الحكومة الأمريكية بتكليف من إدارة بايدن أن زيادة الصادرات الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال قد تؤدي إلى زيادة أسعار الغاز بنسبة تصل إلى 30% لعملاء الغاز المحليين.
كما أشارت الدراسة التي حللت التكاليف الاقتصادية والبيئية وغيرها من التكاليف المترتبة على زيادة قدرة الولايات المتحدة على إنتاج الغاز الطبيعي المسال، إلى عواقب وخيمة على المناخ بسبب انبعاثات الكربون العالية، ومن المتوقع أن يؤدي التقرير إلى تعقيد وعد ترامب قبل الانتخابات بالموافقة بسرعة على المزيد من صادرات الغاز الطبيعي المسال.
ومن المتوقع أن يكون هناك طلب قوي على واردات الغاز الأمريكية من اقتصادات الاتحاد الأوروبي، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الشهر الماضي إن الغاز من الولايات المتحدة يمكن استخدامه ليحل محل واردات الاتحاد المتبقية من الغاز الطبيعي المسال الروسي في حين يكافح الاتحاد الأوروبي لإنهاء اعتماده على الوقود الروسي.
وقالت فون دير لاين “ما زلنا نحصل على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال عبر روسيا، ومن روسيا. ولماذا لا نستبدله بالغاز الطبيعي المسال الأمريكي الذي هو أرخص، ويؤدي إلى خفض أسعار الطاقة لدينا”.
وحذر الاتحاد الدولي للغاز، الولايات المتحدة من أن تقييد تدفقات الغاز إليها بينما يستمر الطلب العالمي في الارتفاع قد يكون “ضارا للغاية” بالاقتصادات التي تعتمد إلى حد كبير على استيراد الغاز، بما في ذلك بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وقد زودت الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي بنحو 48% من وارداته من الغاز الطبيعي المسال في النصف الأول من العام الجاري، في حين لم يأت منه سوى 16% من روسيا، كما شكلت حصة أمريكا 15% من واردات النفط في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن “يوروستات”.
وقال كبير خبراء الاقتصاد في مجال المناخ والسلع في “كابيتال إيكونوميكس” ديفيد أوكسلي، إن طلب ترامب سوف يتوافق في نهاية المطاف مع استراتيجية الاتحاد الأوروبي لاستيراد الطاقة.
وأضاف: “التحذير الذي أطلقه الرئيس المنتخب ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي للاتحاد الأوروبي بشراء المزيد من النفط والغاز الأمريكيين لن يتسبب بالأرق لبروكسل. ففي نهاية المطاف، في حين كان من الممكن أن يتردد المسؤولون في الاتحاد الأوروبي لو طُلب منهم شراء كميات كبيرة من عطور ترامب أو ساعاته، فإن من مصلحة الاتحاد الأوروبي شراء الغاز الطبيعي المسال الأمريكي كجزء من التحول المستمر بعيدا عن الغاز الروسي”.
وأشار إلى أن “النقطة الأساسية هي أن الزيادة في صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية خلال السنوات القادمة سوف تساعد على خفض أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا”.
وقد استخدم ترامب التجارة كسلاح وهدد بفرض ضرائب على الواردات من دول أخرى قبل فترة ولايته الرئاسية الثانية، وأعلن مساء الاثنين الماضي، أنه يعتزم فرض رسوم جمركية على كل صادرات كندا والمكسيك والصين إلى الولايات المتحدة، حتى تعمل هذه الدول على الحد من الهجرة وتدفق المخدرات إلى البلاد.
وقدر خبراء الاقتصاد في بنك “آي إن جي” أن مقترحات حملة ترامب الأوسع نطاقا بشأن التجارة والتي تشمل تعريفة عالمية تتراوح بين 10% و20% على جميع الواردات، وتعريفة بنسبة 60% على جميع السلع القادمة من الصين، قد تكلف كل مستهلك أمريكي ما يصل إلى 2400 دولار سنويا.
وفي عام 2018، وافق رئيس المفوضية الأوروبية آنذاك جان كلود يونكر على شراء صادرات أمريكية بقيمة مليارات الدولارات، بما في ذلك الغاز الطبيعي، لتجنب حرب تجارية شاملة خلال ولاية ترامب الأخيرة في البيت الأبيض.
وجاء ذلك بعد أشهر من تهديد الاتحاد الأوروبي باستهداف الصادرات الأمريكية بما في ذلك دراجات “هارلي ديفيدسون” و”جينز ليفيز” و”بوربون كنتاكي”، إذا مضت الولايات المتحدة قدما في فرض تعريفات عقابية على الصلب الأجنبي.
المصدر: وكالات