وجه أدهم بارزاني، القيادي الكردي البارز، رسالة مفتوحة إلى رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، عبر فيها عن استيائه من استمرار الاحتلال التركي لأراضي إقليم كردستان، وناقش دور الحكومة العراقية في هذا الموضوع.
وقال بارزاني في رسالته التي نشرت عبر وسائل الإعلام المحلية، إن حديث رئيس الوزراء العراقي في إحدى اللقاءات التلفزيونية حول “التحرك التركي في الأراضي السورية” كان موضع تقدير، ولكنه شدد على أن الاهتمام بسيادة العراق يجب أن يبدأ من الأراضي العراقية نفسها.
ووجه بارزاني انتقادًا مباشرًا للسوداني قائلاً: “ألم يكن من الأجدى قبل الحديث عن سيادة دولة جارة للعراق، أن تتحدثوا عن سيادة الأراضي العراقية وكردستان التي هي جزء من العراق؟”.
وأشار بارزاني إلى أن الأراضي العراقية في إقليم كردستان، وخاصة في محافظة دهوك وهولير (أربيل)، قد شهدت تواجدًا للجيش التركي لأكثر من عقد من الزمن.
وقال: “قسم من أراضي إقليم كردستان محتل من قبل تركيا، وربما بعض الخدمات التي تقدم للجيش التركي في المناطق المحتلة تمول من الميزانية العراقية وإقليم كردستان”. وتساءل عن موقف الحكومة العراقية حيال هذا الاحتلال، مبدياً تساؤلاً حول ما إذا كان “احتلال الأراضي العراقية المستمر منذ سنوات هو أمرٌ متفق عليه؟”.
وأكد بارزاني أن صمت الحكومة العراقية على الوجود العسكري التركي في الأراضي العراقية قد يكون السبب الرئيسي في تكرار التدخلات التركية في سوريا. وأضاف: “قبول بقاء الجيش التركي في العراق خلال السنوات الماضية، والسكوت عنه، من الممكن أن يكون الدافع الرئيسي لما يحدث الآن على المسرح السوري”.
وأوضح أن السياسة التي تتبعها الحكومة العراقية تجاه الاحتلال التركي في كردستان قد ساهمت في تشجيع تركيا على توسيع تدخلاتها العسكرية في المنطقة.
استشهد بارزاني بمثل كردي قديم حيث قال: “عندما يكون الإنسان مشغولاً بإطفاء النار في بيته، لا أحد يلومه على أنه لم يذهب لمساعدة جاره”. ودعا الحكومة العراقية إلى التركيز على حل مشاكل العراق الداخلية أولاً، قبل أن تدعو إلى التدخلات الخارجية. وأضاف: “من الأفضل أن نفكر في حل مشاكل بلدنا، ومن ثم نقول للسيد رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية تركيا: اخرجوا من سوريا”.
وفي ختام رسالته، أكد بارزاني على احترامه وتقديره لرئيس الحكومة العراقية، موجهًا له السلام والتحية. واعتبرت الرسالة بمثابة دعوة قوية من بارزاني لتصحيح المسار السياسي للعراق تجاه الأزمات الإقليمية وتوضيح موقف الحكومة من الاحتلال التركي لأراضي كردستان.